موائد الشمال في المملكة لا تختلف بتميزها عن تميز أهل المنطقة، فهم مميزون بالطابع السعودي الأصيل الذي يجسد الكرم والضيافة العربية، كما أنهم يتمتعون بخصوصية فريدة نابعه من ارتباطهم بالثقافة البدوية والتقاليد المتجذرة، وهذا ما ينعكس على أكلاتهم التي تتمتع بالطابع العربي السعودي التقليدي وأشهرها الكبسة والمرق التي تزين أغلب المناسبات.
المأكولات الشعبية والموائد ليست فقط نمط غذائي للسكان، بل انعكاس لثقافة البيئة المنبثقة منها وتجسيد لروح العادات السائدة فيها، فرحلتنا إلى موائد الشمال ستعرفنا أكثر على بيئة المنطقة وثقافتها، وما تحتويه من خيرات وتقاليد.
أشهر أربع أكلات رئيسية في موائد الشمال في المملكة
ترتبط معظم الأكلات في الشمال السعودي بطبيعة الحياة في المنطقة الشمالية، والتي تصنف على أنها رعوية وصحراوية وتعتمد بشكل كبير على تربية الأغنام والإبل والماعز، فتكون أغلب مكوناتها من: اللبن، الزبد، خبز التنور، خبز الصاج. أبرزها:
الخميعة
الخميعة من أهم أطباق شمال السعودية. مكون من: خبز البر، التمر، السمن البري، والحليب، يحضر عبر تقطيع الخبز وخلطه بالتمر ثم عجنه بالسمن والحليب.
هذه الأكلة مرتبطة بشهر رمضان في الشمال، فلا بد لها أن تزين الموائد الرمضانية، حيث تعتبر من الأطباق المفضلة للإفطار.
كما تعتبر من التراث الغذائي للبدو، كونها تجمع بين البساطة والقيمة الغذائية العالية، ما يجعلها أيقونة للضيافة والتقاليد.
ويختلف تحضير الخميعة بين مناطق الشمال تبعاً للعادات والمكونات، واختلاف المكونات لا يعني إلغاء غناها بالطاقة والعناصر الغذائية، حيث تحتوي على الكربوهيدرات، البروتينات، السكريات الطبيعية، والدهون المغذية.
والجدير بالذكر، أن أكلة الخميعة في الشمال السعودي تتشابه إلى حدٍ ما بالخميعة السورية التي يشتهر بها ريف محافظة دير الزور السورية، وذلك يرجع للتشابه بالبيئة الصحراوية والمواشي التي ترعى بها والمكونات التي تنتج عنها ويصنع منها هذا الطبق.
اقرأ أيضاً: جنوب المملكة يناديك: أكلات تراثية وطعوم تجتذب السياح من أقاصي الأرض
منسف تبوك
المنسف قائم على دمج العديد من المكونات كاللبن الجميد الحامض والمملح، يتم تحضيره من حليب الغنم بعد غليه، ثم يضاف له الروب كخميرة، بعدها يصفى حتى يخرج منه الماء ويجمد بعدها يتم تقطيعه ووضعه في الشمس ليجف فنأخذ الجميد ونفركه بالماء حتى نحصل على لبن سائل، ومن مكوناته خبز الشراك المعد على النار والصاج وهو خبز خفيف جداً.
والمنسف يتكون من اللحم والرز، ويضاف للخلطة اللبن الجميد ويترك على النار يغلي لمدة ساعة ثم يطبخ الرز كالمعتاد ويسقى بالمرق، ثم يوضع عليه اللحم، ويزين بالصنوبر واللوز ومفروم البقدونس حسب الرغبة.
اقرأ أيضاً: المطبخ السعودي: تاريخ عريق وأطعمة شهية
المفروكة
عجينة يتم تجهيزها من دقيق البر حتى تصبح على شكل قرص، بعدها تدفن في الجمر وتسمى جمرية نتيجة لوضعها في الجمر. وعند استوائها تقطع العجينة، ثم يضاف إليها التمر أو العسل مع السمن البري، وتفرك باليد لذلك سميت بالمفروكة.
المليحة
من أشهر أكلات المنطقة الشمالية، مكوناتها طبيعية من بيئة الشمال: أرز، الجميد، السمن اللحم. تحضر عبر سلق اللحم وبعدها يضاف له اللبن الرائب (الجميد)، وبعد تحضير الأرز ووضعه على خبز الصاج، يفرش فوقه اللحم وبعدها يزين بالصنوبر والبقدونس، أما مرق اللحم يقدم بطبق جانبي.
يتشابه هذا الطبق مع المليحي في سوريا في محافظتي درعا والسويداء السوريتين، والمنسف الأردني في الأردن من حيث المكونات وطريقة التقديم.
ختاماً، موائد الشمال انعكاس حي للبيئة الصحراوية السائدة في شمال المملكة، وتعكس تمسك أهلها بالعادات والتقاليد واستلهامهم من البيئة المحيطة نمطهم الغذائي، هذا ما يضفي طابع خاص ومميز للشمال السعودي ويبرز أصالته العربية وهويته السعودية.
اقرأ أيضاً: حكايات السمن البري تُروى بأنامل نسائية سحرية