تعتبر الفيتامينات والمعادن عناصر أساسية يحتاجها الجسم للحفاظ على صحته ووظائفه الحيوية، ومع تزايد الوعي بأهمية الغذاء السليم وإمداد الجسم بحاجته من العناصر الضرورية، ساد اعتقاد لدى الكثيرين أن تناول المكملات الغذائية، بما في ذلك الفيتامينات، يمكن أن يكون مفيدًا للجميع. ولكن الواقع أثبت عكس ذلك، إذ أن تناول الفيتامينات دون استشارة طبية قد يحمل مخاطر صحية كبيرة تختلف باختلاف طبيعة الأفراد.
إذ حذَر المجلس الصحي السعودي من تناول المكملات الغذائية والفيتامينات دون تقييم وإشراف الطبيب المعالج، مؤكداً عبر حسابه على منصة “إكس”، أنه ينبغي عدم تناول المكملات الغذائية والفيتامينات دون أن يتم تحديد مدى احتياج جسم الفرد منها ومأمونية الاستخدام للحالة الصحية، وذلك بعد إجراء التقييم الشامل لحالة المريض من قبل الطبيب المختص.
تحذير المجلس الصحي السعودي جاء بعد توضيح الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية في وقت سابق أن المكملات الغذائية تساعد في حصول الجسم على عناصر غذائية يحتاجها للمحافظة على الصحة، لكنها قد تضرر في حال الإفراط بتناولها أو استخدامها بدلاً عن الأدوية الموصوفة لعلاج الحالات المرضية.
وشددت الهيئة على ضرورة استشارة مقدمي الرعاية الصحية قبل أخذ الفيتامينات والمكملات الغذائية ليتم تحديد احتياج الجسم منها بناء على حالة كل شخص، محذرة من أخذها بناءً على تجربة أشخاص آخرين دون العلم بالاحتياج الشخصي، إذ أن تأثيرها يختلف من شخص لآخر بناء على عمليات الأيض التي تؤثر في تحقيق الفائدة المرجوة.
وأصدرت الهيئة العامة للغذاء والدواء بداية العام الجاري “دليل الفيتامينات” للتوعية بدور الفيتامينات في جسم الإنسان ومصادرها وكمياتها في الغذاء اللازم للفرد، مؤكدة أنه يمكن الحصول على احتياجنا اليومي من الفيتامينات والمعادن عن طريق اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي جميع العناصر الغذائية دون الحاجة لاستعمال المكملات الغذائية.
وأوضح الدليل أن الفيتامينات تنقسم إلى فيتامينات ذائبة في الماء، يتم امتصاصها من خلال أنسجة الجسم ولا يمكن تخزينها بل يتم إخراج الفائض منها، لذلك يجب تناولها ضمن النظام الغذائي باستمرار وبكميات كافية، ومن أنواعها فيتامينات (ب) و فيتامينات(ج).
اقرأ أيضًا: التقديم على برنامج تدريب الممارسين الصحيين
أما الفيتامينات الذائبة في الدهون، فهي ليست قابلة للذوبان في الماء وتتم عملية امتصاصها مع الدهون الغذائية، إذ تصل إلى الخلايا المستهدفة في جميع أنحاء الجسم عن طريق البروتينات الدهنية في الدم، ويحتاجها الجسم بكميات ضئيلة بسبب القدرة على تخزينها في الكبد والأنسجة الدهنية، لذلك تؤدي زيادتها في الجسم إلى حدوث تسمم، من أنواعها فيتامينات (أ) و(د) و(ك) و(ه).
وشددت الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية على اتباع التعليمات الواردة على كل مستحضر لمعرفة عدد الجرعات التي يجب تناولها للوصول للحد المطلوب دون زيادة من الحصة اليومية، وما يتضمنه المستحضر من تحذيرات وتداخلات دوائية.
ونصحت بالهيئة بشرب كميات وافرة من الماء عند تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين، والتوقف فوراً عن تناولها عند ظهور أي أعراض جانبية، ومراجعة الطبيب المختص وإبلاغ الهيئة العامة للغذاء والدواء من خلال تطبيق “طمني” أو عبر نظام “تيقظ” الإلكتروني.
وأكدت الهيئة على عدم السماح بتسويق المكملات لغرض الوقاية أو العلاج من الأمراض، ومنع وضع ادعاءات علاجية على المكملات، مبينة أن وجود عبارة طبيعي 100% على المنتج لا يعني أنه آمن ويمكن للجميع تناوله دون استشارة طبية، بل يمكن أن يحدث تداخلات صحية خطيرة ويؤدي لظهور أعراض جانبية تتطلب تدخلاً طبياً لعلاجها.
اقرأ أيضاً: ملتقى ريادة الأعمال والابتكار في الصناعات الطبية والدوائية 2024
والهيئة العامة للغذاء والدواء في المملكة العربيةالسعودية هي مؤسسة صحية تستند في عملها إلى أسس علمية لتعزيز وحماية الصحة العامة، وتهدف إلى حماية المجتمع من خلال تشريعات ومنظومة رقابية فعّالة لضمان سلامة الغذاء والدواء والأجهزة الطبية ومنتجات التجميل والمبيدات والأعلاف.
ختاماً، رغم الأهمية الكبيرة للفيتامينات والمكملات الغذائية في إمداد الجسم بالعناصر الحيوية اللازمة لأداء وظائفه العضوية وتعزيز صحته العامة، إلا أنها سلاح ذو حدين يجب توخي الحيطة والحذر أثناء استخدامه، ومحاولة الحصول على احتياجاتنا منه من الغذاء السليم، استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل البدء في تناول أي مكملات غذائية، لضمان تلبية احتياجات الجسم بشكل آمن وفعال، وتفادي حصول آثار جانبية خطيرة أو تفاعلات مع أدوية أخرى.
اقرأ أيضاً: انطلاق الحملة الطبية للمخ والأعصاب في عدن