التعليم الموسيقي هو حجر الزاوية في رؤية هيئة الموسيقى السعودية، فهي تسعى دوماً لدعم الموسيقى كفنّ وثقافة وعلم وترفيه، وفي إطار دعمها المميز، أطلقت الهيئة مبادرة «موسيقاي»، لتكون أول منصة رقمية مبتكرة لتعليم الموسيقى.
هذه المبادرة تمثل تجربة فريدة من نوعها، حيث تقدم برامج تفاعلية لتعليم الآلات الموسيقية العربية والغربية، مستهدفةً الطلاب والموسيقيين من جميع أنحاء العالم، وبفضل «موسيقاي»، تتاح للجميع فرصة استكشاف عالم الموسيقى بطرق جديدة ومثيرة.
تحتضن موسيقاي الموسيقيين والمهنيين المتخصصين في صناعة الموسيقى، وقد أُطلقت لتفتح آفاق تعلم الموسيقى للجميع، تهدف هيئة الموسيقى من خلالها إلى تقديم تجربة مبتكرة في مجال التعليم الموسيقي، مع التركيز على تثقيف الطلاب المحليين والإقليميين حول تنوع الآلات الموسيقية وأشكالها المختلفة، لتكون جسراً يربط بين الشغف بالموسيقى والمعرفة.
اقرأ أيضاً: الرياض على موعد مع مهرجان الغناء بالفصحى قريباً
وعبر حسابها الرسمي على منصة إكس، أكدت هيئة الموسيقى السعودية أن «موسيقاي» هي منصة عالمية تتميز بجوانب عدة تجعلها فريدة من نوعها، إذ يسهل الوصول إليها من أي مكان في العالم، وتستخدم تقنيات حديثة تضمن تفاعلاً مستمراً بين المعلمين والطلاب، كما توفر للمشتركين شهادات معتمدة تضفي قيمة إضافية على تجربتهم التعليمية.
وتمزج دورات المنصة بين أساليب التعليم المباشر والذاتي، حيث يختار الطلاب الطريقة التي تناسبهم، وبفضل تصميمها السهل، يمكن الوصول إلى معلومات الدورة في أي وقت ومن أي مكان، مع توفر خيارات البث المرئي التي تعزز من التجربة التعليمية.
وتتيح «موسيقاي» للطلاب والطالبات فرصاً عديدة، بدءاً من الممارسة والتطبيق العملي من خلال البث المرئي، إلى برامج تدريبية متخصصة تساعدهم على تطوير مهاراتهم، كما تضمن الابتكار والتحديث في محتوى الدورات الموسيقية، ما يجعل التعلم جذاباً وملائماً لطموحاتهم.
اقرأ أيضاً: مهرجان الرياض الدولي للجاز يخطو نحو العالمية
تقدم المنصة مسارين تدريبيين رئيسيين، يركز المسار الأول على الموسيقيين المبدعين، مستعرضاً مجموعة من الآلات العربية والغربية، أما المسار الثاني، فيستهدف محترفي صناعة الموسيقى، مقدماً دورات متخصصة في إنتاج الموسيقى بإشراف مدربين ذوي خبرة عالية.
ومن أهم الأهداف التي تسعى لتحقيقها هذه المنصة المبتكرة، تثقيف الطلاب حول أنواع الآلات الموسيقية المختلفة، وفتح الأبواب لإثراء تعلم الموسيقى في المملكة، وتقديم أفضل الممارسات في مجال الإنتاج الموسيقي، ما يعزز من جودة العمل الفني في المملكة.
وتتيح المنصة إمكانية التوسع السريع لتلبية الطلب المتزايد من جميع أنحاء المملكة والعالم، مع توفير دورات أكاديمية متقدمة تلبي احتياجات المتعلمين، وبذلك، تسهم «موسيقاي» في رفع مستوى الموسيقيين والمهنيين وفق المعايير الدولية.
تسعى هيئة الموسيقى من خلال هذه المبادرة إلى إحداث ثورة في تعليم الموسيقى، وإثراء تجربة تعلم الموسيقى في المملكة، وجعلها متاحة للجميع، سواء محلياً أو عالمياً.
اقرأ أيضاً: منصة تفاعلية تعتني بثقافة الطفل السعودي
جدير بالإشارة، أن هيئة الموسيقى في المملكة العربية السعودية، تعمل على بناء بنية تحتية قوية للثقافة الموسيقية، ما يتيح للجميع فرصة تعلم الموسيقى، وفي إطار جهودها، تسعى لاكتشاف وتنمية وتمكين المواهب الموسيقية، إضافة إلى نشر الوعي بثقافة الموسيقى في المجتمع، وتعكس هذه المبادرات رسالة الهيئة في دعم الموسيقى في المملكة العربية السعودية وتنميتها.
ومن أهم البرامج والمبادرات التي أطلقتها الهيئة، نذكر مبادرة «صنعة»، التي أُطلِقت في عام 2021، وهي برنامج تدريب افتراضي يهدف إلى تعزيز صناعة الموسيقى في المملكة، إذ تدرك الهيئة أن الموهوبين هم حجر الأساس للنهوض بهذا القطاع، لذا أطلقت «صنعة» لتطوير المهارات وتعزيز المحتوى الموسيقي الوطني محلياً وعالمياً.
وفرت هذه المبادرة دورات تدريبية فريدة تُقدم من قبل خبراء بالتعاون مع جامعات ومؤسسات مرموقة عالمياً، وشملت الدورة الإلزامية «أساسيات الموسيقى» التي تعرّف المشاركين على تفاصيل صناعة الموسيقى، تليها ثلاث دورات اختيارية في مجالات مثل تنسيق الموسيقى، والهندسة الصوتية، وإدارة أعمال الفنانين.
هدفت مبادرة صنعة إلى تمكين 500 موهبة وطنية وتوفير فرص عمل جديدة في عالم الموسيقى، للمساهمة في إثراء المحتوى المحلي ورفعه إلى مستويات عالمية.
ختاماً، تتوافق مبادرات هيئة الموسيقى، سواء منصة «موسيقاي» أو مبادرة «صنعة» أو غيرها، مع أهداف رؤية المملكة 2030، حيث تسعى لتعزيز تنمية المواهب الموسيقية وزيادة الوعي الثقافي، فضلاً عن تعزيز الهوية الموسيقية للمملكة على الصعيدين الإقليمي والعالمي، مع دمج الثقافة الموسيقية في معايير جودة الحياة.
اقرأ أيضاً: الصناعة الموسيقية.. ما هي قصة فيلم أندرقراوند (Underground) السعودي؟