بخطوة جريئة استطاعت الأميرة نوف بنت عبد العزيز آل سعود، أن تطلق أول منصة للإبداع في السعودية في العام 2019، والتي حملت اسم “ليفت” (Lift) وهي عبارة عن ناد اجتماعي للفنون، يتضمن معرضاً يتيح للأعضاء وجميعهم من فئة الشباب تقديم إبداعاتهم والتألق في سماء الفن.
وتتحدث الأميرة نوف عن الفكرة وكيف تحولت إلى واقع، في تصريح لإحدى وسائل الإعلام، عندما قالت إنّ رغبة عميقة نمت لديها في خلق بيئة إبداعية تزدهر بمشاركة الفنانين، دون التمييز فيما إذا كانوا في بداية مشوارهم الفني أم أنهم من أصحاب الأسماء الهامة في عالم الفن، ولكنها رأت أن ما سيجمعهم في ليفت، تقديم أعمالهم لجمهور مهتم بالإطلاع على نتاجهم وتقديره.
وتتابع الأميرة السعودية في وصف ناديها الفني، بأنها تخيلت هذا المكان على أنه منارة للتعبير الفني، يجتمع فيه المبدعون في حالة خاصة تحتفي بالفن والفنون ومن يتذوقها، وأنّ مهمة هذه المنارة ربط الفنانين مع بعضهم البعض في إطار من التعاون وتبادل الخبرات وابتكار روح خاصة لهذا المجتمع الذي يزداد نمواً.
اقرأ أيضاً: بينالي الفنون الإسلامية 2025 لقاءُ الفن بالإلهام الروحي
وفي ذات السياق تحدثت الأميرة نوف عن شغفها بالفنون، وكم كانت تتأثر بعوالم الإبداع وكيف يعبر الأشخاص عن مشاعرهم، وأنّ هناك طرقاً فنية متنوعة للتعبير عن هذه المشاعر، سواءاً برواية القصص أو الرسم وغيرها من الأساليب الإبداعية التي تربط الثقافات المتنوعة بعضها ببعض.
وكانت الأميرة السعودية قد دخلت عوالم الإبداع منذ أن كانت طفلة في المملكة، وأثرت في بناء شخصيتها التغيرات الكبرى التي شهدها المجتمع، لاسيما فيما يتعلق بقطاع الفنون والذي أخذ يسجل حضوراً لافتاً واهتماماً كبيراً، وهو ما أثر في شخصيتها وشكل بالنسبة لها مصدر إلهام حتى تؤسس مساحة خاصة بالفنون والثقافة، تفتح المجال أمام المواهب المحلية للتعريف بأنفسها، والارتباط مع غيرها من خلال التأسيس لتجارب مشتركة.
وفي سياق متصل، سعت الأميرة نوف عبر ليفت لتوفير فرصة استثنائية للفنانين الشباب حتى يطلقوا العنان لإبداعاتهم، وأن تكون نتاجاتهم الفنية معروضة إلى جانب قطع الفنانين العالميين أمثال “برادلي ثيودور” (Bradley Theodore) و”أنتونيو مورجيا” (Antonio Murgia) و”زوانج هونج جي” (Zhuang Hong Yi).
اقرأ أيضاً: «منال الرويشد» نجمة ساطعة في سماء الفن الرقمي
وتوضح الأميرة السعودية أنّ العملية تتم برمتها من خلال إقامة معارض تطرح مواضيع مختلفة، تحرض الناس على الالتفات لأهمية الفن في حياة الشعوب، لكن كل معرض من هذه المعارض يتفرد برواية قصة ما، ويدعو الحضور لرؤية العالم بعيون هذا الفنان وذاك، وتبقى عيون الأميرة على إثراء وتنويع المشهد الثقافي في المملكة، وزيادة الاهتمام بالفنان السعودي والتأكيد على حضوره الفاعل في المشهد الفني العالمي.
ويبقى الهم الأساس للأميرة نوف عكس التراث الغني للمملكة، إلى جانب استعراض التأثيرات المعاصرة ومدى تبنيها من قبل الفنانين السعوديين، مدفوعة برؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والتي تدفع الناس لتبني نمط حياة معاصر يدعم ازدهار المجتمعات الفنية والثقافية، من خلال الاستثمار بالهوية الثقافية السعودية للتأكيد على حضورها المستقبلي في المشهد الفني الدولي.
ومن الجدير بالذكر، أنّ ليفت بدأ بوصفه مساحة شخصية للأميرة السعودية، التقت من خلاله بعدد من الفنانين الذين شاركوها شغفها الفني، كما أنها عاشت في هذه المساحة حالة تأمل عميق بتجاربها الفنية وتوحدت مع الفن، لكن لاحقاً تطورت الفكرة، وأصبحت عبارة عن ملاذ جامع للفنانين في السعودية الذين يتشاركون ذات الحالة مع الأميرة نوف في فضاء حر للأفكار والتعاون والإلهام.
وتسعى الأميرة من خلال مساحة ليفت الاستثنائية، للجمع ما بين الفنون وحرفة الأزياء، لأنها تجد فيها تعبيراً فنياً ولكن من نوع آخر، لاسيما أنها خريجة معهد “رافلز” (Raffles) للتصميم في الرياض، وكانت تمتلك علامة تجارية تدعى “إرا السعودية” (era.ksa)، وهو ما دفعها لتأسيس ما يعرف بـ “ناين باي ليفت” (ninebylift) الذي يقدم ماهو جامع بين الفن والأزياء والاكسسوارات.
واستطاعت ninebylift أن تستقطب أسماءاً ومواهب لامعة من أمثال، المصممتين السعوديتين نورة آل الشيخ قرمز، ونورة سليمان، ومصمم المجوهرات السعودي شارمالينا إلى جانب كوكبة من المصممين اللامعين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أمثال هيبة جابر والمصمم الإيطالي صامويل تشيبرياني وغيرهم الكثير.