شهد برشلونة أسبوعاً استثنائياً تحت قيادة هانز فليك، بدأه بالتغلب على بوروسيا دورتموند بأربعة أهداف في ملعب مونتجويك، ليثبت جدارته في المنافسات الأوروبية. لكن الزخم لم يتوقف عند هذا الحد، فبعد أقل من يومين، انتقل الفريق إلى العاصمة الإسبانية لخوض غمار مواجهة صعبة أمام ليغانيس في عرينه، حيث تمكن من انتزاع الفوز بصعوبة والحفاظ على حصاد النقاط الثمينة.
هذان الانتصاران لم يضمنا فقط تصدر البارسا لجدول الدوري الإسباني، بل وسّعا الفارق بينه وبين غريمه التقليدي ريال مدريد إلى أربع نقاط، مما يعزز آمال الجماهير في المنافسة على اللقب هذا الموسم. لكن الفرحة لم تكتمل، إذ خرج الفريق من هاتين المواجهتين بخسائر مقلقة. فقد أُصيب قلبه الدفاعي رونالد أراوجو Ronald Araujo، بالإضافة إلى الظهير الأيسر أليخاندرو بالدي Alejandro Balde، بسبب إجهاد عضلي وفقاً للتقارير الطبية. وأكد هانز فليك في تصريحاته أن هذه الإصابات ناتجة عن تراكم الإرهاق، خاصة بعد مباراة ليغانيس الشاقة، مما يطرح تساؤلات حول قدرة الفريق على الحفاظ على وتيرته مع تزايد الضغوط.
البدلاء المتاحين لتعويض الغائبين للإصابة في صفوف برشلونة
لايملك هانز فليك الكثير من الخيارات في مركز الظهير الأيسر في حال اضطر لإراحة أليخاندرو بالدي في مباراة دورتموند يوم الثلاثاء القادم، لكنه في نفس الوقت يمتلك عدة خيارات لمركز قلب الدفاع لتعويض الغياب المحتمل لرونالد آراوخو في الوقت الذي يشغل فيه باو كوبارسي وإينيغو مارتينيز نفس مركز الأورغوياني.
أما عن مركز أليخاندرو بالدي، فسيضطر هانز فليك لأن يجد توليفة جديدة لخط الدفاع بشكل كامل، فمع قلة الخيارات لمركز الظهير الأيسر سيضطر المدرب الألماني لإدراج لاعب من لاعبي قلب الدفاع في مركز الظهير الأيسر في مباراة دورتموند، واللاعب الوحيد حالياً الذي يمكنه شغل هذا المركز هو جيرارد مارتين Gerard Martin، الذي يفتقر للخبرة لمثل هذه المواعيد الكبيرة لكن من الممكن أن يفي بالغرض.
اقرأ أيضاً: صفقة برشلونة ونايكي الجديدة: أرقام فليكة تدخل خزينة النادي
الأسلوب الدفاعي المعتمد من هانز فليك مع برشلونة
عندما تولى هانز فليك تدريب برشلونة بعد رحيل تشافي مع بدابة موسم 2024-2025، واجه تحدياً كبيراً: إعادة التوازن لفريق يعاني من تراجع دفاعي واضح ويحتاج لإعادة التوازن بين صفوفه أيضاً وعدم تعويضهم بشكل مناسب. اعتمد فليك على أسلوب دفاعي هجين يجمع بين الضغط العالي والانسحاب المرن، مستفيداً من خبرته في تدريب فرق مثل بايرن ميونخ.
بدأ بتنظيم خط الدفاع الرباعي بحيث يكون أكثر انضباطاً في التمركز، مع تشديد التركيز على التغطية بين الظهيرين والقلبين. في خط الوسط، طلب من لاعبيه مثل بيدري ودي يونغ المراقبة المستمرة للمساحات وقطع خطوط التمرير. كما شجع الفريق على الضغط الجماعي فور فقدان الكرة، خاصة في المناطق الثلاثة الأمامية، لاستعادة التملك بسرعة.
لكن فليك لم يهمل الجانب الهجومي؛ كان يعتمد على هجمات مرتدة سريعة بعد استعادة الكرة، مما قلل من تعرض الدفاع لضغوط متواصلة. رغم ذلك، واجه انتقادات بسبب عدم مرونة التكتيك أحياناً، خاصة في المباريات الكبيرة حيث كان الخصوم يستغلون المساحات خلف الظهيرين المتقدمين.
اقرأ أيضاً: بعد الرفض الأول: هل يستمع رافينيا للعرض السعودي مرة أخرى؟