عبر مشهد يتداخل فيه الطموح مع الواقع، أطلقت السعودية أول لائحة لتنظيم أنشطة اليخوت، لتخط بذلك أول سطر في كتاب جديد من قصتها البحرية؛ سطر يفيض بوعود المستقبل، ويسعى لإعادة تشكيل مفهوم السياحة البحرية في البلاد.
فقد أصدرت الهيئة السعودية للبحر الأحمر أول لائحة لتنظيم أنشطة اليخوت في المملكة، وذلك في إطار سعيها لتطوير قطاع السياحة الساحلية، وتهدف اللائحة إلى وضع الأطر التنظيمية اللازمة لضمان الامتثال للمعايير البيئية وحماية البيئة البحرية، خاصة في البحر الأحمر.
تشمل اللائحة متطلبات إصدار التراخيص لملاك اليخوت أو الوكلاء الملاحيين، وتشترط وجود وكيل ملاحي مرخص لتأجير اليخوت، كما تفرض على مستأجري اليخوت الالتزام بالشروط البيئية، بما في ذلك الحد من استخدام المواد البلاستيكية وتوفير سترات النجاة وخطط الإنقاذ والإسعافات الأولية لضمان سلامة الركاب، وكذلك تشترط اللائحة الحصول على تصاريح للأنشطة الترفيهية مثل الصيد والغوص.
وفي جانب منها، تضمن اللائحة حقوق الأطفال، والأشخاص ذوي الإعاقة من خلال توفير تجهيزات خاصة تسهّل استخدامهم لليخوت.
اقرأ أيضاً:السعودية: نادي يخوت تربيل باي وجهة سياحية فائقة الجمال
يشار إلى أن هذه اللائحة تأتي في إطار حملة “أكثر من بحر”، التي تهدف إلى تعزيز دور البحر الأحمر كمركز عالمي لأنشطة اليخوت، بما يسهم في جذب المزيد من السياح وتحقيق الرؤية الاستراتيجية للسعودية لرفع مستوى السياحة البحرية وتطوير بنيتها التحتية.
فيما تُعد هذه الخطوة جزءاً من استراتيجية السعودية لتحقيق الاستدامة البيئية وتعزيز النمو الاقتصادي من خلال السياحة، بما يسهم في تنويع مصادر الدخل ورفع مستوى نضج القطاع السياحي الساحلي، ما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي، ويدعم الأهداف الطموحة لرؤية 2030.
اقرأ أيضاً:اكتشف شورى: وجهة سياحية فاخرة على البحر الأحمر تذهلك بجمالها
إذ تعيش السياحة الساحلية في السعودية نهضة غير مسبوقة في ظل رؤية 2030، التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد وجذب السياح من مختلف أنحاء العالم، وفقاً لإحصاءات الهيئة السعودية للسياحة، ساهم القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي بما يقارب 3.5% في عام 2021، وهو رقم من المتوقع أن يتضاعف في السنوات القادمة مع توسع المشاريع السياحية.
ويعد البحر الأحمر وحده، والذي يمتد على طول 1800 كيلومتر من الساحل السعودي، من أهم الوجهات السياحية العالمية، نظراً لجماله الطبيعي والتنوع البيئي الذي يوفره.
اقرأ أيضاً:هل ستصبح سواحل البحر الأحمر في السعودية الوجهة السياحية الأولى في العالم؟
ومن بين المشاريع الكبيرة التي أُطلقت لتعزيز السياحة الساحلية، مشروع البحر الأحمر، الذي من المتوقع أن يستقطب مليون سائح سنوياً بحلول عام 2030، ويشمل هذا المشروع تطوير أكثر من 90 جزيرة طبيعية، فيما يتوقع أن يولد حوالي 70 ألف وظيفة، ويسهم بنحو 5.86 مليار دولار في الاقتصاد المحلي سنوياً.