حدث فريد من نوعه تستعد العاصمة الرياض لاستقباله للعام الرابع على التوالي، وهو مهرجان نور الرياض القادم في نوفمبر ليضيء المدينة بالألوان الجميلة والتصاميم الإبداعية، محولاً الرياض إلى معرض مفتوح يفيض بالسحر والجمال.
هذا الحدث السنوي الأضخم من نوعه على مستوى العالم، فهو يقدم تركيبات فنية ضوئية مذهلة، وعروضاً تفاعلية تأسر الأنفاس، وتحت شعار «بين الثرى والثريا»، تحمل النسخة الرابعة من هذا المهرجان رسالة تبرز التوازن بين الأرض والسماء، لتأخذ الزوار في رحلة ساحرة عبر الأضواء والفنون، حيث يلتقي الإبداع والتكنولوجيا في قلب العاصمة.
سيشهد احتفال نور الرياض 2024 إشراف مجموعة من القيّمين المحليين والعالميين المتخصصين في الفنون الضوئية، الذين لهم تجارب غنية في تنظيم احتفالات ومعارض فنية على مستوى عالمي، إذ تتولى الدكتورة عفت عبد الله فدعق، أستاذة مشاركة في كلية الفنون الجميلة بجامعة جدة، مسؤولية القيم في هذه النسخة من المهرجان.
الدكتورة عفت فنانة متعددة المجالات ومؤسسة استوديو نقض للفنون في جدة، وقد لعبت دوراً بارزاً في تعزيز الفن السعودي المعاصر ودعم الفنون المحلية والتعليم في هذا المجال، أما الدكتور ألفريدو كراميروتي، القيّم الدولي، فهو شخصية بارزة في المجال الثقافي، يشغل منصب رائد، مؤلف، ومقدم بودكاست، إضافة إلى كونه ناشراً في مجالات الفنون والتكنولوجيا المتقدمة، وقد عُيِّن مؤخراً مديراً لمجلس الإعلام.
اقرأ أيضاً: الرياض على موعد مع مهرجان الغناء بالفصحى قريباً
ومع عودة مهرجان الأضواء إلى العاصمة، اختيرت ثلاثة مواقع مميزة في الرياض لاستضافته وعرض الأعمال الفنية المبهرة، تشمل هذه المواقع مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، ووادي حنيفة، وحي جاكس.
مركز الملك عبد العزيز التاريخي من المعالم الثقافية البارزة في الرياض، إذ يستضيف مجموعة متنوعة من المعارض والمتاحف التي تبرز التراث الغني للمملكة، ويعد جسراً بين الأصالة والحداثة، أما وادي حنيفة، فهو مكان مثالي للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة، سيكون هذا الوادي خلفية ساحرة للأعمال الفنية والضوئية المعروضة في الهواء الطلق، والمركز الثالث في حي جاكس، هو مركز الفنون في العاصمة، يمثل مساحة نابضة بالحياة للفنانين والمبدعين، يزخر هذا الحي بالمعارض والاستوديوهات الفنية والمشاريع الثقافية المتنوعة، ما يجعله نقطة انطلاق للفنون المعاصرة ومكاناً لإقامة مهرجان نور الرياض.
ويستعد المهرجان الشهر القادم في مثل هذه الأيام، لاستقبال زواره وإبهارهم بأكثر من 60 عمل فني مدهش، ويستمد إلهامه من رمزية الثريا، أو عنقود الثريا النجمي، الذي لطالما كان مصدر إلهام وإرشاد للبشر، يعكس موضوع هذا العام قدرة الإبداع على تقليص المسافات، سواء كانت جسدية أو مجازية، واعداً بتجربة مميزة تضيء ليالي الرياض وتُثري روح المدينة.
اقرأ أيضاً: مهرجان المأكولات الأوروبية يعود إلى الرياض
إضافة إلى الأعمال الفنية، سيتضمن المهرجان مجموعة واسعة من ورش العمل التثقيفية، والندوات الحوارية، والعروض الساحرة التي تأخذ الأنفاس، ويهدف كل هذا إلى تعزيز التفاعل المجتمعي ونشر مظاهر الفن والجمال في المدينة، من خلال الترويج للفن في الأماكن العامة والمرافق، وتعزيز الحركة الفنية المحلية، وتشجيع الابتكار والإبداع في كل زاوية من زوايا المدينة.
لا بد من الإشارة إلى أن المهرجان يمتاز بتاريخ حافل من الأرقام القياسية في موسوعة غينيس، ويُتوقع أن تتجاوز دورة هذا العام كل التوقعات، فعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، شهد احتفال نور الرياض مشاركة مئات الفنانين من المملكة وخارجها، محققاً 14 رقماً قياسياً في موسوعة جينيس.
وتميز الاحتفال العام الماضي بتحقيق أرقام قياسية في مجالات عديدة، منها «أكبر سرب من طائرات الدرون متعددة المروحيات»، و«أكبر عدد من الأضواء المستخدمة في عرض ضوئي وصوتي مؤقت»، و«أكبر شاشة عرض تفاعلية بتقنية الإسقاط الضوئي».
اقرأ أيضاً: مهرجان الإبداع أثر 2024: وجهة الشباب السعودي
ويعد مهرجان نور الرياض جزءاً لا يتجزأ من برنامج «الرياض آرت»، الذي يهدف إلى إحياء الروح الإبداعية لدى الفنانين المحليين والدوليين من خلال الأعمال الفنية المضيئة التي تزين العاصمة السعودية، هذا البرنامج، الذي تم اعتماده من قِبل لجنة المشاريع الكبرى برئاسة الأمير محمد بن سلمان، يسعى لتحقيق مجموعة من الأهداف الجوهرية لتعزيز مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر، يساهم البرنامج أيضاً في إثراء تجربة السكان والزوار من خلال الفن، ويطمح إلى وضع الرياض ضمن قائمة أفضل 100 مدينة عالمية.
جدير بالذكر، أنّ مبادرة «نور الرياض»، كانت قد أعلنت مؤخراً عن إطلاق كتابها الأول بعنوان «نور الرياض: ثقافة بصرية جديدة»، احتفاءً بمكانتها كأكبر مهرجان للفنون الضوئية في العالم، وقد جاء هذا الإصدار بالتعاون مع مؤسسة أسولين في لندن، وشهد حضور عدد من أمناء المعارض وفنانين عالميين.
اقرأ أيضاً: مسرح عبادي الجوهر: أيقونة جديدة تعكس الاهتمام بالثقافة والفن والفنانين في الممكلة العربية السعودية