أكدت وزارة الخارجية السعودية أن الاعتداءات التي نفذتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي عبر الاستيلاء على المنطقة العازلة في هضبة الجولان، فضلاً عن استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلية للأراضي السورية، يؤكدان استمرار إسرائيل في انتهاك قواعد القانون الدولي، وعزمها تخريب فرص استعادة سوريا لأمنها واستقرارها ووحدة أراضيها.
وشددت السعودية على ضرورة إدانة المجتمع الدولي للانتهاكات الإسرائيلية، والتأكيد على احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وأن الجولان أرض عربية سورية محتلة.
في السياق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء، بأنه وثّق أكثر من 300 غارة إسرائيلية على الأراضي السورية منذ سقوط بشار الأسد الأحد، في وقت تحدثت فيه مصادر أمنية عن توغل القوات الإسرائيلية حتى 25 كيلومتراً جنوب غربي دمشق.
وأوضح المرصد أنه تمكن من توثيق نحو 322 غارة نفذتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على الأراضي السورية، منذ إعلان سقوط الأسد صباح الأحد، فيما أفاد صحافيون من وكالة الصحافة الفرنسية في العاصمة بأنهم سمعوا دوي انفجارات في وقت مبكر الثلاثاء.
وذكر المرصد في وقت سابق أن الغارات الإسرائيلية في مختلف أنحاء سوريا، دمرت أهم المواقع العسكرية في هذا البلد، بما في ذلك مطارات ومستودعات وأسراب طائرات ورادارات ومحطات إشارة عسكرية ومستودعات أسلحة وذخيرة ومراكز أبحاث علمية وأنظمة دفاعات جوية، فضلاً عن منشأة دفاع جوي وسفن حربية في ميناء اللاذقية في شمال غربي البلاد.
وأكد مصدران أمنيان سوريان أن إسرائيل قصفت قواعد جوية رئيسة في سوريا، ودمرت عشرات الطائرات الهليكوبتر والطائرات الحربية في أكبر موجة من الضربات على القواعد الجوية، بحسب وكالة “رويترز”
كما شنت إسرائيل عدة ضربات على مركز البحوث العلمية على مشارف دمشق ومركز للحرب الإلكترونية بالقرب من منطقة السيدة زينب بالعاصمة.
إلى ذلك، قال مصدران أمنيان إقليميان ومصدر أمني سوري، الثلاثاء، إن توغلاً عسكرياً إسرائيلياً في جنوب سوريا وصل إلى نحو 25 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من العاصمة دمشق.
وأوضح المصدر الأمني السوري أن القوات الإسرائيلية وصلت إلى منطقة قطنا التي تقع على مسافة عشرة كيلومترات داخل الأراضي السورية إلى الشرق من منطقة منزوعة السلاح تفصل هضبة الجولان المحتلة عن سوريا.
اقرأ أيضاً: بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله.. أي دور ينتظر السعودية في لبنان؟
سقوط نظام الأسد
يشار إلى أنه وبعد سقوط نظام بشار الأسد، جددت المملكة العربية السعودية الالتزام بدعم سوريا وشعبها، ووضع مصلحة السوريين في صدارة الأولويات، مستندة إلى رؤية شاملة تراعي حماية سيادة البلاد، وتوحيد شعبها، وصون مقدراتها من العبث والفوضى.
وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية السعودية، أكدت المملكة دعمها لكل ما يسهم في تحقيق أمن سوريا واستقرارها، بما يحافظ على سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها، و أوضحت أن السعودية تقف إلى جانب الشعب السوري و خياراته في هذه المرحلة التاريخية، داعية إلى تضافر الجهود للحفاظ على وحدة سوريا وتماسك شعبها، وحمايتها من الفوضى والانقسام.
كما حثت المملكة المجتمع الدولي على “دعم الشعب السوري الشقيق، والتعاون معه في كل ما يحقق تطلعاته ويخدم مصالحه، مع الامتناع عن التدخل في شؤونه الداخلية، ومساعدته على تجاوز المحن التي عانى منها طيلة السنوات الماضية، والتي خلفت مئات الآلاف من الضحايا وملايين المهجرين، وأتاحت المجال للميليشيات الأجنبية لفرض أجندات خارجية”.
وصباح الأحد الفائت، أعلنت المعارضة السورية، إسقاط النظام الحاكم، ودعت إلى ضبط النفس وحماية المؤسسات العامة، وأكدت على ضرورة الحفاظ على المنشآت العامة تحت إدارة الحكومة المؤقتة حتى استكمال إجراءات التسليم.
اقرأ أيضاً: رحيل الأسد يطلق العنان لأفراح السوريين في الرياض