اختتم برنامج إدارة محاصيل البيوت المحمية فعالياته التي استمرت على مدى أربعة أسابيع، والذي نظمه المركز الوطني لأبحاث وتطوير الزراعة المستدامة “استدامة” وشركة نيوم للغذاء” توبيان” وشركة دلتا الهولندية للبيوت المحمية، وهدف لتطوير خبرات المزارعين والكوادر الوطنية وتبني أفضل الممارسات الزراعية المستدامة في مجال البيوت المحمية في السعودية ، وعلى هامش البرنامج وقّع المركز وشركة توبيان اتفاقية استراتيجية للارتقاء بمهارات إدارة وتشغيل البيوت المحمية، وتطبيق البرامج التدريبية المتعلقة بذلك.
وشمل البرنامج تطبيقات عملية وزيارات ميدانية لعدد من البيوت المحمية، إضافة إلى ورش تدريبية وجلسات حوارية شارك فيها أكثر من 75 شخصاً من المزارعين والخبراء والمتخصصين في القطاع الزراعي والمستثمرين والشركات الزراعية، إذ تناولت هذه الجلسات تنمية سلسلة القيمة الزراعية، وزيادة إنتاجية البيوت المحمية، والمكافحة المتكاملة للآفات، والزراعة العمودية، وتحليل البيانات الزراعية، وتعزيز النظم الزراعية المستدامة، وتوطين التقنيات الزراعية الحديثة.
كما شارك في برنامج إدارة محاصيل البيوت المحمية الطلاب والمتدربين وحديثي التخرج الذين سعوا لتطوير مهاراتهم وخبراتهم، وتبني الممارسات الزراعية الحديثة في إدارة البيوت المحمية، بما يسهم في بناء مستقبل زراعي أكثر استدامة.
اقرأ أيضاً: السعودية: خدمات متميزة تقدمها الشركة الوطنية للخدمات الزراعية
ويبلغ إجمالي مساحة البيوت المحمية في المملكة العربية السعودية 3300 هكتار، إذ تمثل محاصيل الطماطم والخيار والفلفل الحلو أكثر من 95% من مساحة الزراعة المحمية في المملكة، ويسعى المركز الوطني لأبحاث وتطوير الزراعة المستدامة لزيادة إنتاجية البيوت المحمية، من خلال تحسين الممارسات الزراعية والالتزام بأعلى معايير السلامة لجهة إنتاج المحاصيل، والتحكم في نموها وجودة بيئتها أثناء فترة الزراعة والحصاد.
كما يعمل المركز في إطار برنامج إدارة محاصيل البيوت المحمية على تعديل تصاميم وهياكل البيوت المحمية لتحسين الإنتاجية، واستخدام المواد التي من شأنها استغلال الظروف المناخية خارج البيوت المحمية بالشكل الأمثل، وتعزيز أنظمة التبريد لتقليل كميات المياه المستخدمة، وتثبيت معدل غاز أكسيد الكربون ومصادر الضوء الاصطناعي داخل البيوت لضمان استمرارية الإنتاج طيلة السنة.
ولا تزال أكثر البيوت المحمية في المملكة تستخدم نظام الزراعة في التربة، في الوقت الذي نجحت فيه تقنية الزراعة بدون تربة عالمياً في إيجاد حلول للمشاكل المتعلقة بزراعة النبات في التربة العادية، مثل الأمراض التي تنقلها التربة والملوحة، وانطلاقاً من ذلك أطلق المركز برنامج الزراعة بدون تربة، والذي يتضمن إجراء أبحاث ودراسات مكثفة وأنشطة تطبيقية من أجل تطوير أنظمة زراعة بدون تربة تتميز بالتحكم في كميات المياه المستخدمة وآليات الإمداد بالمياه وإدارة التسميد تبعا لحجم وتصميم الوحدات الزراعية وأنواع الوسائط المستخدمة.
شركة توبيان، التي شاركت في برنامج إدارة محاصيل البيوت المحمية، هي مؤسسة أغذية تابعة لنيوم، تهدف لتحصين الأنظمة الغذائية للدول المتأثرة بتغير المناخ، وتوظيف العلم والتكنولوجيا في تحقيق نظام غذائي مستدام، وإقامة الشراكات التي من شأنها إحداث تغييرات إيجابية في هذ المجال.
وتشمل مجالات عمل الشركة: الزراعة القادرة على استغلال كل قطرة ماء بأقصى حد ممكن، وإنتاج المأكولات البحرية عالية القيمة مع حماية البيئة البحرية، وتطوير مصادر جديدة ومستدامة للغذاء لتلبية رغبات المستهلكين، وتوفير خدمات شمولية ورائدة عالمياً لتلبية الاحتياجات الخاصة لكل فرد، وإعادة تصميم سلاسل الإمداد الغذائية لتواكب مع معايير المستقبل.
اقرأ أيضاً: السعودية: ماذا تعرف عن شركة نيوم للغذاء؟
نيوم وفي سعيها لتطوير مستقبل وقطاع الغذاء، أطلقت مركزها الخاص بابتكار الغذاء والماء، ومركز ابتكار الاستزراع المائي، واتحاد الزراعة والاستزراع المائي، وبرنامج مسرعة تقنيات الغذاء الذي يعتبر البرنامج الأول من نوعه في الخليج، ويمنح الشركات الناشئة فرصة الانخراط في منظومة نشطة من الشركات والمستثمرين والباحثين، ويدهم جهود نيوم لتغيير مفهوم الزراعة المقاوِمة لتقلبات المناخ والاستزراع المائي المستدام والتغذية المخصصة، عبر استخدام التقنيات المتطورة وأساليب الرعاية العالمية.
وبحسب الهيئة العامة للإحصاء بلغ إجمالي عدد البيوت المحمية بالمملكة (73,542) بيتاً محمياً، فيما بلغ عدد الفرص الاستثمارية المطروحة في هذا المجال منذ بداية 2021 وحتى نهاية 2022 ما يقارب27 مشروعاً، وتتراوح نسب الأرباح المتوقعة للشركات المستثمرة في البيوت المحمية من 15% حتى 60%.
يذكر أنه تم استخدام زراعة البيوت المحمية بالمملكة منذ ما يزيد على 30 عاماً، وتطورت مع مرور الوقت حتى وصلت لمرحلة استخدام أساليب الري الحديثة والبذور المحسنة، والأسمدة الكيماوية المركبة والذائبة، وإدخال الأعداء الحيوية للسيطرة على الآفات، وتعديل المناخل الداخلي للبيوت المحمية.