أعرب القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، عن تطلعه إلى “الحالة التنموية المتقدمة التي وصلت إليها بلدان الخليج ونطمح إليها لبلدنا”.
وأكد أن المملكة العربية السعودية وضعت خططاً جريئة جداً ولديها رؤية تنموية نتطلع إليها أيضاً، مشيراً إلى “أن هناك تقاطعات كثيرة مع ما نصبو إليه، ويمكن أن نلتقي عندها، سواء من تعاون اقتصادي أو تنموي أو غير ذلك”.
وشدد الشرع في تصريحات صحافية، الخميس، على أن “الثورة السورية انتهت مع سقوط النظام ولن نسمح بتصديرها إلى أي مكان آخر”، مؤكداً أن بلاده “لن تكون منصة لمهاجمة أو إثارة قلق أي دولة عربية أو خليجية مهما كان”.
وفي رسالة تطمين للعديد من البلدان العربية، قال الشرع: “سوريا تحولت منبراً لإيران تدير منه 4 عواصم عربية أساسية وعاثت حروباً وفساداً في الدول التي دخلتها، وهي نفسها التي زعزعت أمن الخليج وأغرقت المنطقة بالمخدرات والكبتاغون. بالتالي ما قمنا به وأنجزناه بأقل الأضرار والخسائر الممكنة من إخراج للميليشيات الإيرانية وإغلاق سوريا كلياً كمنصة للأذرع الإيرانية، وما يعني ذلك من مصالح كبرى للمنطقة برمتها، لم تحققه الوسائل الدبلوماسية وحتى الضغوط”.
وأوضح الشرع “ما قمنا به أعاد المشروع الإيراني في المنطقة 40 سنة إلى الوراء”.
وفد أميركي في دمشق
في السياق، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، أن دبلوماسيين أميركيين وصلوا إلى سوريا للقاء السلطات السورية الجديدة، في مهمة دبلوماسية غير مسبوقة بين واشنطن ودمشق، خلال الحرب في البلاد التي استمرت 13 عاماً.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت أن الوفد الدبلوماسي الأميركي الذي زار العاصمة السورية بعد أقل من أسبوعين من خلع الرئيس بشار الأسد، يضم كلاً من المستشار الأول لدى مكتب وزارة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى دانيال روبنشتاين الذي عُيّن أخيراً مبعوثاً رئاسياً خاصاً لسوريا، ومساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، والمبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الرهائن روجر كارستينز.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في دمشق أن الشرع عقد “لقاءً إيجابياً” مع الوفد الأميركي، وقال المصدر: “نعم صحيح، جرى اللقاء وكان إيجابياً، وستصدر عنه نتائج إيجابية إن شاء الله”.
وكان يفترض أن تعقد ليف مؤتمراً صحافياً في أحد فنادق العاصمة السورية بعد اللقاء، لكنه ألغي “لأسباب أمنية”، وقالت رنا حسن من طاقم السفارة الأميركية في دمشق: “للأسف… ألغي المؤتمر الصحافي لأسباب أمنية” لم تحدد طبيعتها.
ولاحقاً، أفاد ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية بأن الوفد الأميركي أجرى محادثات مع مسؤولين من “هيئة تحرير الشام”، مضيفاً أن الدبلوماسيين ناقشوا القضايا المتعلقة بمصير الصحافي المفقود في سوريا أوستن تايس ومواطنين أميركيين اختفوا في عهد الأسد.
وأكد الناطق باسم الخارجية الأميركية، أن النقاش شمل أيضاً مبادئ انتقال السلطة في سوريا، والتطورات الإقليمية والحاجة إلى محاربة “داعش”، كذلك قال إن الدبلوماسيين الأميركيين أجروا أيضاً محادثات مباشرة مع المجتمع المدني السوري وناشطين وأفراد من الطوائف المختلفة.
وكشفت وسائل إعلام سورية أن الوفد الأميركي ناقش مع الإدارة الجديدة في دمشق رفع العقوبات ومن بينها قانون قيصر.
وأبلغت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، قائد الإدارة الجديدة لسوريا، أن واشنطن ألغت المكافأة المالية المخصصة لمن يدلي بمعلومات تساعد في اعتقاله، ورحّبت بما وصفتها “الرسائل الإيجابية” التي أعرب عنها خلال المحادثات معه وتضمنت تعهداً بمحاربة الإرهاب.
وقالت باربرا ليف للصحافيين، بعد لقاء الشرع: “بناء على محادثاتنا، أبلغته أننا لن نتابع تطبيق عرض برنامج مكافآت من أجل العدالة الذي كان سارياً منذ سنوات عدة”.
وتابعت: “نريد إحراز تقدم بالاستناد على الأفعال وليس فقط الأقوال”، مشيرة إلى أنها أكدت للشرع أيضاً أهمية “التشاور الواسع خلال هذه الفترة الانتقالية”.
وأكدت: “نحن ندعم بالكامل عملية سياسية بقيادة سورية وملكية سورية تؤدي إلى حكومة جامعة وتمثيلية تحترم حقوق جميع السوريين، بما في ذلك المرأة والمجتمعات السورية المتنوعة عرقياً ودينياً”، بحسب تعبيرها.
اقرأ أيضاً: أزمة نفط في سوريا والسعودية تتعهد بالحل