وسط أجواء مشحونة بالتوتر والاحتقان، ومع تصاعد الممارسات الاستفزازية التي تتحدى مشاعر ملايين المسلمين حول العالم، جاءت التصريحات الأخيرة للوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير كشرارة أخرى تهدد بإشعال نار الفتنة في أحد أقدس المواقع الإسلامية على الأرض، المسجد الأقصى.
كالسد المنيع، وقفت المملكة العربية السعودية ومعها العديد من الدول العربية والإسلامية، لتدافع عن حرمة الأقصى وتؤكد رفضها القاطع لهذه الدعوات التي تسعى لتغيير الواقع التاريخي والقانوني للقدس، مؤكدة أن الأقصى خط أحمر من غير المسموح تجاوزه.
ولاقت هذه المواقف صدىً واسعاً في أرجاء العالم العربي والإسلامي، حيث تضافرت الأصوات في رفض قاطع لهذه التصريحات التي تهدد بتفجير بركان عارم من الغضب.
اقرأ أيضاً: المسجد الأقصى يتعرض لانتهاك جديد والسعودية تدين الاقتحامات المتكررة!
وفي التفاصيل، أدانت المملكة العربية السعودية بشدة التصريحات التي أدلى بها وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، والتي دعا فيها لبناء كنيس يهودي داخل مجمع المسجد الأقصى في القدس.
وأكدت المملكة في بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية على رفضها القاطع لهذه التصريحات التي وصفتها بـ “المتطرفة والمستفزة”، مشددةً على أن هذه التصرفات تعد انتهاكاً واضحاً لأحد أقدس المواقع الإسلامية.
كما شددت على ضرورة احترام الوضع الراهن للمسجد الأقصى، ووجهت نداءً إلى المجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته في وضع حدٍّ لهذه الاستفزازات المستمرة التي تستهدف مشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم، منوهةً إلى أهمية محاسبة المسؤولين الإسرائيليين على هذه الانتهاكات الصارخة للقوانين الدولية، وضرورة وقف هذه الاستفزازات التي من شأنها تأجيج التوترات في المنطقة.
اقرأ أيضاً: موقف سعودي يؤكد مرة أخرى لاءات الرياض.. لا تطبيع مع إسرائيل قبل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة
ولم تقتصر الإدانات على السعودية وحدها؛ فقد أدانت الأردن أيضاً تصريحات بن غفير بشدة، ووصفتها بأنها “خطيرة للغاية” ومحاولة لتغيير الوضع القائم في القدس، مؤكدةً أن المسجد الأقصى هو مكان عبادة للمسلمين فقط.
وأعلنت الأردن أنها ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية الحرم، بما في ذلك إعداد ملفات قانونية للتحرك ضد هذه الانتهاكات في المحافل الدولية.
من جانبها، أدانت السلطة الفلسطينية تصريحات بن غفير، واعتبرت أنها تمثل استفزازاً خطيراً قد يؤدي إلى تصعيد الوضع في القدس والأراضي الفلسطينية، وطالبت السلطة الفلسطينية المجتمع الدولي بالتحرك الفوري للضغط على إسرائيل لوقف هذه الاستفزازات التي تهدد بتفجير الأوضاع في المنطقة.
كما حذرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” من خطورة هذه التصريحات، ودعت الفلسطينيين إلى التصدي لمحاولات الاحتلال الإسرائيلي لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، مؤكدةً أن هذه الاستفزازات قد تؤدي إلى تصعيد كبير في الميدان الملتهب أساساً.
اقرأ أيضاً: فيصل بن فرحان يبحث مع بلينكن جهود وقف إطلاق النار في غزة
بالتوازي مع ذلك، أصدرت منظمة التعاون الإسلامي بياناً يدين بشدة تصريحات الوزير الإسرائيلي، واعتبرت أن هذه المحاولات تمثل انتهاكاً لحرمة المسجد الأقصى وتستفز مشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم. ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف هذه الانتهاكات وضمان حماية الأماكن المقدسة.
وفي سياق متصل، أدانت تركيا التصريحات الإسرائيلية، معتبرة أنها تصرفات استفزازية تهدد السلام والاستقرار في المنطقة، مشددةً على ضرورة احترام الوضع القائم في المسجد الأقصى ووقف جميع المحاولات التي تستهدف تغييره.
كما أعربت قطر عن رفضها التام للتصريحات الإسرائيلية، مؤكدة على ضرورة حماية الأماكن المقدسة من هذه المحاولات المستمرة للمساس بها، ودعت إلى تحرك دولي عاجل لحماية المسجد الأقصى وضمان عدم تكرار مثل هذه الاستفزازات.
يشار إلى أن هذه الإدانات الواسعة تعكس القلق الكبير لدى الدول العربية والإسلامية إزاء المحاولات الإسرائيلية لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، وتؤكد على الأهمية الكبيرة التي توليها هذه الدول لحماية المقدسات الإسلامية في القدس.
وهذا الرد العاجل من قبل الدول الإسلامية يعكس إدراكاً عميقاً لخطورة هذه الاستفزازات التي تتجاوز السياسة لتصل إلى عمق العقيدة والمشاعر الدينية التي لا تقبل الهوان.
اقرأ أيضاً: السعودية تدعم جهود الأمم المتحدة لمكافحة كراهية الإسلام