تعتبر الأميرة هيفاء بنت فيصل إحدى أشهر الأميرات السعوديات وتحظى بمكانة مرموقة على الساحتين السعودية والخليجية، ينظر إليها الجميع بعين الإجلال والإكبار لما لها من باع طويل في العمل الخيري وخدمة الفئات المستضعفة في المجتمع السعودي، وهي خصلة ورثتها عن والدها الملك فيصل، الذي كان يعتبر مضرب المثل في الكرم والشهامة والنخوة العربية الأصيلة.
أبصرت الأميرة هيفاء النور في منزل والديها الملكي في العام 1950، وهي ابنة منزل استثنائي جمع المجد والأصالة من أطرافه، فوالدها الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، ووالدتها الملكة عفت الثنيان ذائعة الصيت والتي بني تخليداً لذكراها وأيديها البيضاء جامعة حملت اسمها.
اقرأ أيضاً: جامعة عفت مصنع للابتكار والخروج عن المألوف
ولها من الإخوة الأشقاء ثلاثة أمراء هم محمد بن فيصل، وسعود بن فيصل، وتركي بن فيصل، ومن الشقيقات فنصيبها اثنتان هما لولوة بنت فيصل وسارة بنت فيصل، أمّا بقية إخوتها فهم الأمير محمد والأمير عبد الرحمن والأمير بندر، والأميرة لطيفة.
وعلى الرغم من أنّ الأميرة هيفاء الفيصل عاشت حياة ملكية إلا أنها لم تتزوج زواجاً مرتباً كما درجت العادة في الأوساط الملكية، وزوج الأميرة هيفاء هو بندر بن سلطان، والذي جمعت جدته ووالدة هيفاء الملكة عفت علاقة صداقة متينة.
وكانت الملكة الأم تعرف بندر وتحبه كثيراً، وقالت هيفاء لم يكن زواجنا مرتباً لكنني عرفت أنني سأتزوجه عندما رأيته للمرة الأولى، وهو ما حدث بعد لقائنا الأول بأربعة أعوام، وقد أثمر هذا الزواج عن ثمانية أطفال أربعة بنات وأربعة بنين.
اقرأ أيضاً: الأميرة هيفاء بنت محمد آل سعود.. شخصية ريادية بأدوار متعددة
وفي ذات السياق انتشر مؤخراً مقطع فيديو يظهر الأميرة هيفاء في واحدٍ من مطاعم المملكة، وهي تلقي التحية على الحضور، ومن ثم بدأت المتواجدون بالتهافت عليها لأداء التحية، فما كان منها إلا أن تعاملت معهم بمنتهى الرقي والاحترام.
وحصد مقطع الفيديو المنتشر إشادات المتابعين لما أظهرته الأميرة من تواضع، وظهرت الأميرة وهي تضع يدها على سيدات وتقبلهن أثناء تواجدها في المطعم وترد السلام وتسأل عن أحوالهن بمنتهى المحبة، ما دفع من حضر المقطع إلى الدعاء للأميرة بالصحة وطولة العمر.
وتنشط الأميرة السعودية في توطيد علاقاتها مع الجمعيات المعنية بمحاربة مرض السرطان، والتقت مؤخرا برئيس مجلس إدارة التحالف السعودي لجمعيات السرطان وأعضاء التحالف في مقر نادي الجبلين في حائل، وجالت على منشآت النادي، واطلعت على انجازاته التي تم جمعها في فيديو تعريفي.
وهي بهذه الزيارات تحافظ على إرث والدها الذي كان قد مر بالنادي الذي أطلق عليه النادي الملكي في أعقاب هذه الزيارة، وحظي النادي وجمهوره بشرف رياضي بزيارة الملك له في ذلك الوقت.
اقرأ أيضاً: من هي الأميرة هيفاء بنت عبد العزيز آل مقرن؟
من جانب آخر تنهض الأميرة هيفاء بعدد من المهام الخيرية من الناحية العملية فهي رئيس جمعية زهرة لسرطان الثدي، والتي تأسست في العام 2007، على يد الدكتورة سعاد آل عبد الله، بناءاً على وصية والدتها التي عانت مع المرض، وتهدف الجمعية في جوهرها إلى توعية النساء بضرورة الكشف المبكر عن سرطان الثدي.
وتعمل الجمعية على نشر ثقافة الفحص الدوري، للكشف المبكر عن المرض بغرض التعافي، واستطاع القائمون على الجمعية مراكمة سنوات من الخبرة الطويلة، واستطاعوا من خلال الجهود الحثيثة تقليل أعداد المصابين المحتملين ورفع مستوى الوعي بالمرض.
ومن الخدمات التي تقدمها الجمعية خصومات على العلاجات الكيميائية للمستفيدات من الجمعية وهو برنامج انطلق في العام 2017 ويحمل عنوان أنا زهرة، كذلك تقدم الجمعية خدمة الدعم النفسي والتي تحمل عنوان معاً نجتاز، وهناك برنامج مجموعة بلوسوم المخصص لرفع جودة حياة مستفيدات الجمعية المتعافيات من المرض.
إلى جانب برامج أخرى تحمل عناوين تمكين المتعافيات، وتقدم الاستشارات الثانوية، إلى جانب العناية بالجانب التجميلي لمنسوبات الجمعية من خلال برنامج أنت جميلة الخاص بالعناية بالجمال، إلى جانب مجموعة واسعة من البرامج التي تعنى بتقديم الدعم النفسي والمعنوي للمريضات والمتعافيات على حد سواء.
واعتادت الأميرة هيفاء الفيصل من خلال رئاستها للجمعية، أن تلعب دور الأم الراعية للمريضات المستفيدات من الخدمات المعروضة، عبر ممارسة مهام الإشراف والتأكد من جودة تقديم الخدمات، إلى جانب السعي الدائم للتشبيك مع الجهات المرتبطة لرفع سوية الخدمات المقدمة بما ينعكس إيجاباً على صحة المريضات المتعافيات.