تنساب أشعة الشمس على أرض المملكة العربية السعودية، فتغمرها بطاقات لا تنضب، وكأنها تهدي هذه البلاد مفتاح المستقبل المستدام.
وبامتلاكها الرؤية الواضحة والاستراتيجية الطموحة، تتلقف السعودية هذا المفتاح، وتدفع شركة “أكوا باور” لتكون بمثابة القائد لطموح وطني كبير؛ طموحٌ يراهن على الطاقة المتجددة كحجر أساس لتحول اقتصادي جذري، فبتوقيع “أكوا باور” اتفاقيات تمويل بقيمة 2.58 مليار دولار، تخطو البلاد خطوة جديدة نحو تحقيق رؤيتها الاستراتيجية لعام 2030.
مؤخراً، أعلنت شركة أكوا باور (ACWA Power) عن توقيع اتفاقيات تمويل بقيمة 2.58 مليار دولار مع مجموعة من البنوك والمؤسسات المالية، لدعم ثلاثة مشاريع ضخمة للطاقة الشمسية في المملكة العربية السعودية.
وتشمل المشاريع الثلاثة مشروع هدن للطاقة الشمسية في منطقة مكة المكرمة بطاقة إنتاجية تبلغ 2000 ميجاواط، ومشروع المويه للطاقة الشمسية في منطقة مكة المكرمة بنفس الطاقة الإنتاجية، ومشروع الخشيبية للطاقة الشمسية في منطقة القصيم بطاقة إنتاجية تبلغ 1500 ميجاواط.
فيما تبلغ التكلفة المستوية للطاقة (LCOE) لكل مشروع على التوالي 5.95356 هللة/كيلوواط ساعة، 6.03194 هللة/كيلوواط ساعة، و6.27334 هللة/كيلوواط ساعة، والهللة هي وحدة العملة الفرعية في المملكة العربية السعودية، وكل 100 منها تعادل ريالاً سعودياً واحداً.
اقرأ أيضاً: مشاريع الطاقة المتجددة في السعودية: مستقبل متقدم للمملكة!
وتأتي هذه الاتفاقيات كجزء من برنامج الطاقة المتجددة الوطني الذي تشرف عليه وزارة الطاقة السعودية، وتعدّ جزء من خطة المملكة الطموحة لتطوير الطاقة المتجددة، والتي تستهدف الوصول إلى قدرة إنتاجية تتراوح بين 100 إلى 130 غيغاواط بحلول عام 2030.
ووقعت هذه الاتفاقيات بحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وزير الطاقة السعودي، ويشترك في هذه المشاريع عدد من الشركات الرائدة بما في ذلك شركة البديل للطاقة المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة وشركة أرامكو باور التابعة بالكامل لشركة أرامكو السعودية.
وبهذا التوقيع، تسعى السعودية إلى تسريع خطاها نحو تحقيق أهدافها في مجال الطاقة النظيفة، إذ أرسي حتى الآن 21 مشروعاً بإجمالي قدرة إنتاجية تبلغ 19 جيجاواط، منها مشاريع قيد الإنشاء وأخرى دخلت حيز التشغيل.
يشار إلى أنه في 25 نيسان/أبريل من العام 2016، كشف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن رؤية السعودية 2030، وهي خطة استراتيجية تهدف إلى تحقيق التنويع الاقتصادي وتقوية دور المملكة في الساحة العالمية، إلى جانب تحسين جودة الحياة للمواطنين.
وتهدف الرؤية إلى تطوير 60 غيغا واط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، وهو ما يتجاوز بكثير القدرة الحالية للمملكة التي تبلغ حوالي 2.8 غيغاواط، مقارنةً بنحو 80 غيغا واط من محطات توليد الطاقة التي تعمل بالغاز أو النفط.
وتستند المملكة في طرحها هذا إلى موقعها الجغرافي والمناخي الذي يجعلها بيئة مثالية لاستغلال إمكانات الطاقة المتجددة بصورة عالية توائم عملية التحول الطاقي العالمي المنشود.
اقرأ أيضاً: المملكة العربية السعودية تدخل في مشاريع مشتركة مع شركات الطاقة الشمسية الصينية