في إطار سعيها المتواصل لتنويع اقتصادها وتقليل الاعتماد على النفط، تشارك المملكة العربية السعودية في معرض السفر العالمي “WTM 2025” في لندن، الذي يُقام في مركز “إكسل لندن”. ومع افتتاح جناحها يوم أمس، لفتت المملكة الأنظار بحضورها المتميز، حيث حظيت بتغطية إعلامية واسعة من وسائل الإعلام العربية والعالمية، إلى جانب اهتمام لافت من المستثمرين، مما يعكس حجم الاهتمام بالمملكة ورغبة كبيرة في استكشاف فرص الاستثمار فيها.
وتحت مظلة “الهيئة السعودية للسياحة”، يشارك أكثر من 70 جهة سعودية، بما في ذلك وزارات وهيئات حكومية وشركات رائدة في قطاعات الإيواء والطيران والترفيه. ويعرض الجناح مشاريع ضخمة مثل “نيوم” و”البحر الأحمر” و”الدرعية”، بالإضافة إلى تقديم معلومات عن 14 وجهة سياحية سعودية.
وقد شهد اليوم الأول توقيع عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات بين شركات سعودية ونظيراتها الدولية، بهدف تعزيز التعاون في مجالات الترويج المشترك، وتطوير المنتجات السياحية، واستقطاب الزوار من السوق الأوروبي والبريطاني.
ومن المنتظر أن يشهد الجناح السعودي خلال الأيام القادمة من المعرض عروضًا حية وورش عمل، فضلاً عن لقاءات بين المستثمرين العالميين ومسؤولي السياحة السعوديين، مما يتيح فرصًا أكبر للتعاون والنمو في قطاع السياحة.
ويُعد صندوق التنمية السعودي من أبرز الجهات المشاركة في معرض السفر العالمي، حيث يسلط الضوء على الحلول التمويلية المتكاملة للسياحة، بالإضافة إلى برامجها غير التمويلية التي يقدمها “مركز نمو السياحة”، وهو الذراع غير التمويلي لقطاع السياحة. هذه المبادرات تهدف إلى دعم المستثمرين ورواد الأعمال والشركات المتوسطة والصغيرة في تطوير مشاريع نوعية تسهم في تعزيز تنوع الوجهات السياحية في المملكة، مما يدعم نمو القطاع السياحي ويعزز استدامته.
تأتي مشاركة الصندوق في هذا المعرض كجزء من جهود مستمرة لجذب الاستثمارات النوعية وتعزيز الشراكات الدولية، بما يساهم في دفع عجلة تطور القطاع السياحي السعودي ويعزز من حضوره على الساحة العالمية.
أهداف السعودية من خلال مشاركتها في المعرض
تأتي مشاركة المملكة العربية السعودية في معرض السفر العالمي في لندن كجزء من خططها الطموحة لجذب 150 مليون زائر بحلول عام 2030، بالإضافة إلى زيادة مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي ليصل إلى 10%، بما يتماشى مع المعايير العالمية.
كما يُتوقع أن يضخ قطاع السفر والسياحة في السعودية 447.2 مليار ريال (حوالي 119.25 مليار دولار) في الاقتصاد الوطني هذا العام بحسب أحدث بيانات المجلس العالمي للسفر والسياحة، ويعد ذلك رقم قياسي يعكس الطموحات الكبيرة التي تسعى المملكة لتحقيقها في تطوير قطاع سياحي عالمي المستوى.
كما تشير التوقعات إلى أن القطاع سيسهم بأكثر من 10% من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بحلول عام 2025، مع الوصول إلى أعلى مستوى في التوظيف في هذا القطاع، حيث من المتوقع أن يصل عدد الوظائف إلى 2.7 مليون وظيفة.
يعكس هذا النجاح الارتفاع الكبير في معدلات الإنفاق المحلي والدولي، إذ يُتوقع أن يصل إنفاق الزوار المحليين إلى مستوى قياسي قدره 162.5 مليار ريال (43.33 مليار دولار).
ويشارك في الدورة الحالية من المعرض أكثر من 4 آلاف عارض، إلى جانب 5043 مشترياً وأكثر من 46 ألف متخصص في قطاع السفر والسياحة من مختلف أنحاء العالم. يتضمن المعرض أيضاً جلسات مؤتمرات وفعاليات وورش عمل تركز على الاستدامة والابتكار في القطاع السياحي.
أما على المستوى العالمي يتوقع المجلس أن يسهم قطاع السفر والسياحة بحلول عام 2025 بمبلغ قياسي قدره 11.7 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي، ما يعادل 10.3% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. كما يُتوقع أن يرتفع إنفاق الزوار الدوليين ليصل إلى 2.1 تريليون دولار، بزيادة تقدر بـ 164 مليار دولار مقارنة بعام 2019، في حين سيرتفع عدد الوظائف المدعومة من القطاع بنحو 14 مليون وظيفة، ليصل الإجمالي إلى 371 مليون وظيفة حول العالم.
تعد مشاركة المملكة العربية السعودية في معرض السفر العالمي في لندن خطوة هامة في مسار تحقيق طموحاتها الكبيرة في مجال السياحة والسفر. إذ من المؤكد أنها ستخرج من المعرض بعقود وصفقات ترفع من مكانة المملكة على الخريطة السياحية.
اقرأ أيضاً: أهم وجهات السياحة الشتوية 2025 في السعودية وأهميتها

