في عام 2027، ستستضيف المملكة العربية السعودية أول دورة من الألعاب الأولمبية الإلكترونية بالرياض، وقد جاء هذا الإعلان المثير خلال مؤتمر LEAP 2025 التقني، ليؤكد رؤية المملكة الطموحة في تعزيز مكانتها في عالم الرياضات الإلكترونية.
وتأتي خطوة استضافة السعودية لهذا الأولمبياد، بعد توقيع اتفاقية مدتها 12 عاماً مع اللجنة الأولمبية الدولية، والتي تهدف إلى جذب الجماهير من صغار السن، وقد شُكِّلت لجنة مكونة من ستة أعضاء، تُعنى باختيار الألعاب التي ستُعرض، في إطار جهود دمج الرياضات الإلكترونية ضمن الإطار الأولمبي.
وعلى الرغم من أن الفعالية كانت مخططاً لها في البداية لتنطلق هذا العام، إلا أن هذا التعاون الجديد يضع المملكة في موقع ريادي لتشكيل مستقبل الرياضات الإلكترونية على المستوى العالمي، متيحةً للرياضيين من أنحاء العالم كافة فرصة التنافس في مجموعة متنوعة من الألعاب الإلكترونية.
وتأتي هذه الشراكة في وقت يشهد فيه قطاع الرياضة في المملكة نمواً ملحوظاً بفضل رؤية 2030، إذ يشارك أكثر من 50% من السكان بنشاط في الرياضة، ما ساهم في نجاح المملكة في استضافة أحداث رياضية دولية كبرى، مثل بطولات الرياضات الإلكترونية ومباريات كرة القدم.
وستُنظَّم النسخة الأولى من دورة الألعاب الأولمبية للرياضات الإلكترونية في السعودية، مع الإعلان عن المدينة والتاريخ لاحقاً، وستتعاون اللجنة الأولمبية الدولية مع اللجنة الأولمبية الوطنية السعودية لتحديد الرياضات الإلكترونية المشاركة وآلية تأهيل الرياضيين.
اقرأ أيضاً: كأس العالم لسباقات الدرونز لأول مرة في موسم الرياض
في هذا الصدد، أكد توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، على أهمية التعاون مع اللجنة الأولمبية السعودية في تنظيم الألعاب الأولمبية الإلكترونية، وذكر باخ أن اللجنة السعودية تتمتع بخبرة ملحوظة وفريدة في مجال الرياضات الإلكترونية، وهذا الأمر سيعود بالفائدة الكبيرة على هذه الفعاليات، وأضاف أن هذه الشراكة ستعزز من نجاح الألعاب الأولمبية الإلكترونية من خلال الاستفادة من المعرفة والموارد المتاحة.
من جهته، عبّر الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، عن حماسه تجاه التعاون مع اللجنة الأولمبية الدولية، وأكد أن المملكة تتطلع بشغف إلى هذه الشراكة، التي من شأنها أن تفتح آفاقاً جديدة للرياضة الدولية.
واعتبر الفيصل أن المشاركة في الألعاب الأولمبية إحدى أكبر الإنجازات التي يمكن أن يحققها أي رياضي، معرباً عن فخره بالمساهمة في كتابة فصل جديد في التاريخ الأولمبي، والذي ينطوي على إمكانية إلهام ملايين الرياضيين حول العالم لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم.
اقرأ أيضاً: طواف العلا 2025 يتوج البريطاني بيدكوك بالمركز الأول
وخلال جلسة نقاشية تحت عنوان “الألعاب أبعد من الترفيه: إعادة تصور المجتمع وتشكيل مستقبل المملكة العربية السعودية”، شارك الأمير فيصل بن بندر بن سلطان، رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، رؤاه وأفكاره الطموحة، وأعرب عن توقعاته لاستضافة إصدارات متعددة من الألعاب في المستقبل، وأكد التزام المملكة بأن تصبح مركزاً عالمياً للألعاب الإلكترونية بحلول نهاية عام 2030”.
كما أشار إلى النفوذ المتزايد للمملكة في هذه الصناعة، معبراً عن طموحها في تحقيق الريادة وخلق فرص عمل جديدة في مجال الألعاب، لافتاً إلى الطبيعة الغامرة للألعاب، كونها الوسيلة الوحيدة التي تتيح للأفراد التفاعل النشط مع المحتوى بدلاً من الاكتفاء بالاستهلاك، وقال: “الألعاب تمنح الناس الفرصة لتجربة حياة شخص آخر، والمشي ميلاً في أحذيتهم بطريقة لم تكن ممكنة من قبل”.
وفي دعوة للمستقبل، حث الأمير فيصل المتخصصين واللاعبين الطموحين على استغلال الفرص المتاحة، مؤكداً أن كل فرد هو جزء أساسي من هذا التطور.
اقرأ أيضاً: الملاعب الذكية خطوة نحو ريادة السعودية في الرياضة
وتضمنت المناقشة كذلك رؤى من قادة الصناعة، وتحدث داني تانج، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Hero Esports، عن العلاقة المتينة بين الألعاب والرياضات الإلكترونية، مشيراً إلى أن البيئة المتطورة لهذه الرياضات تُطيل من عمر اللعبة وتعزز المشاركة المستدامة والابتكار.
كما سلط خيزر خضري، المدير المؤسس لمختبر الإدراك البشري بجامعة ستانفورد، الضوء على الدور التحويلي للألعاب في تعزيز التفاعل بين الإنسان والتكنولوجيا، معتبراً أنها المنصة المثالية لهذا التفاعل.
جدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية حققت تقدماً ملحوظاً في مجال الرياضات الإلكترونية والألعاب، إذ نظمت بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية في العاصمة الرياض، وهذه الخطوات مجتمعة تؤكد التزام المملكة بتعزيز هذا القطاع ودعم الإبداع والمشاركة في الرياضات الحديثة.
اقرأ أيضاً: سباقات الرياض تحصد جوائز أكثر من 37 مليون دولار