استطاع الأمير عبد الله بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود أن يدخل عالم الاستثمار الرياضي من بابه العريض، فمع امتلاكه لنادي “شيفيلد يونايتد” (Sheffield United) والملعب الخاص بالنادي والمرافق الأكاديمية الأخرى، انتقل المالك السعودي نحو مرحلة جديدة في سوق الأندية الرياضية الإنكليزية، استطاع من خلالها الانتقال بالنادي إلى مرحلة جديدة من التطوير والنجاح.
ولكن مع دخول الأمير دائرة الضوء في العام 2020 تساءل الجميع عن بداياته وكيف استطاع جمع ثروة، خمن البعض بلوغها حدود 18 مليار دولار أمريكي، لكن الأمير ظهر على وسائل إعلام بريطانية وأوضح أن ثروته تقتصر على بضع مئات من الملايين.
منذ العام 2013 أصبح الأمير عبد الله أحد المساهمين في “برامال لين” (Bramall Lane) ملعب كرة القدم والموطن الرئيس لنادي شيفيلد يونايتد.
وبدأت قصة الأمير السعودي مع النادي الانكليزي في سبتمبر 2013 عندما استحوذ على (50%) من نادي شيفيلد يونايتد، ليكون شريكاً إلى جانب “كيفن ماكابي” (Kevin McCabe)، وكان تصنيف النادي في ذلك الوقت بالدرجة الثالثة في الدوري الإنكليزي.
لكن الأمر استغرق ستة أعوام من المفاوضات مع شريكه الانكليزي ماكابي حتى يتمكن في النهاية من الاستحواذ بالكامل على النادي، وذلك بعد أن ربح دعوة قانونية في المحكمة العليا بالمملكة المتحدة، اشترى بعدها الأسهم المتبقية من النادي بقيمة مالية بلغت 5 ملايين جنيه إسترليني.
وبعد هذه الخطوة التاريخية في مسيرة العاشق للأندية الكروية، تمكن نادي “بليدز” (The Blades) وهو الاسم المختصر لـشيفيلد يونايتد، من بلوغ الدوري الممتاز مرتين بعد وصول الأمير عبد الله بن مساعد إلى ملكية النادي بالكامل، وأصبح النادي منذ ذلك الوقت يلعب في دوري الدرجة الأولى، وحققوا إنجازات كبرى للنادي الحديث منها الفوز بالمركز التاسع في الدوري الممتاز لموسم 2020.
إقرأ أيضاً: ما سبب اختيار الاتحاد السعودي للملاكمة لنادي BOX12 وتوقيع مذكرة تفاهم معه؟
لكن شيفيلد يونايتد ليس النادي الوحيد الذي تعود ملكيته للأمير السعودي فهناك أندية أخرى مثل، نادي “كيه بيرشوت” (K. Beerschot) البلجيكي، ونادي “الهلال يونايتد” (Al Hilal United) في دبي، و “كيرالا يونايتد” (Kerala United) في الهند، وتدل استثمارات الأمير عبد الله بن مساعد في الأندية الكروية على عمق شغفه بكرة القدم.
وللمتسائلين عن مصدر ثروة الأمير فهي لم تأتي من قطاع النفط كما يمكن للكثيرين أن يعتقدوا، بل جاءت من صناعة الورق، فقد أسس الشركة في العام 1989، وشغل منصب رئيس مجلس إدارتها في الفترة ما بين 1991 و2014، ومارست الشركة نشاطها في إطار المجموعة السعودية للورق (SPG)، لتكون واحدة من أكبر شركات التصنيع في الشرق الأوسط، بعد أن بدأت بتصنيع رولات المناديل الكبيرة.
وأشارت أرقام المبيعات في العام 2022 إلى 300 مليون جنيه إسترليني خلال الربع الثاني وحده، الأمر الذي يدل على مدى نجاح الأمير في هذه الصناعة.
وذكرت مصادر إعلامية بريطانية إنّ ثروة الأمير الشخصية تقدّر بحوالي 18 مليار دولار، لكن الأمير قلل من أهمية الشائعات مؤكداً أنّ ثروته لاتتجاوز مئات الملايين من الدولارات، قائلاً بأنه من خلال هذه الشائعات يقع ضحية الصورة النمطية للملياردير السعودي، وفي معرض الرد، قال الأمير عبد الله بن مساعد إنّه لو كان يمتلك بالفعل مثل هذا المبلغ لكان اشترى ناديي “سان فرانسيسكو وأرسنال” ( the 49ers and Arsenal).
لكن المصادر الإعلامية البريطانية تبقى تلاحق الأمير بسلسلة من الشائعات أو الكشف عن معلومات تخص الأمير، وآخر ما تمّ نشره هو أنّ قيمة ثروته تبلغ 198 مليون جنيه إسترليني، وأنّ الأمير سيتنازل بعد مرور 10 أعوام على استحواذه على النادي البريطاني يونايتد شيفليد، ليترك المجال أمام مالك جديد وهو مالم يؤكده الأمير السعودي بعد، إن كان بالنفي أم الإيجاب.
ومن الجدير بالذكر أنّ الأمير لعب دوراً هاماً في الاستثمار الرياضي في المملكة، من خلال ترؤسه فريق العمل المتخصص بالتخطيط وتنمية الموارد المالية، والنظر في خصخصة القطاع الرياضي، كما أنه مؤلف لكتاب ألف ميل في خطوة واحدة، والذي تم طبعه ونشره في العام 2001.
ومن الناحية العلمية، فالأمير عبد الله بن مساعد، حاصل على درجة الماجستير في الهندسة الصناعية منذ العام 1993، من جامعة الملك سعود، كما أنه مجاز بالهندسة الصناعية من الجامعة ذاتها في العام 1987، وكان قد عمل في التدريس كمعيد خلال الفترة ما بين التخرج في العام 1987 والعامين اللاحقين حتى العام 1989، وهو العام الذي افتتح فيه شركته لتصنيع الورق.