يستعد مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية مؤخراً لطرح مشروع لغوي جديد على مستوى الوطن العربي، وجاء التعريف بتفاصيل المشروع خلال ندوة في العاصمة التونسية تونس، حضرها مسؤولون من مجمع الملك سلمان وممثلون عن الدول الأعضاء في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو”، وحشد من الخبراء والجامعيين المتخصصين، وحملت عنوان، منظومة السياسات اللغوية للدول العربية.
وتضمنت تفاصيل المشروع استعراضاً لمنظومة تؤسس قاعدة بيانات متكاملة، بطريقة تجمع السياسات اللغوية المعتمدة في الدول العربية بمختلف المجالات، ومن ثم توحيدها في منظومة رقمية، تتضمن تاريخ صدورها والمجالات التي تتخصص فيها وجهات إصدارها.
أمّا الأطراف التي سيتاح لها الدخول إلى قاعدة البيانات والاستفادة منها في إطار مشروع لغوي جديد، هم فئة العلماء والباحثين اللغويين، نظراً لأن قاعدة البيانات ستكون المرجع الأول فيما يتعلق بالسياسات اللغوية في الدول العربية.
اقرأ أيضاً: مجمع الملك سلمان يطلق الحقيبة الرقمية احتفاء باللغة العربية
وفي السياق تأتي الندوة بهدف استعراض المشروع المقترح من قبل مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، لناحية منهجية العمل والآليات التنفيذية المعتمدة، ضمن مشروع منظومة السياسات اللغوية العربية، من جانب آخر قدمت الندوة تقريراً عن السياسات اللغوية في الدول العربية، واستعرضت نتائجه وناقشت توصياته مع الإضاءة على سبل تفعيل هذه التوصيات.
وخلال انعقاد الندوة التي تضمنت إطلاق مشروع لغوي، أشاد المدير العام لمنظمة التربية والثقافة والعلوم، الدكتور محمد ولد أعمر، بجهود مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، مؤكداً على أهمية الدور الذي يلعبه المجمع في خدمة اللغة العربية، والعمل على تنميتها وتعزيز انتشارها، منوهاً بالتعاون المثمر بين المجمع والمنظمة العربية الألسكو والذي يسهم بتعزيز اللغة العربية والتأكيد على حضورها على نطاق واسع.
اقرأ أيضاً: مجمع الملك سلمان للغة العربية يطلق مؤشر بلسم
من جانب آخر، وجه ولد أعمر دعوة مفتوحة لمضاعفة الجهود الهادفة إلى دعم السياسات اللغوية في الدول العربية، والعمل على تطويرها والنهوض بها، بما يضمن المحافظة على مكانتها الرائدة، ويعزز انتشارها ويدعم الجهود الرامية إلى المحافظة على الإرث اللغوي لمنطقتنا.
وفي ذات السياق عبر مدير إدارة السياسات اللغوية في مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الدكتور خالد القوسي، عن مدى تقديره لجهود الدول العربية في الاعتناء باللغة العربية وشؤونها، سواء من ناحية النصوص الدستورية والتشريعات المحددة لها، إضافة إلى الأنظمة المعتمدة والسارية.
اقرأ أيضاً: اليوم العالمي للغة العربية 2024
وفي سياق منفصل تجدر الإشارة إلى أن مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، تأسس بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، والتي تدعم الاستدامة ومواكبة معطيات الحياة المعاصرة ولكنها تولي أهمية كبرى للأصالة والتاريخ، وهو ما ينهض به المجمع عبر تعزيز دور اللغة العربية في الإقليم والعالم.
كما يسعى القائمون على المجمع للتأكيد على عمق البعد اللغوي في الثقافة العربية والإسلامية، في إطار الحرص على تحويل المجمع إلى مرجعية علمية في اللغة العربية وعلومها، مع الحرص على دعم وتنمية الإنسان.
اقرأ أيضاً: جامعة الملك عبد العزيز: وجهة تعليمية رائدة في المملكة العربية السعودية
وينبني توجه المملكة نحو دعم وتعزيز اللغة العربية، وتخصيص مجمع خاص لها، على مقولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز: “القرآن الكريم نزل بلغة العرب، وهذا شرف لهم ومسؤولية.”
ويتحمل العاملون في المجمع المسؤولية الكبرى لتقديم تطلعات ورؤى تعكس هذه المقولة ضمن مشروع لغوي متكامل، لاسيما أنّ السعودية بلد يزخر بالكنوز الثقافية والحضارية، واستمرت على مدار عصور كمركز للإشعاع الثقافي والحضاري في آن معاً، الأمر الذي جعل الاستمرارية في ظل فيضان المعلومات المعاصر تحدياً كبيراً، فمن هنا جاء التوجيه الملكي بتأسيس المجمع ليكون الجهة الرسمية الراعية لشؤون اللغة العربية، والعمل على تعزيز مكانتها على الصعيدين المحلي والدولي.
ومن منطلقات العمل في المجمع أيضاً، حماية إرث اللغة العربية الذي يمتد لأكثر من 15 قرناً من الزمن، عندما ابتكرت حروفها، التي شكلت الهوية الثقافية لسكان شبه الجزيرة العربية، الأمر الذي وضع السعودية أمام مسؤولية تاريخية وحضارية، لتكون الحامي والمبشر باللغة العربية التي شكلت ماضي وحاضر ومستقبل العرب في هذه البقعة الجغرافية المباركة.
وبالتالي جاء تأسيس المجمع بهدف الحفاظ على اللغة العربية، والوقوف في وجه التحديات الحضارية التي تواجهها اللغات الأخرى، والعمل على تعزيز الهوية الثقافية للمواطن العربي، عبر بناء جسور للتواصل والسلام في جميع بقاع الأرض، وتحويل اللغة العربية إلى وسيلة لتحصيل العلم والمعرفة.