شهدت المملكة خلال 2024 عدداً من الأحداث الاقتصادية الكبرى، والتي كان معظمها في إطار مستهدفات رؤية 2030، وأكدت تصريحات رسمية أنه تم تحقيق 87% من مستهدفات الرؤية، حيث نركز في هذا التقرير على أبرز الأحداث الاقتصادية في المملكة خلال العام المنصرم.
في 1 يناير 2024، بدأ تنفيذ قرار إيقاف تعاقد الهيئات والمؤسسات والصناديق التابعة للحكومة أو أي من أجهزتها، مع أي شركة أو مؤسسة تجارية أجنبية لها مقر إقليمي في المنطقة في غير المملكة، وهذا القرار كان خطوة مهمة لتعزيز دور السعودية كمركز إقليمي للأعمال، وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، إضافة إلى تعزيز القيمة المضافة للاقتصاد الوطني.
جاء ذلك مع إعلان الحكومة السعودية، عن تقديم حزمة حوافز ضريبية جديدة، لمدة 30 عاماً، لدعم برنامج جذب المقرات الإقليمية للشركات العالمية، بالإضافة إلى المزايا الأخرى الممنوحة لهذه الشركات مثل، متطلبات السعودة المرنة، واستقطاب المديرين التنفيذيين والكفاءات المتميزة للعمل في المقرات الإقليمية، وذلك لتشجيع وتيسير إجراءات افتتاح الشركات العالمية لمقراتها الإقليمية في السعودية.
وحسب أخر البيانات بلغ عدد الشركات التي أسست مقار لها في المملكة أكثر من 500 شركة، متجاوزة الهدف المحدد لعام 2030، البالغ 480 شركة.
وفي 25 يناير، أطلق ولي العهد السعودي الإستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية، التي تهدف إلى تعزيز مكانة السعودية في مجال الابتكار والتكنولوجيا الحيوية، كجزء من التوجه الوطني لدعم الاقتصاد المعرفي والتوجه نحو الصناعات المستقبلية.
وأعلنت وزارة المالية والمركز الوطني لإدارة الدين في فبراير 2024 عن منتج صح للصكوك الحكومية والمخصص للأفراد، وهو عبارة عن أوراق مالية متوافقة مع الشريعة الإسلامية صادرة من حكومة المملكة العربية السعودية من خلال وزارة المالية ويتم الترتيب لها من خلال المركز الوطني لإدارة الدين.
تأسيس 5 شركات
كما أعلن صندوق الاستثمارات العامة خلال 2024 عن تأسيس 5 شركات، تضمنت: شركة “آلات”، والتي أعلن عنها الأمير محمد بن سلمان يوم 1 فبراير وتعد “آلات” واحدة من شركات صندوق الاستثمارات العامة لتكون رائداً وطنياً جديداً يسهم في جعل المملكة مركزاً عالمياً للصناعات المستدامة التي تركز على التقنية المتقدمة والإلكترونيات.
وتختص “آلات” بتصنيع منتجات تخدم الأسواق المحلية والعالمية، ضمن سبع وحدات أعمال استراتيجية هي الصناعات المتقدمة، وأشباه الموصلات، والأجهزة المنزلية الذكية، والصحة الذكية، والأجهزة الإلكترونية الذكية، والمباني الذكية، والجيل الجديد من البنية التحتية.
والشركة الثانية، هي مجموعة نيو للفضاء “NSG”، والتي تم الإعلان عن تأسيسها في 27 مايو 2024 لتكون شركة وطنية رائدة في قطاع الفضاء وخدمات الأقمار الصناعية، وستعمل الشركة على تحفيز خدمات الأقمار الصناعية والفضاء في المملكة وتطوير قدرات تسهم في تعزيز مكانة القطاع المحلي في هذا المجال المتنامي عالميا.
والشركة الثالثة، “قصص” والتي تم الإعلان عنها في 18 سبتمبر 2024، ستعمل على تطوير تجارب تفاعلية، تعتمد تكنولوجيا متقدمة لسرد قصص مستوحاة من ثقافة وتاريخ المملكة والتراث الإسلامي.
وستتخصص الشركة في تطوير وامتلاك وتشغيل معارض تفاعلية عالمية المستوى في مختلف أنحاء المملكة، بما سيسهم في إثراء الطلب المتزايد على التجارب الثقافية النوعية، والمقدمة للزوار من حجاج ومعتمرين وسياح.
والشركة الرابعة التي تم الإعلان عنها في 20 أكتوبر 2024 هي شركة الإقامة الذكية للمجمعات السكنية “سارك”، وهي شركة تطوير وتشغيل عقاري للمجمعات السكنية لكافة فئات العاملين في مشاريع البناء والتطوير الرئيسة في المملكة، وتسعى الشركة لتلبية الطلب المتزايد على الحلول السكنية للعاملين، وتقديم خدماتها للمشاريع العامة والخاصة على مستوى المملكة.
وستشغل شركة “سارك” دوراً مؤثراً في تطور القطاع في المملكة، من خلال الاستثمار في القطاع وإنشاء وتشغيل مجمعات المساكن لمختلف فئات العاملين، وستعمل الشركة من خلال استثماراتها على تعزيز معايير مساكن العاملين من خلال تطوير وتشغيل المشاريع بمستويات تتوافق مع المعايير الدولية الصادرة عن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، ومؤسسة التمويل الدولية (IFC) وهي جزء من البنك الدولي.
والشركة الخامسة التي أطلقها الصندوق في 10 ديسمبر 2024 هي شركة إدارة الفنادق “أديرا”، وستتخصص الشركة الجديدة بإدارة وتشغيل الفنادق، مع المزج بين أعلى المعايير للقطاع وأصالة الضيافة السعودية.
تخصيص 6 أندية رياضية
واستكمالاً لتنفيذ مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية الذي أطلقه ولي العهد، أعلنت وزارة الرياضة، بالتعاون مع المركز الوطني للتخصيص في 4 أغسطس 2024، طرح ستة أندية رياضية للتخصيص من مختلف الدرجات للمستثمرين المحليين والدوليين، وهي: الزلفي، والنهضة، والأخدود، والأنصار، والعروبة، والخلود.
ويهدف نقل الأندية وتخصيصها بشكل عام إلى تحقيق قفزات نوعية بمختلف الرياضات في المملكة بحلول عام 2030، لصناعة جيل متميز رياضياً على الصعيدين الإقليمي والعالمي، إضافة إلى تطوير لعبة كرة القدم ومنافساتها بصورة خاصة، للوصول بالدوري السعودي إلى قائمة أفضل (10) دوريات في العالم، وزيادة إيرادات رابطة الدوري السعودي للمحترفين من 450 مليون ريال إلى أكثر من 1.8 مليار ريال سنويا، إلى جانب رفع القيمة السوقية للدوري السعودي للمحترفين من 3 مليارات إلى أكثر من 8 مليارات ريال.
وفي 27 نوفمبر 2024، افتتح الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مشروع مترو الرياض، الذي يعد العمود الفقري لـ شبكة النقل العام بمدينة الرياض وأحد عناصر منظومة النقل في المدينة.
كما واصلت المملكة تسجيل أرقاماً مميزة في أعداد السياح الدوليين خلال العام 2024، حيث احتلت المركز الثالث عالمياً في أعلى نسبة نمو لأعداد السياح الدوليين في الأشهر الثمانية إلى التسعة الأولى من العام المنصرم، بنسبة نمو بلغت 61% مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2019 ، وفقاً لـ منظمة الأمم المتحدة للسياحة في شهر ديسمبر 2024.
كما أعلن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، في 11 ديسمبر 2024، تأسيس الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034، وذلك عقب إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فوز المملكة باستضافة بطولة كأس العالم 2034 لكرة القدم.
تمثل هذه الأحداث جزء من تحولات إستراتيجية مهمة، وبحسب مختصين اقتصاديين، فإن المشاريع والمبادرات التي أُطلقت في 2024 تؤكد أن السعودية تسير بخطى ثابتة نحو تنويع اقتصادها وتحقيق رؤيتها 2030.
اقرأ أيضاً: توقعات الاقتصاد السعودي في عام 2025