حققت السعودية نجاحات عديدة، ساهمت في تحسن المؤشرات الاقتصادية الرئيسية، وانعكس ذلك في تقارير صندوق النقد الدولي والمنظمات الدولية ذات الصلة.
ويشهد الاقتصاد السعودي مرحلة محورية في ظل مواصلة المملكة خطاها نحو تحقيق أحد أهم ركائز ومستهدفات رؤية السعودية 2030 “اقتصاد مزدهر”، ورغم مواجهة الاقتصاد العالمي الكثير من التحديات، إلا أن انعكاسها محدود على اقتصاد المملكة، وهو ما يعود إلى قوة ومتانة الاقتصاد نتيجة استمرار العمل على الإصلاحات الهيكلية والاقتصادية التي بدأ تنفيذها بعد إطلاق رؤية السعودية 2030، الداعمة لتعزيز النمو الاقتصادي وتنمية الاستثمارات عبر مجموعة من البرامج، المشاريع، والاستراتيجيات المناطقية والقطاعية.
وتشهد السعودية في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، قفزات كبيرة وخطوات غير مسبوقة في جميع المجالات داخلياً وخارجياً، رسمت ملامح المملكة، وأرست دعائم مكانتها السياسية والاقتصادية والثقافية، ورسخت دورها المؤثر في الاقتصاد العالمي، كونها قائمة على قاعدة اقتصادية صناعية صلبة، جعلتها ضمن أقوى 20 اقتصاداً على مستوى العالم.
وفي خطابه في أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى الشهر الحالي، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن البطالة في المملكة سجلت أدنى مستوى تاريخي لها في عام 2024.
وأكد ولي العهد: “قطعنا خطوات ثابتة بتحقيق الارتقاء في مؤشرات التصنيفات الدولية”، موضحاً: “نمضي في مسارات التحديث لكننا نحرص على قيمنا وهويتنا”.
وأشار ولي العهد في كلمته إلى تحقيق البلاد منجزات جوهرية كثيرة خلال هذه الرحلة العظيمة، ومن نماذج هذه الأنشطة غير النفطية في المملكة، سجلت أعلى إسهام لها في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بـ 50% في العام الماضي، ما يعزز استدامة النمو وشموليته ويحقق جودة عالية في التنوع الاقتصادي، ويواصل صندوق الاستثمارات العامة دوره في تحقيق أهدافه ليكون قوة محركة للاستثمار، وسجلت البطالة بين المواطنين والمواطنات، أدنى مستوى لها تاريخي في الربع الأول من عام 2024م بلغ 7.6%، بعد أن كانت نسبته 12.8% في عام 2017م.
وقال: “ارتفعت نسبة تملك المساكن للمواطنين من 47% عام 2016م إلى ما يزيد عن 63%، وفي مجال السياحة سبقت المنجزات التاريخ المستهدف، حيث حددت استراتيجية السياحة الوطنية التي أطلقت عام 2019م، مستهدف 100 مليون سائح في 2030م، وتم تجاوز هذا المستهدف والوصول إلى 109 ملايين سائح عام 2023”.
وحققت المملكة المرتبة السادسة عشرة بين الدول الأكثر تنافسية، ومع استكشاف الثروات الطبيعية تغدو المملكة من أكبر مخازن الثروات الطبيعية في العالم، كما أن السعودية أحرزت مكانة متقدمة في مجال الطاقة المتجددة، وصارت من أكثر الفاعلين فيها إقليمياً ودولياً، وفق ما ذكر بن سلمان في كلمته.
وأكد أن المملكة اليوم نتيجة منجزاتها ورؤيتها، تحظى بثقة عالمية، جعلت منها إحدى الوجهات الأولى للمراكز العالمية والشركات الكبرى، وفي مقدمتها افتتاح المركز الإقليمي لصندوق النقد الدولي، ومراكز لنشاطات دولية متعددة في الرياضة والاستثمار والثقافة وبوابة تواصل حضاري، مما أسهم في اختيارها لاستضافة إكسبو 2030 وتستعد اليوم لتنظيم كأس العالم عام 2034.
ووفق مصادر صحافية سعودية، فإن أبرز منجزات المملكة في الاقتصاد خلال عام تتضمن توقيع اتفاقية بين السعودية والصين، تصبح من خلالها المملكة وجهة سياحية رئيسة للسائح الصيني.
وضمن إنجازتها التاريخية، دشنت مجموعة “لوسِد جروب” منشأة “AMP-2” لإنتاج السيارات الكهربائية بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، بالإضافة إلى إنشاء مصنع عالي الأتمتة لتصنيع السيارات في المملكة بين صندوق الاستثمارات العامة وشركة هيونداي موتور، وتم توقيع اتفاقية مشروع مشترك لتأسيس مصنع للإطارات في المملكة بقيمة تقارب ملياري ريال.
ومن ضمن انجازات المملكة، فوزها باستضافة معرض إكسبو 2030 بمدينة الرياض، بالإضافةإلى فوزها باستضافة منتدى الأونكتاد العالمي لسلاسل التوريد عام 2026.
كما حققت المملكة المركز الثاني على دول مجموعة العشرين في مؤشر تنمية الاتصالات والتقنية 2023 الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات.
إلى ذلك، تم الإعلان عن اكتشافات جديدة للزيت، والغاز الطبيعي في المنطقة الشرقية والربع الخالي.
وبالإضافة إلى إطلاق شركة “اردارا” لتطوير مشروع وادي أبها بمنطقة عسير، تم إطلاق المخطط العام لمطار أبها الدولي الجديد.
ومع إعلان مجلس إدارة شركة نيوم، عن تطوير وجهة “ليجا”، السياحية، أعلنت “نيوم” عن وجهة “أكويلم” المستقبلية، وعن إطلاق “زاردون”، كوجهة سياحية بيئية، كذلك أعلنت “نيوم” عن وجهة “تريام” السياحية، وعن “جاومور”، أكبر وجهة على ساحل خليج العقبة.
كما تصدرت المملكة قائمة الأمم المتحدة للسياحة في نمو عدد السياح الدوليين للعام 2023، بالإضافةإلى فوز السعودية بعضوية المجلس التنفيذي لليونسكو للدورة 2023 – 2027.
كما تم انعقاد أعمال أول منتدى عالمي للمدن الذكية في المملكة، وحصدت السعودية المرتبة الأولى عالمياً بنيل الميداليات بمسابقة الذكاء الاصطناعي للشباب، كما تم إطلاق المخطط الحضري لمدينة القدية.
وفازت المملكة بجوائز منتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات “WSIS +20” التي ينظمها الاتحاد الدولي للاتصالات، بالإضافة إلى اختيارها لاستضافة الندوة العالمية لمنظمي الاتصالات (GSR) لعام 2025م.
كما حققت المملكة المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر الأمن السيبراني التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD).
وفازت المملكة بعضوية مجلس منتدى النقل الدولي (ITF)، كما فازت بجائزة معايير الجودة العالمية للتنمية المستدامة لتطبيق مرشدك الزراعي لعام 2024م.
بالإضافة إلى إقامة منافسات بطولة كأس العالم للأندية “FIFA السعودية” 2023 في جدة.
وسلّمت المملكة العربية السعودية، رسمياً ملف الترشّح لاستضافة بطولة كأس العالم FIFA 2034، بالعاصمة الفرنسية باريس، كما اعتمد مجلس إدارة مؤسسة المسار الرياضي تصاميم البرج الرياضي أحد أبرز معالم مشروع المسار الرياضي في مدينة الرياض.
والجدير بالذكر، أنه منذ إطلاق رؤية 2030، تحقق المملكة العربية السعودية منجزات جديدة داخلياً وخارجياً، تبشر بمستقبل مزدهر.
اقرأ أيضاً: وزير الصناعة السعودي في جولة أميركية لبحث فرص الاستثمار