منذ اندلاع الصراع في غزة، لعبت المملكة العربية السعودية دوراً محورياً في دعم القضية الفلسطينية والمساهمة في الجهود الدولية لوقف الحرب وتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة، وسنضيء من خلال هذا المقال على بعض جوانب هذا الدعم وأشكاله.
على الصعيد الدولي، اتخذت المملكة مبادرات دبلوماسية كبيرة لإيقاف الحرب على غزة، ومن أبرز هذه المبادرات كان إطلاق وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين» من نيويورك مؤخراً، التحالف الذي جاء كنتيجة للجهود التي بذلتها المملكة لحشد التأييد الدولي نحو تحقيق الدولة الفلسطينية.
اقرأ أيضاً: السعودية تعلن إطلاق تحالف دولي لإقامة الدولة الفلسطينية
وفي إطار هذه الجهود، قامت السعودية بتشكيل لجنة وزارية برئاسة وزير الخارجية، حيث تنقلت هذه اللجنة عبر العواصم العالمية لتحقيق وقف العدوان على غزة، ودفعت بطريقة ملحوظة لإنجاح الجهود الدولية لوقف الحرب.
ولم تكتفِ المملكة بالدعم عبر المواقف السياسية بل قدمت دعماً مالياً ملموساً على مختلف الأصعدة، وهو ما أثنى عليه السفير الفلسطيني لدى السعودية باسم الآغا، مؤكداً على أن الدعم المالي الشهري الذي تقدمه السعودية لفلسطين يسهم في تحسين الأوضاع الإنسانية في غزة.
وأشار السفير الآغا إلى أن هذا الدعم المالي يُوجَّه إلى ميزانية السلطة الفلسطينية، ليكون عوناً لغزة، والضفة الغربية، والقدس على حد سواء، مشيراً إلى أن أحد الجوانب الهامة في دعم السعودية هو مساندتها لوكالة “الأونروا” التي تقدم خدمات حيوية للاجئين الفلسطينيين.
وفي هذا السياق، قامت السعودية قبل أيام بتسليم الدعم المالي الشهري لفلسطين من خلال سفيرها لدى الأردن، نايف السديري، وذلك كجزء من جهودها المستمرة لتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة.
وإلى جانب الدعم المالي، أكدت السعودية موقفها الثابت تجاه القدس في قمة الظهران العربية عام 2018، حيث إذ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز اسم “قمة القدس” على الاجتماع رداً على محاولات الاعتراف بالمدينة عاصمة للكيان الإسرائيلي.
وضمن هذا الإطار، أعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها الشديدة لتصريحات وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، الذي دعا إلى إنشاء كنيس يهودي داخل مجمع المسجد الأقصى في القدس، مؤكدةً في بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية رفضها التام لهذه التصريحات، ووصفتها بأنها «متطرفة ومستفزة»، مشيرة إلى أن مثل هذه الأفعال تشكل انتهاكاً واضحاً لقدسية أحد أهم المواقع الإسلامية.
اقرأ أيضاً: «التعاون الإسلامي» تدعو للانضمام لتحالف إقامة الدولة الفلسطينية
هذا ونجحت السعودية إلى حدّ كبير في توحيد الموقف العربي والإسلامي تجاه الأزمة في غزة، فمن خلال ترأسها اللجنة الوزارية المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية المشتركة، استطاعت المملكة حشد التأييد لدعم فلسطين ومواجهة العدوان على غزة، وهذا التحرك أثمر عن اعتراف بعض الدول الصديقة بدولة فلسطين والمطالبة بمنحها عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
يشار إلى أن الجهود السعودية في غزة تأتي كجزء من تاريخ طويل في دعم فلسطين، حيث قدمت الرياض على مدار السنوات الماضية مساعدات إنسانية وتنموية تجاوزت قيمتها 5.3 مليار دولار، ومن أبرز مظاهر هذا الدعم كان «الحملة الشعبية لإغاثة الشعب الفلسطيني» التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين، حيث قاربت قيمة التبرعات 186 مليون دولار.
ختاماً، لا بدّ من الإشارة إلى أن التزام السعودية بالقضية الفلسطينية يبقى جزءاً أساسياً من سياساتها الخارجية، إذ تسعى المملكة دوماً إلى تحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة.
وكان قد أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مراراً أن المملكة لن تمضي في إقامة علاقات دبلوماسية مع الكيان الإسرائيلي إلا بعد تأسيس دولة فلسطينية مستقلة تكون القدس الشرقية عاصمتها، مبيّناً أهمية ضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
اقرأ أيضاً: السعودية تؤكد شرطها الحازم لأي تطبيع مع إسرائيل