انطلق مهرجان التمور الأول في نجران برعاية أمير نجران جلوي بن عبد العزيز، وبحضور كبير من مزارعي النخيل وعدد من الجهات الحكومية وبرنامج الريف، إذ تجول الأمير في مهرجان التمور، واطلع على كافة أصناف التمور المعروضة، كما كرّم المشاركين في المهرجان.
على مدار السنة، يُقام في السعودية مهرجانات ومعارض للتمور، إذ تُعرض فيه جميع أصناف التمور من جميع المحافظات، ذلك لأنه يعد التمر أكثر ما تشتهر فيه شبه الجزيرة العربية وخاصةً السعودية.
تنتج مزارع النخيل في نجران والمحافظات التابعة لها أكثر من 30 نوعاً من التمور، ويصل الإنتاج السنوي إلى 50 طن، ويوجد ما يقارب 30 ألف نخلة.
تعد زراعة التمور ناجحة في نجران، حتى الأنواع المستوردة منه، يعود ذلك إلى التربة الخصبة والمياه الوفيرة والأجواء المعتدلة، كما أن العادة جرت في نجران أن يقوم الناس بإعداد “الرجيز” على أربعة مراحل وهي مرحلة الفرز والتصنيف، ثم مرحلة التنظيف وإزالة الشوائب من التمور، ثم مرحلة غسل التمور، وأخيراً مرحلة التعبئة في أدوات جلدية محكمة مخصصة لذلك.
كما يصنع من خوص النخيل بنجران العديد من الصناعات اليدوية التراثية، مثل “المهجان” وهي عبارة عن سفرة توضع عليها دلال القهوة وبعض الأواني، “المصرفة” وهي إناء لحمل التمور وأي أغراض أخرى، بالإضافة إلى العديد من الأواني الأخرى، كما يتم طحن نواة التمر وتقديمه للماشية.
تنتشر مزارع التمور في نجران على امتداد وادي نجران من مركز الموفجة غرباً حتى محافظة خباش شرقاً، إلى جانب المحافظات الشمالية مثل حبونا وثار وبدر الجنوب.
يعد البياض والمواكيل والرطب من أجود أنواع التمور التي تشتهر بها منطقة نجران نظراً لقيمتها الغذائية الكبيرة وقلة السكر فيها، كما تقدم كهدايا بسبب غلاء ثمنها.
اقرأ أيضًا: السعودية: 1.6 مليون طن إنتاج التمور سنوياً وصادرات بأكثر من 1.28 مليار ريال
يختلف توقيت مهرجان التمور من محافظة إلى إخرى، إذ يبدأ مهرجان التمور في البريدة في شهر آب من كل عام ويستمر ثلاثة أشهر، بينما يبدأ مهرجان الإحساء في كانون الثاني ويستمر حتى شباط، بينما يبدأ في المدينة المنورة في شهر أيلول، وكذلك في مدينة العلا.
يعد قطاع التمور من القطاعات المساهمة في الإنتاج المحلي للمملكة العربية السعودية، إذ تساهم محافظة القصيم فقط في إنتاج ما يقارب 6,1 طن من التمور.
كما تساهم مهرجانات التمور في تأمين الآلاف من الوظائف للناس، إذ يساهم مهرجان التمور في البريدة بتأمين 44 ألف وظيفة، بينما يشارك في مهرجان التمور في الإحساء 40 حرفة يدوية.
وتأكيداً على أهمية قطاع التمور تم إحداث العديد من المراكز التي تهتم بشؤون التمور منها المركز الوطني للنخيل والتمور ويهدف إلى تطوير وتنمية قطاع النخيل في المملكة، إضافةً إلى مركز أبحاث النخيل والتمور بجامعة الملك فيصل في الإحساء، والمجلس الدولي للتمور الذي يجمع الدول المنتجة والمصدرة والمستوردة للتمور.
باختصار، تتصدر المملكة العربية السعودية المركز الأول في زراعة وتصدير التمور، باعتباره منتجاً وطنياً مرتبطاً بتاريخ المملكة، عدا عن المهرجان الدولي للتمور التي تقيمه المملكة مرة كل خمس سنوات الذي يبرز مكانة السعودية في مجال التمور.
اقرأ أيضًا: مهرجان الإبداع أثر 2024: وجهة الشباب السعودي