منذ يومين، افتتح وزير الطاقة، الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، المؤتمر الثاني عشر لشبكة الكهرباء الذكية، والذي يجمع قادة الصناعة والخبراء لتبادل الأفكار والرؤى حول مستقبل الطاقة، ويركز على دمج الطاقة المتجددة وابتكارات الشبكات وكفاءة الطاقة، ليكون منصة حيوية تناقش التحديات والفرص التي تواجه هذا القطاع.
كلمة وزير الطاقة في مؤتمر الشبكات الذكية
وفي كلمته الافتتاحية للمؤتمر، أكد وزير الطاقة أن تقنيات الشبكات الذكية تشكل ركيزة أساسية في عملية تحول الطاقة، سواء على الصعيد العالمي أو في المملكة العربية السعودية خصوصاً، وأوضح دور هذه التقنيات في تعزيز التكامل بين أجهزة القياس الذكية، وأتمتة العمليات، وتقنيات الاتصالات، ما يسهم في تحسين إنتاج الكهرباء، ونقلها، وتوزيعها، واستهلاكها.
وقال الأمير عبد العزيز بن سلمان: «في إطار الجهود لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، قامت منظومة الطاقة بإطلاق تحول رقمي شامل في القطاع، فمنذ عام 2021، تم تركيب أكثر من 11 مليون عداد ذكي في المملكة، هذه العدادات تتيح للمستهلكين متابعة استهلاكهم بطريقة لحظية من خلال تطبيقات ذكية، ما يعزز قدرتهم على اتخاذ قرارات واعية بشأن ترشيد استهلاك الكهرباء».
وأوضح الوزير أن وزارة الطاقة تسعى لتحقيق هدف أتمتة 40% من شبكات التوزيع بحلول نهاية عام 2025، وقد أحرزت حتى الآن تقدماً ملحوظاً بتحقيق 32% من هذا الهدف، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل على إنشاء تسعة مراكز تحكم متقدمة بحلول عام 2026، مجهزة بتقنيات حديثة تتيح المراقبة اللحظية الدقيقة لأنظمة الشبكة.
اقرأ أيضاً: مدينة الملك عبدالله تطلق برنامجاً لتمكين المرأة بقطاعات الطاقة
كما تناول وزير الطاقة في كلمته طبيعة مصادر الطاقة المتجددة، التي تتأثر بعوامل الطقس، مؤكداً على أهمية تطوير أنظمة تخزين الطاقة باستخدام البطاريات، بسعات تصل إلى 26 جيجاواط ساعة، مع هدف الوصول إلى 48 جيجاواط ساعة بحلول عام 2030.
وفي سياق الجهود المبذولة لتعزيز استقرار وكفاءة الشبكة الوطنية، التي تعد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، صرح الوزير قائلاً: «نواصل العمل على توسعة شبكات النقل والتوزيع، إضافة إلى تطوير تقنيات أنظمة النقل المرنة التي تساهم في تحسين تبادل الطاقة وتقليل الفاقد، وقد أنشأنا أربعة مراكز تحكم مناطقية، إلى جانب مركز وطني واحد، حيث تتيح الأنظمة المتقدمة في هذه المراكز مراقبة وتشغيل الشبكات بكفاءة عالية، ما يعزز من أمن الشبكة الكهربائية ومرونتها».
وبعد الافتتاح، شهد وزير الطاقة توقيع مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجال الطاقة، كما قام بتكريم الفائزين في «هاكاثون الطاقة»، الذي شهد مشاركة أكثر من 60 موهوباً، قدموا خلاله أفكارهم ومشاريعهم الهادفة إلى تطوير حلول مبتكرة في مجالات تخزين الطاقة وكفاءتها والاستدامة.
وعلى مدار ثلاثة أيام، يستضيف المؤتمر أكثر من 40 ورقة علمية تتناول أحدث الابتكارات والحلول المستدامة في مجال الشبكات الذكية، وتهدف هذه المناقشات إلى فتح آفاق جديدة لمشاركة القطاع الخاص وتعزيز النمو المستقبلي في مشهد الطاقة المتغير بسرعة في المملكة، تأتي هذه الجهود في إطار رؤية المملكة العربية السعودية لتعزيز أمن الطاقة، ودعم الاستدامة، ودفع عجلة التنوع الاقتصادي من خلال الابتكار التكنولوجي في قطاع الطاقة.
اقرأ أيضاً: نصف الأسر السعودية ترغب باستعمال الطاقة الشمسية
الطاقة المتجددة ورؤية المملكة 2030
تتمتع المملكة العربية السعودية بإمكانات طبيعية فريدة تجعلها في قلب سوق الطاقة المتجددة، إذ تتوفر لديها جميع العوامل الاقتصادية والبيئية اللازمة لإنتاج الطاقة بأشكالها المتنوعة، وهذه البيئة المثالية تفتح أمامها آفاقاً جديدة للنمو، ما يمكنّها من الحفاظ على الموارد الحالية وتحقيق التوازن المطلوب لتلبية احتياجات الأجيال القادمة.
وتشهد المملكة تحولاً كبيراً في قطاع الطاقة المتجددة، إذ تهدف إلى تحقيق مزيج طاقي متوازن يتكون من 50% من الطاقة المتجددة و50% من الغاز الطبيعي بحلول عام 2030، وهذا التحول يسعى إلى خفض انبعاثات الكربون وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، والذي يساهم بدوره في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
استناداً إلى هذه الرؤية، اتُّخذت خطوات عملية لتحقيق عدد من الأهداف الاستراتيجية، مع التركيز على استغلال مصادر الطاقة المتجددة كجزء من مزيج الطاقة الأمثل للمملكة.
اقرأ أيضاً: أرامكو تفاجئ العالم بـ 7 اكتشافات جديدة للنفط والغاز: هل تغير هذه الاكتشافات خريطة الطاقة العالمية؟
وتعد مبادرة خادم الحرمين الشريفين للطاقة المتجددة من أبرز مبادرات رؤية المملكة 2030، حيث تعكس الأهمية الكبيرة لتحقيق مزيج مثالي من الطاقة، تستهدف هذه المبادرة المملكة في الوصول إلى مزيج طاقة ذات كفاءة أكبر وتكلفة أقل في إنتاج الكهرباء، من خلال تقليل الاعتماد على الوقود السائل واستبداله بالغاز الطبيعي، كما تهدف إلى الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة، التي من المتوقع أن تشكل حوالي 50% من مزيج الطاقة لإنتاج الكهرباء بحلول عام 2030.
إلى جانب ذلك، تسعى المملكة العربية السعودية إلى أن تصبح رائدة عالمياً في مجال الطاقة المتجددة، من خلال تنفيذ مشروعات طموحة مثل مشروع نيوم، الذي يهدف إلى إنشاء أكبر معمل لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم، وفي إطار هذه الرؤية، تقوم المملكة بتوقيع اتفاقيات تعاون مع شركات عالمية لتعزيز إنتاج الهيدروجين النظيف.
كذلك، تشمل جهود المملكة في هذا المجال مبادرات بيئية طموحة، ففي إطار مبادرة السعودية الخضراء، وُقِّعت اتفاقيات تهدف إلى زراعة 10 مليارات شجرة واستصلاح 8 ملايين هكتار من الأراضي بحلول عام 2030.
تهدف المملكة، من خلال هذه المبادرات المميزة، إلى أن تصبح رائدة عالمياً في مجال الطاقة المتجددة، ومع هذه الجهود المتواصلة التي نراها على أرض الواقع، والتي تحدث وزير الطاقة عن بعضها خلال المؤتمر، تواصل المملكة السير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهداف رؤية 2030، وبناء مستقبل مشرق ومستدام للأجيال القادمة.
اقرأ أيضاً: السعودية توقع أكثر من 100 اتفاقية طاقة بيوم واحد!