في إطار سعي المملكة العربية السعودية نحو تحقيق رؤية 2030، أعلنت هيئة البحث والتطوير والابتكار عن منح بحثية تقدمها لعام 2025، لتشهد مرحلة جديدة من الإبداع والتقدم، وتعزز قطاع البحث والتطوير والابتكار، ما يتيح للباحثين والمبتكرين فرص مهمة لخلق مشاريع رائدة تتماشى مع الأولويات الوطنية.
تتوزع المنح البحثية على أربعة برامج رئيسية وهي: برنامج العلوم الأساسية السعودي، الذي يركز على تطوير المعرفة الأساسية، وبرنامج الأبحاث التطبيقية والتقنية السعودي، وبرنامج الباحثين السعوديين الناشئين، الذي يدعم الجيل الجديد من المبتكرين، وأخيراً، برنامج الأبحاث الريادية.
تشمل هذه البرامج مراحل متعددة من البحث والتطوير والابتكار، إذ تركز على الأولويات الوطنية الحيوية مثل صحة الإنسان، والبيئات المستدامة، والاحتياجات الأساسية، وريادة الطاقة، وتقدم الصناعة، والاقتصادات المستقبلية، وتستهدف الهيئة بهذه المنح جميع الباحثين والمبتكرين، إضافة إلى أعضاء هيئة التدريس والمتخصصين في الجامعات السعودية ومراكز الأبحاث الوطنية.
اقرأ أيضاً: الابتكار الزراعي في نجران يفتح آفاقاً اقتصادية جديدة
أهداف المنح البحثية المقدمة من هيئة الابتكار
يسعى برنامج المنح البحثية لعام 2025 إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الجوهرية التي تركز على تعزيز قطاع البحث والتطوير والابتكار، يتمثل أحد هذه الأهداف في تقديم الدعم المالي والفني للباحثين والمبتكرين، لتمكينهم من تطوير أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع قابلة للتطبيق، كما يهدف إلى تعزيز الأبحاث والابتكارات الرائدة التي تلعب دوراً حيوياً في مواجهة التحديات التي تواجه المملكة، لتعزيز من مكانتها على الساحة العالمية، ويسعى كذلك لتحقيق الأهداف الوطنية ودعم المشاريع التي تساهم في تحقيق رؤية المملكة 2030.
برنامج العلوم الأساسية السعودي، هدفه فتح آفاق علمية جديدة واستكشاف مجالات رئيسية تضع الأساس لأبحاث مستقبلية مبتكرة، ويتضمن هذا البرنامج نوعين من المنح: منحة العلوم الأساسية، التي تدعم الجهود الرامية إلى معالجة التحديات الأساسية في المجالات ذات الأولوية، ومنحة تحالفات أبحاث العلوم الأساسية، التي تعزز الشراكات بين الكيانات المختلفة لتنفيذ مشاريع طموحة تسهم في تقدم المعرفة.
أما برنامج الأبحاث التطبيقية والتقنية السعودي، فيسعى إلى تسريع الابتكارات البحثية وتحويلها إلى حلول عملية ذات قيمة تقنية واقتصادية ملموسة، ويتضمن ثلاث منح رئيسية: منحة التطبيقات الأساسية، التي تساعد في تطوير النماذج الأولية للتحقق من صحة المفاهيم في المختبرات، ومنحة التطوير التقني، التي تعمل على تسريع التقنيات الواعدة ذات الإمكانات التجارية، ومنحة تحالفات الابتكار الأكاديمي الصناعي، التي تعزز الشراكات الاستراتيجية بين الأوساط الأكاديمية والصناعة.
اقرأ أيضاً: جامعة عفت مصنع للابتكار والخروج عن المألوف
ويدعم برنامج الباحثين السعوديين الناشئين الباحثين في بداية مسيرتهم المهنية، إذ يتيح لهم الفرصة للانطلاق في مشاريعهم الخاصة، من أجل تحفيز النمو في المجالات ذات الأولوية الوطنية، التي تشمل العلوم الأساسية والبحوث التطبيقية، ويشجع الباحثين الشباب على تقديم إسهامات قيمة في مجالاتهم، ويفسح الفرصة أمامهم لتحقيق النجاح والتأثير.
برنامج البحوث الريادية أيضاً يسعى إلى تعزيز البحوث الاستراتيجية ذات الأهمية الحيوية لمصالح المملكة، ويركز هذا البرنامج على الدراسات العلمية المتقدمة في مجالات مستهدفة، ويشمل ثلاث منح رئيسية: منحة الابتكار الريادي، التي تمكن الجهات من التصدي للتحديات الحرجة، ومنحة تسريع الأعمال الريادية، التي تسهم في تسويق التقنيات المتقدمة، ومنحة تحالف البحوث الريادية، التي تعزز التعاون المثمر بين الجهات غير الربحية، والأوساط الأكاديمية، والصناعة، والهيئات الحكومية.
وستقوم الهيئة بتقييم المشاركين استناداً إلى مجموعة من المعايير الهامة، حيث ستنظر في العائدات الناتجة عن شركات التكنولوجيا الناشئة، إضافة إلى براءات الاختراع التي تم الحصول عليها والجوائز التي حققوها، كما ستأخذ في الاعتبار الاستثمارات التي تمكنوا من جذبها، وأعداد المشاركين في الأنشطة البحثية، هذا فضلاً عن الفوائد الاقتصادية والاجتماعية التي تُستخلص من هذه المبادرات.
اقرأ أيضاً: الاقتصاد الثقافي يزدهر في السعودية
هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار
تأسست هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار في المملكة عام 2021م، ومن حينها وهي تتولى مسؤوليات هامة تتعلق بدعم وتشجيع قطاع البحث والتطوير والابتكار، كما تنسق أنشطة المؤسسات ومراكز البحوث العلمية، تسهم الهيئة أيضاً في اقتراح السياسات والتشريعات والتنظيمات، وتقديم التمويل اللازم لدعم هذا القطاع.
وتعمل الهيئة على تعزيز مكانة المملكة في مجال البحث العلمي، ما يجعلها مركزاً ريادياً على الصعيد العالمي، كما تلعب دوراً أساسياً في تحقيق رؤية السعودية 2030، من خلال تركيز جهودها على تنمية منظومة البحث والتطوير والابتكار.
ختاماَ تركز هيئة الابتكار على بناء جسر بين البحث العلمي في الجامعات السعودية ومجتمع الصناعة، مع دعم الجامعات في استثمار الكفاءات المتميزة في مجالات البحث والتطوير والابتكار، كما تشجع الهيئة الجامعات على إجراء دراسات بحثية وتقدم لهم منح بحثية، من أجل المساهمة في تقديم حلول للمشكلات الوطنية الحالية والمستقبلية.
اقرأ أيضاً: السعودية تطلق أول مشروع بحثي حول احتجاز الكربون عالمياً