لطالما شكل النفط أهمية كبيرة في اقتصاديات الدول، فصنع دول متقدمة، وغيّر مجتمعات، عبر حقول نفطية تمتد لآلاف الكيلو مترات، مما ساهم في صنع المشهد الاقتصادي العالمي، ورصدت إحدى المواقع الأمريكي أكبر خمس حقول نفط في التاريخ، واستكشف أهميتها الجيولوجية وتأثيرها على السوق النفطية في العالم.
يأتي حقل الغوار السعودي في مقدمة التصنيف إذ يشكل أعجوبة جيولوجية، وقوة اقتصادية كبيرة، وحقل الغوار هو حقل نفط كبير، يقع في شرق المملكة العربية السعودية، إذ يصل احتياط النفط فيه إلى حوالي 5 مليار طن، بينما يبلغ متوسط عمق الحفرة التي يستخرج منها النفط فيه إلى حوالي 33 متر، وتبلغ مساحته حوالي 1260 ميل مربع، ويعد هذا الحقل من أكبر الحقول التي تنتج أكثر من نصف إنتاج النفط المستخرج من جميع حقول النفط في السعودية بأكملها،
ومن الجدير بالذكر أن حقل الغوار تابع لشركة أرامكو الأمريكية، كما ويعد حقل الغوار المسؤول عن جعل المملكة العربية السعودية أكبر دولة نفطية، إذ يعد هذا الحقل هو الأكبر في العالم منذ اكتشافه عام 1948م، ووضع قيد الإنتاج منذ سنة 1951م، كما يساهم هذا الحقل في إنتاج ما يقارب 55 مليار برميل من النفط، وتعد سنة 2005 ذروة إنتاجه.
وقدّر مسؤولون سعوديون أن هذا الحقل يحتوي على ما يقارب 120 مليار برميل من ضمن الاحتياطات النفطية القابلة للاستخراج، وبهذا تمتلك السعودية حوالي خمس احتياطات النفط في العالم، وعلى الرغم من أن المملكة العربية السعودية تمتلك 100 حقل نفط وغاز طبيعي، فإن نصف احتياطاتها النفطية مركزها ثمانية حقول فقط، ومن بين هذه الحقول هو حقل الغوار العملاق، ، ينقسم حقل الغوار إلى قسمين: القسم الشمالي والقسم الجنوبي، إذ يحتوي الجزء الشمالي على نفط خفيف الكثافة، ويصل طبقات هذا الجزء إلى حوالي 160 قدم ( حوالي 49 متر)، أما القسم الجنوبي، فكلما تقدمنا نحو الجنوب كلما كان النفط أقل كثافة، وطبقاته أرق.
اقرأ أيضاً: البلطجة السياسية!
أما حقل برقان وهو حقل نفطي كويتي يقع في جنوب مدينة الكويت، يعد ثاني أكبر حقل نفط بالعالم اكتشف عام 1938 وصدرت أول شحنة نفط منه عام 1946 بعد الحرب العالمية الثانية، وعثرت البلاد على كميات ضخمة منه في أول بئر حفر بمنطقة برقان وتسببت في انفجار رأس البئر بقوة، أدت لصعوبة السيطرة عليه من خلال استخدام الطين، نتيجة قلة الطين الناتجة عن الحفر، ولكن بعدها تقرر استخدام 60 قدما من الخشب في سدّ فتحة البئر بصورة مؤقتة، تمثل الكويت %10 من موارد العالم في النفط.
ولم يعمل الإنتاج الوفير للحقل على دفع اقتصاد الكويت فحسب بل لعب أيضاً دورا حاسماً في أسواق الطاقة الإقليمية والدولية، ويتميز التكوين الجيولوجي لحقل برقان بخزان ضخم من الحجر الرملي، والذي يعمل كإسفنجة لتراكم النفط، وقد مكن اتساع الحقل وسهولة الوصول إليه من تقنيات استخراج فعّالة، مما جعله أحد أكثر الحقول إنتاجية في التاريخ، وينقسم إلى 3 حقول أصغر، هي برقان ومقوع والأحمدي – على بعد نحو 500 كيلومتر شمال حقل الغوار السعودي، وعلى الرغم من مواجهة تحديات مثل الغزو العراقي في عام 1990، فقد أظهر حقل برقان مرونة ملحوظة، واستمر في المساهمة بشكل كبير في إمدادات النفط العالمية.
ويعد حقل البرقان من بين الأقدم في منطقة الخليج العربي، كما وتشير بعض البيانات إلى أن إنتاج الحقل يصل إلى 1.7 مليون برميل من الخام يومياً في الوقت الراهن، وتقدر الاحتياطيات المؤكدة من الخام في الحقل الكويتي بما يقارب 44 مليار برميل، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
فيما يتشكل حقل الأحواز الإيراني من مجموعة من الحقول ذات الإمكانات الهائلة، يقع حقل الأحواز في جنوب غرب إيران، وهو ليس حقل نفط واحد بل مجموعة من عدة حقول، يساهم كل منها في احتياطياته النفطية الهائلة، وتشير التقديرات إلى أن حقل الأحواز يحتوي على أكثر من 65 مليار برميل من النفط الأصلي، ويشكل حقل الأحواز ما نسبته 87 في المائة من إجمالي النفط الإيراني المصدّر، كما يشكل الغاز الطبيعي في الإقليم 100 في المائة من الغاز الذي تملكه إيران، وتصب في الإقليم ثمانية أنهار، وهو ما جعل 65 في المائة من الأراضي الصالحة للزراعة في إيران متركزة في تلك المنطقة.
اقرأ أيضاً: إيران تطمح لتحقيق أعلى مستويات التفاهم مع السعودية
وتبلغ قيمة صادرات إيران 107.435 مليارات دولار، تمثل صادرات النفط منها – بحسب موقع منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” – أكثر من النصف، أي حوالي 60.198 مليار دولار، فيما يبلغ احتياطيات الخام منه في إيران حوالي 155.600 مليار برميل، أما إنتاج البلاد من الخام فيبلغ 3.335 ملايين برميل يوميا، بحسب أوبك، وتفيد إحصاءات أوبك بأن إيران تصدر من النفط الخام حوالي 1 مليون و849 ألف برميل يوميا.
وتجدر الإشارة إلى أن إيران اكتشفت حقل نفط جديد باحتياطات تقدر بـ 53 مليار برميل، حسبما أعلن الرئيس الإيراني عام 2019، وقال إن الحقل يقع في محافظة خوزستان جنوب غربي البلاد.
فيما يشكّل العملاق البحري حقل زاكوم العلوي، وهو حقل نفطي يبعد قرابة 84 كم شمال غرب أبو ظبي، وقد تم اكتشافه في عام 1963 عند الدخول إلى عالم الحقول البحرية، ويبلغ طول الحقل 40 كيلومترا وعرضه 28 كيلومتراً، وينتج الخام الخفيف الحامض، الذي تتميز به الإمارات – ثالث أكبر منتج للنفط في أوبك، يضم هذا الحقل العملاق تحت الماء ما يقدر بنحو 50 مليار برميل من النوع الأصلي، مما يجعله أحد أكبر حقول النفط البحرية في العالم.
اقرأ أيضاً: العلاقات السعودية الإماراتية: جسور من التعاون نحو مستقبل مشترك
ودخل الحقل، الذي يحتوي على 450 بئرا مرتبطة بما يقرب من 100 منصة بحرية مرحلة التشغيل عام 1982 أي بعد 19 عاماً من اكتشافه ، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتصف شركة بترول أبوظبي الوطنية زاكوم العلوي بأنه أكبر حقل نفط إماراتي من حيث الإنتاج، وثاني أكبر حقل بحري للنفط عالميا ورابع أكبر حقل نفط في العالم، بصفة عامة، وهذه التصنيفات وفق أدنوك، لكن بعض شركات الأبحاث تصنفه بأنه يشغل الترتيب الخامس.
ويُعد الحقل البحري مملوكاً لشركة تطوير حقل زاكوم زادکو)، منذ إنشائها عام 1977، وهي مشروع مشترك بين شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” بحصة 60% وإكسون موبيل (28%) وشركة تطوير النفط اليابانية “جودكو”.
وبحسب شركة الأبحاث وود ماكنزي تتجاوز الطاقة الإنتاجية الحالية لحقل زاكوم العلوي 800 ألف برميل يومياً في الوقت الحالي، ويمثل إنتاج الحقل نحو 19% من الإنتاج اليومي للإمارات، وحتى الآن، شهد الحقل استخراج أكثر من 45% من إجمالي احتياطياته القابلة للاستخراج، مع توقعات بوصوله إلى ذروة الإنتاج عام 2033، عند 950 ألف برميل يومياً من النوع الخام والمكثفات، ارتفعت إمدادات النفط في الإمارات إلى 3.131 مليون برميل يومياً خلال يوليو/ تموز 2022، وفق أحدث التقارير الشهرية الصادرة عن منظمة أوبك.
فيما يقع حقل السفانية السعودي على بعد نحو 200 كيلومتر شمال الظهران، وتبلغ مساحته 50 كيلومتراً طولاً و 15 كيلومتراً عرضاً، ويعد الحقل السعودي مركز إنتاج منذ عام 1957 بعد أن بدأت أعمال التنقيب عن حقل السفانية السعودي في عام 1939، وفي عام 1951 وخلال عمليات الحفر التي تجريها شركة أرامكو السعودية، تدفق النفط بكميات ضخمة تجارية، وما زال يحتوي على ما يُقدَّر بنحو 37 مليار برميل من النفط الخام الثقيل، وهو أكبر حقل بحري في العالم.
هذا ويقترب حقل السفانية السعودي من توقيع صفقتين كبيرتين بإجمالي قد يصل إلى 5 مليارات دولار، بهدف زيادة الإنتاج، ويُعد تطوير حقل النفط البحري جزءاً من إستراتيجية أرامكو الشاملة لزيادة طاقتها الإنتاجية من النفط إلى 13 مليون برميل يومياً بحلول عام 2027.
جاءت شركة لارسن آند توبرو & Larsen Toubro) وهي شركة هندسية هندية عملاقة بارزة في مقدمة الشركات المرشحة لتأمين العقد الأولي لحقل السفانية، والذي يشمل بناء منشأة كبيرة لعزل الغاز عن النفط (GOSP)، بحسب ما نقلته تقارير اطلعت عليها منصة الطاقة، وعلى صعيد آخر، تبرز شركة هيونداي للهندسة والإنشاءات الكورية الجنوبية (Hyundai المفضل لحزمة الهندسة والتوريد والبناء الثانية بوصفها المقاول Engineering & Construction والتي تشمل العمليات خارج الموقع والمرافق.
ويتطلب مشروع التوسعة إنشاء ما لا يقل عن 4 منصات تجميع كبيرة و 29 منصة الرؤوس الآبار، و 22 منصة لحقن المياه، ومنشأة إقامة بحرية، وفق ما أفادت به منصة “كيم أناليست”(ChemAnalyst)، وتهدف مبادرة توسعة أكبر حقل بحري في العالم إلى رفع الإنتاج لمستوى ملحوظ يبلغ مليوني برميل يوميا.
اقرأ أيضا: أرامكو السعودية توقع اتفاقيات استراتيجية مع الصين