أعلنت شركة أرامكو السعودية “عملاق النفط العالمي” عن توقيع 43 اتفاق دولي مع عدد من الشركات الأمريكية الكبرى، بقيمة يصل إجمالها تقريباً إلى 90 مليار دولار، حسب ما صرحت به وكالة رويترز.
وتم الاتفاق على توقيع هذه الاتفاقيات ضمن منتدى الاستثمار السعودي الأميركي والذي جرى انعقاده أمس الثلاثاء في العاصمة الرياض، وهذا المنتدى أتى في سياق الجولة الخليجية التي يجريها الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب والتي تشمل كل من المملكة والإمارات وقطر.
هذه الاتفاقيات تتميز بأهميتها كونها تؤكد متانة الشراكة الاقتصادية بين واشنطن والرياض وعمق العلاقة الاقتصادية بينهما، وهذا ما يتقاطع مع سعي المملكة لتنويع اقتصادها والابتعاد عن الاعتماد الكلي على النفط وذلك عبر جذب استثمارات أجنبية هامة ومميزة.
ماهي أرامكو السعودية
تعتبر من أكبر شركات الطاقة والكيميائيات المتكاملة الكبيرة حول العالم، حيث أنها تنتج ما يقارب 12 مليون برميل من النفط الخام بشكل يومي، يقع مقرها الرئيسي في الظهران الواقعة شرقي السعودية.
تعد من الشركات ذات القيمة السوقية الكبيرة، حيث تعادل إيراداتها السنوية إيرادات دول عديدة، وتعتبر أرامكو من أهم أعمدة الاقتصاد السعودي في حين تغطي أنشطتها كامل سلسلة الإنتاج النفطي بدءاً من استخراج المواد وصولاً إلى توليد الطاقة حتى أنشطة التكرير والتوزيع التجاري.
مع حلول العام 2023 قد احتفلت الشركة بمرور 90 عاماً على كونها أحد الشركات الرائدة للمواد الهيدروكربونية، ومن خلال الشركات المنتسبة لها تبقى هذه الشركة رائدة في مجال توريد المنتجات المكررة إلى أكثر من 17 ألف محطة خدمة حول العالم.
اقرأ أيضاً: أمين الناصر: عقل أرامكو الاستراتيجي في مواجهة تحديات الطاقة
أبرز الاتفاقيات التي جرى توقيعها
جرى التوقيع من قبل أرامكو السعودية وشركاتها على مذكرات تفاهم واتفاقيات ومن أبرز تلك الاتفاقيات:
البحوث والابتكار
تم تبني إطار عمل إستراتيجي غير ملزم فيما يخص مجالات التحول الرقمي ومبادرات خفض انبعاثات الكربون مع شركة أمازون، وتم توقيع مذكرة تفاهم متعلقة بتطوير البنى التحتية في القطاع الصناعي لحوسبة الذكاء الاصطناعي إلى جانب إنشاء مركز للذكاء الاصطناعي ومنصات خاصة به، ومركز التميز في الهندسة والروبوتات مع منظومة الشركات الناشئة إنفيديا NVIDIA.
وأرامكو الرقمية أنشأت مذكرة تفاهم مع كوالكم Qualcom، الهدف منها هو استكشاف فرص الدخول نحو التعاون الاستراتيجي الذي يركز على استخدام تطبيقات التحول الرقمي في المجال الصناعي، كما يركز على الاستفادة من شبكة لجيل الخامس 5g بتردد 450 ميجاهرتز، والتي تتبع لشركة أرامكو الرقمية، من أجل تمكين قدرات الذكاء الاصطناعي على الأجهزة الذكية الطرفية. وهذا يشمل الهواتف الذكية والروبوتات والطائرات بلا طيار وأجهزة الاستشعار وغيرها.
التكرير والكيميائيات والتسويق
مذكرة تفاهم وقعت مع “هانيويل يو أو بي” Honeywell UOP وهي تتعلق بترخيص تقنية متقدمة لمشروع عطريات، إلى جانب مذكرة تفاهم لتقييم أعمال تطوير في مصفاة سامرف مع توسيع المنشأة لكي تصبح مجمع بتروكيميائيات متكامل على مستوى عالمي مع شركة إكسون موبيل ExxonMobil.
إلى جانب اتفاقية نهائية مع نيكست ديكيد NextDecade بغية شراء 1,2 مليون طن بشكل سنوي من الغاز الطبيعي المسال لمدة 20 عام من الوحدة الرابعة في منشأة ريو غراندي للغاز الطبيعي المسال مع الأخذ بعين الاعتبار لبعض الشروط ومنها قرار الاستثمار النهائي الإيجابي في تلك الوحدة.
الاستراتيجية والتطوير المؤسسي
هناك عمل مع شركة غارديان غلاس Guardian Glass لتوطين صناعة الزجاج المخصص للتطبيقات المعمارية في السعودية.
الخدمات المالية
هناك اتفاقيات لإدارة استثمارات النقد ذات المدة القصيرة عبر صندوق استثماري موحد “فند أوف ون”، مع كل من بلاك روك Black Rock، غولدمان ساكس Goldman Sachs، مورغان ستانلي Morgan Stanle، بيمكو BIMCO.
واتفاقية إدارة أصول وصاية مع بيكمو، ستبت ستريت كوربوريشن Stepping Street Corporation، وولينغتون Wellington.
اقرأ أيضاً: أرامكو السعودية رائدة الاقتصاد السعودي
الهدف من مذكرات التفاهم الموقعة
هدفها تعميق وتعزيز العلاقة الممتدة بين “أرامكو” والشركات الأميركية، وتعظيم القيمة للمساهمين ورفعها، مع تعزيز التعاون والابتكار في قطاع الطاقة وغيره من القطاعات الحيوية والتي تنوع الاقتصاد.
وتعقيباً على توقيع هذه الاتفاقيات، صرح رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، أمين بن حسن الناصر لأحد الوسائل الصحفية:
“يعكس حجم وتنوّع الاتفاقيات ومذكرات التعاون التي تم توقيعها أمس عمق العلاقات والروابط التاريخية الفريدة التي تجمعها مع الشركات الأميركية، منذ بدء اكتشاف النفط في المملكة قبل أكثر من 90 عام، وتمثّل هذه العلاقات مرتكزاً يعزز أمن الطاقة ويدفع باقتصاد المنطقة والعالم إلى الأمام”.
وأضاف الناصر:
“لا شك أن أنشطتنا المرتبطة بالولايات المتحدة تطورت على مر العقود، لتشمل الآن البحوث والتطوير في عدة تخصصات، والاستثمارات في الشركات الناشئة ذات الطابع الابتكاري، والتعاون المحتمل في مجال الغاز الطبيعي المُسال، وكثير من السلع والخدمات”.
ختاماً، أرامكو السعودية من أكبر الشركات في العالم وأكثرها فاعلية فهي شركة متكاملة من جميع النواحي وتتبع لها العديد من الشركات في مختلف المجالات والاتفاقيات التي قامت بتوقيعها في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي ستنعكس إيجاباً على اقتصاد المملكة في الفترات والسنين القادمة.
اقرأ أيضاً: كيف تطورت العلاقات الاقتصادية السعودية الأمريكية خلال مئة عام؟!
