تطبيقاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد السعودي، تم نقل التؤام الملتصق السيامي سيلين وإيلين من مطار الملك خالد الدولي في الرياض إلى مستشفى الملك عبد الله التخصصي للأطفال في مدينة الملك عبد العزيز الطبية بوزارة الحرس الوطني لدراسة حالة التؤام وإجراء عملية الفصل بينهما.
وكان قد تقدم والدي التؤام الملتصق السيامي “الملتصق” إيلين وسيلين عبد المنعم الشلبي ذو الأصول السورية بطلب في لبنان، طامعين بكرم المملكة العربية السعودية وإنسانيتها لفصل التؤام الملتصق عن بعضهما، وليعيشا حياة طبيعية كباقي البشر، بعد أن تفوقت المملكة في هذا المجال، ليأتي الرد بالموافقة ونقل التؤام الملتصق مع ذويهم إلى المملكة بطائرة إخلاء طبية تابعة لوزارة الدفاع.
وكان قدر رفع المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية رئيس الفريق الجراحي متعدد التخصصات الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة أسمى آيات الشكر والامتنان للملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان على هذه الخطوة الإنسانية غير المستغربة من قبل السعودية، فبعد العطاءات الكبيرة في المجالين الإنساني والطبي التي تقدمها المملكة للمتضررين والمحتاجين حول العالم، جعلت من المملكة رمزاً إنسانياً تشهد له الأمم والدول من حول العالم.
كما تقدم ذوي التؤام الملتصق بالشكر للسعودية حكومة وشعباً على الاستجابة السريعة الخاصة بطفلتيهم، مؤكدين على وضع ثقتهم بالله أولاً ثم بالفريق الطبي المسؤول عن حالة ابنتيهم، كما تحدثا عن الحفاوة والكرم التي استقبلهم بها السعوديين فور وصولهم إلى الرياض.
وللمملكة العربية السعودية باع طويل في عمليات فصل التؤام الملتصقة، فمنذ ثلاثة عقود وهي تقوم بهذه العمليات، إذ وصل عدد التوائم الذين تم فصلهم عن بعضهم 60 تؤام، فيما تستغرق هذه العمليات الدقيقة أكثر من 720 ساعة، وقد شملت عمليات فصل التوائم 21 دولة، ما ساهم في تحسين حياة الأطفال وأسرهم، وجعل المملكة رائدة في هذا المجال الطبي الإنساني.
وكانت قد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 24 نوڤمبر من كل عام يوم التؤام الملتصق السيامي، وجاء هذا القرار الأممي بمبادرة من السعودية مع مجموعة النواة للمشروع البحرين، والمغرب وقطر، واليمن؛ لرفع مستوى الوعي حول هذه الحالات الإنسانية، واحتفاءً بالقدرات الطبية السعودية في هذا المجال.
وكان قد طالب المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة، في كلمة أمام الجمعية العامة، برفع الوعي حول حالات التوائم الملتصقة في مراحل حياتهم المختلفة، وتطبيق المجتمع الدولي لأهدافه بضمان الصحة والرفاهية للجميع.
وتزامن اختيار يوم 24 نوفمبر مع أول عملية جراحية ناجحة لفصل التوائم الملتصقة عرفها العالم، وذلك عام 1689، واستغرق تنفيذها نحو 10 أيام متواصلة، قبل أن يحدث “البرنامج السعودي لفصل التوائم الملتصقة” تطوّراً في المجال منذ ما يزيد على 3 عقود، لتصبح هذه العملية المعقدة تستغرق من 9 إلى 18 ساعة فقط.
اقرأ أيضاً: أهم تصريحات الشرع الجديدة عن السعودية والعلاقات معها
ونوّه المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الدكتور عبد الله الربيعة، بتوجيهات القيادة السعودية باستقبال حالات التوائم من جميع دول العالم، وتلبية نداءات أهالي التوائم، بغض النظر عن العرق أو الانتماء للتخفيف من معاناتهم التي يمرون بها، حتى أضحت السعودية موئلاً لهم.
وكان قد حقق البرنامج السعودي لفصل التوائم الملتصقة إشادة دولية، ونجاحات كبرى منذ انطلاقه عام 1990، إذ أجرى البرنامج خلال 33 عاماً 61 عملية لفصل التوائم الملتصقة في السعودية والتقييم الطبي 1 139 حالة من 26 دولة حول العالم.
كما أن السعودية عبر برنامجها لفصل التوائم الملتصقة تعد الدولة الوحيدة على مستوى العالم تتكفل بكافة نفقات عملية الفصل والعلاج والتأهيل لما بعد العملية، إلى جانب استضافة والدي التوائم القادمين من الخارج ليكونوا بالقرب من أبنائهم، والاطمئنان عليهم طوال فترة الرعاية الطبية.
ويستمر البرنامج في إضافة كوادر طبية ووطنية في كل عملية جديدة، حيث يملك فريقاً أول وثانياً، وصفاً ثالثاً، علاوةً على تقديم نخبة من الأطباء السعوديين محاضرات علمية، ونشر بحوث متعلقة بفصل التوائم في عدد من الدول.
والجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية احتلت المركز الثالث عالمياً والأولى عربياً في تقديم المساعدات الإنسانية، إذ جاءت هذه التصنيفات بعد عطاءات كبيرة وكرم كبير فاضت به السعودية على الكثير من الدول العربية والعالمية التي تعاني حروب ومجاعات وسوء بالأحوال الاقتصادية.
اقرأ أيضاً: بأكثر من 60 عملية.. السعودية رائدة في عمليات فصل التوائم السيامية