منذ توقيع الاتفاق السعودي – الإيراني قبل حوالي عام ونصف في العاصمة الصينيّة بكين، دائماً ما كان رهان البعض على أن هذا الاتفاق مؤقت وضعيف، وأنه لن يطول الزمن حتى ينهار وتعود العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها.
لكن مع كل يوم جديد يظهر العكس تماماً، إذْ تتطور العلاقات وتمضي إلى أهدافها المشتركة، بما يوحي بأن المسار الجديد للبلدين صاحبي الوزن الإقليمي الكبير؛ هو مسار ثابت ويتجه نحو مزيد من التفاهم والتعاون في قادمات الأيام.
فمن جديد، أعلن السفير الإيراني لدى السعودية علي رضا عنايتي عن نية بلاده الوصول بالعلاقات الإيرانية-السعودية إلى أعلى المستويات، مؤكداً أن بناء مستقبل مشرق بين البلدين هو الهدف المشترك، مع التركيز على تعزيز التعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك وفق ما نقلت وكالة “إرنا” الإيرانية.
اقرأ أيضاً: إيران ومكافأة إسحاق شامير
كما أشار السفير إلى أن التعاون بين البلدين يمكن أن يلعب دوراً محورياً في حل عدد من القضايا الإقليمية، مثل أزمة اليمن والتوترات في الخليج العربي، منوّهاً إلى أن التنسيق المشترك بين الرياض وطهران سيسهم في تحقيق توازن سياسي جديد في المنطقة، وسيعزز من فرص الاستقرار والتنمية.
ويأتي هذا التصريح في إطار الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تبذلها كل من طهران والرياض منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما في آذار/مارس من العام الفائت 2023.
إذْ كانت العلاقات الثنائية بين البلدين تشهد صراعاً لسنوات طويلة، وكذلك اشتد الخلاف بينهما فيما يخص عدد من القضايا الإقليمية، لا سيما في اليمن وسوريا ولبنان، لكن تفاهم آذار 2023 شكل نقطة تحول هامة في مسار العلاقات.
ومن خلال هذا التوجه الجديد، تأمل إيران والسعودية في استغلال الفرص المتاحة لتحقيق مكاسب اقتصادية وأمنية، وقد صرح السفير عنايتي بأن العلاقات الإيرانية-السعودية تستند إلى الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وأن هناك نية صادقة لتعزيز التعاون على كافة الأصعدة.
اقرأ أيضاً: السعودية تكشف حقيقة استهداف الناقلة البحرية أمجاد
ورغم أن مسار العلاقات الإيرانية-السعودية لا يزال يواجه تحديات، إلا أن هناك تفاؤلاً كبيراً بفضل الالتزامات المتبادلة بالعمل من أجل تعزيز الثقة وبناء جسور التعاون، فهذا بحد ذاته يعكس تغيراً ملحوظاً في السياسات الخارجية لكلا البلدين، ويشكل بداية جديدة لعهد من التعاون الثنائي الذي يركز على المصالح المشتركة عوضاً عن التنافس الإقليمي.
وفي هذا السياق، يمكن القول إن التفاهم السعودي – الإيراني هو بمثابة «بشرة خير» لكل دول المنطقة وشعوبها، إذْ تخطو ملفات المنطقة الساخنة خطوة نحو الحل مع كل تقارب جديد، وتفاهم أعلى بين البلدين.
اقرأ أيضاً: السعودية ومصر تعززان علاقتهما الثنائية بمواجهة التحديات
ختاماً، نشير أن السفير الإيراني علي رضا عنايتي كان قد وصل إلى الرياض يوم 5 أيلول/سبتمبر من العام الماضي 2023، وبدأ مهامه الرسمية باستقبال مسؤولي وزارة الخارجية السعودية وطاقم السفارة الإيرانية في الرياض.
وبالتزامن مع ذلك، وصل السفير السعودي عبد الله العنزي إلى العاصمة الإيرانية طهران، ليباشر مهامه الرسمية، وذلك في إطار تنفيذ اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
اقرأ أيضاً: اللغة الصينية تفتح آفاقاً جديدة للشباب في المملكة العربية السعودية