تخيل العلماء في قديم الزمان أن الشكل الأول للإنسان كان أشبه بالرئيسات، وتطور مع الزمن حتى أصبح بشكله الحالي. إلا أنه مع عصر التكنولوجيا والشاشات عادت الفكرة نفسها، لكن بتخيل الإنسان كيف سيصبح في المستقبل، وسط نمط الحياة القائم على الكسل. لذلك قام مجموعة من خبراء الصحة بإصدار تحذير من هذا النمط، وما ينتج عنه من تغييرات في شكل الإنسان خلال العقود المقبلة، من تشوهات شكلية وأمراض مزمنة.
اخترع فريق من تطبيق “وي وورد” (WeWard) نموذجاً يعتمد على الذكاء الاصطناعي أطلق عليه اسم “سام” (Sam)، هذا النموذج كان قادر على تصور شكل الإنسان عام 2050، إذا قام بمواصلة نفس نمط الحياة الخامل القائم على الجلوس الطويل أمام الشاشات، وتناول الوجبات الجاهزة، وانعدام النشاط البدني، وهو ما يُعرف اليوم بـ “نمط الكسل الرقمي”، بحسب تقرير لصحيفة ديلي ميل البريطانية.
ملامح الإنسان الكسول
كانت نتيجة هذا التصور إنسان مقزز ومخيف بحسب وصف وسائل إعلام بريطانية. فقد ظهر الإنسان بعينين غائرتين، وبشرة باهتة، وظهر مقوس، ورقبة منحنية تُعرف بـ “الرقبة التقنية”، إلى جانب تورم القدمين وظهور بقع صلع في الرأس.
وقال فريق “WeWard” في تدوينة على موقعهم: “إذا كنت تبحث عن شيء مخيف هذا الهالوين، فلا تبحث بعيداً… يكفي أن ترى ما قد نبدو عليه إن واصلنا تفضيل الراحة على الحركة”.

لم يكن هذا التصور مجرد مخيلة الذكاء الاصطناعي، بل استند على بيانات طبية وأبحاث علمية ترصد التأثيرات طويلة الأمد لقلة الحركة، والاستخدام المفرط للشاشات، والعادات اليومية المعتمدة على الراحة الزائدة.
المشاهير في حال اتباع نمط حياة غير صحي
وقدم الفريق أشكال عدد من المشاهير باستخدام التطبيق، مما أعطى فهماً أوضح للغاية من التطبيق. فقد ظهر براد بيت بعيون حمراء وبطن منتفخ، وأوبرا وينفري بوجه شاحب وساقين متورمتين، بينما بدت ميريل ستريب منحنية الظهر محدودة الحركة، في حين ظهر ليونيل ميسي مترهلاً وركبتيه مثنيتين تحت ثقل وزنه.
ويمكن لأي شخص أن يجرب النموذج على نفسه عبر أداة تفاعلية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمحاكاة ملامحهم المستقبلية في حال استمرارهم على نمط الحياة ذاته.
التحذيرات المستمرة التي يطلقها خبراء الصحة لطالما انتقدت نمط الحياة القائم على الجلوس لفترات طويلة وقلة النشاط البدني لأنهما يؤديان إلى بطء عملية الأيض وتراكم الدهون، خصوصاً في منطقة البطن، مما يرفع خطر الإصابة بالسمنة والسكري وأمراض القلب.
كما أشاروا إلى أن الانحناء المستمر أمام الشاشات يسبب ضعف العضلات وآلاماً مزمنة في الرقبة والظهر، بينما تؤدي قلة الحركة إلى تيبس المفاصل وضعف المرونة وزيادة احتمالات الإصابة بالتهاب المفاصل التنكسي.
أما ضعف الدورة الدموية الناتج عن الجلوس الطويل يسبب تورماً في القدمين وظهور الدوالي والجلطات، إلى جانب آثار جانبية أخرى تشمل تساقط الشعر بسبب ضعف تدفق الدم إلى فروة الرأس، وشيخوخة مبكرة ناجمة عن التعرض للضوء الأزرق المنبعث من الشاشات، وإجهاداً بصرياً، وشحوب البشرة والهالات السوداء نتيجة ضعف وصول الأكسجين إلى الجلد.
يرى خبراء الصحة العامة أن العالم يتجه نحو ما يُعرف “بوباء الخمول”، حيث أصبح الإنسان قادراً على الأكل والعمل والتواصل من مكان واحد دون أي حاجة إلى الحركة، وهو ما تصفه منظمة الصحة العالمية بأنه أحد أكبر التحديات الصحية في القرن الحادي والعشرين.
وفي ختام تقريرها، أعربت منظمة WeWard عن أملها في أن يدفع هذا النموذج الناس إلى إعادة التفكير في عاداتهم اليومية، مؤكدة أن الحركة ليست رفاهية، بل ضرورة بيولوجية تحافظ على شباب الجسد وصحة العقل.
في النهاية، تعد الرياضة إحدى أهم الطرق لمواجهة نمط الحياة الخامل، فساعة أو ساعة ونصف من ممارسة الرياضة قادرة على أن تمنحك صحة أفضل وشكلاً أجمل، شريطة أن يترافق مع نمط أكل صحي نوعاً ما.
اقرأ أيضاً: هل تستطيع استبدال معالجك النفسي بالشات جي بي تي؟

