أعلنت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن) دخول التجمع الغذائي في جدة موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأكبر تجمع غذائي من حيث المساحة، إذ تجاوزت مساحته الإجمالية 11 مليون متر مربع.
ويضم التجمع 124 مصنعاً منتجاً بحجم استثمارات يصل إلى 4,4 مليارات ريال، وصافي إنتاج يصل إلى 4 ملايين طن في 10 أنشطة صناعية، يعمل بها أكثر من 7 آلاف عامل وعاملة، كما يضم 76 مصنعاً جاهزاً متوافقاً مع اشتراطات هيئة الغذاء والدواء، ومختبراً مركزياً لضمان جودة وسلامة الغذاء، ومستودعات مشتركة للتخزين البارد والجاف تمتد على مساحة 134 ألف متر مربع.
ويسعى التجمع لترسيخ مكانة المملكة العربية كمركز إقليمي جاذب للاستثمارات المحلية والأجنبية في مجال الصناعات الغذائية، ويستهدف بحلول عام 2035 استقطاب استثمارات محلية وأجنبية تصل إلى 20 مليار ريال، وإحداث 43 ألف فرصة وظيفية في 10 أنشطة صناعية، ودعم الصادرات الوطنية ب 8 مليارات ريال، وتعزيز الناتج المحلي بـ7 مليارات ريال، ومن المتوقع أن يسهم التجمع في خفض التكاليف التشغيلية بنسبة تتراوح بين 5 – 12%.
التجمع الغذائي في جدة الذي تم إطلاقه كإحدى مبادرات الإستراتيجية الوطنية للصناعة وبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، يقع في المدينتين الصناعيتين الثانية والثالثة بجدة، ويضم 10 جهات خاصة و5 جهات حكومية تعمل على تهيئة نظام بيئي متكامل لتنمية الترابط في سلاسل الإمدا الغذائيد، وتعزيز الأمن الغذائي الوطني وتحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الرئيسية.
وعلى هامش تدشين المجمع تم توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية و5 جهات، تهدف لإنشاء برامج تدريبية متخصصة لتطوير مهارات العاملين في قطاع الصناعات الغذائية، وتعزيز وعي المستثمرين في التجمع الغذائي بجدة، وتقديم الاختبارات اللازمة لضمان سلامة الغذاء، فضلاً عن تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية للعمل بقطاعي الصناعة والتعدين.
اقرأ أيضاً: السعودية تكثف استثماراتها في مجال الصناعات الغذائية ما الأسباب؟
الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن) أكدت أن تدشين التجمع الغذائي في جدة في مطقة مكة المكرمة يأتي انسجاماً مع سعي رؤية المملكة 2030 لتعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتطوير سلاسل القيمة الغذائية ونموها، ودعم وتمكين قطاعات إستراتيجية متعددة.
كما أكد وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريّف أن التجمع سيعمل على ربط المصنعين والموردين ومقدمي الخدمات والموزعين، واكتشاف الفرص الاستثمارية الرائدة، وتعزيز منظومة ريادة الأعمال الصناعية والمنشآت الصغيرة والمتوسطة واحتضان مشروعاتها.
وتضم منطقة مكة المكرمة 6 مدن صناعية بمساحة إجمالية تتجاوز 50 مليون متر مربع، وهي الأولى والثانية والثالثة بجدة، والأولى والثانية بمكة المكرمة والمدينة الصناعية بالطائف وواحة مدن في جدة، والتي تضم جميعها ما يزيد على ألفي منشأة صناعية تعمل في عدد من الأنشطة أبرزها الصناعات الغذائية والدوائية والصناعات المعدنية والصناعات الكيمياوية.
برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية الذي جاء التجمع الغذائي في جدة كإحدى مبارداته، هو برنامج تنموي أطلقته المملكة العربية السعودية عام 2019 لتطوير قطاعاتها المحلية وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتنويع الاقتصاد الوطني، وخلق فرص عمل متنوعة، وتأمين مستقبل مستدام للأجيال القادمة، فضلاً عن تحويل المملكة إلى لاعب رئيسي على مستوى العالم في قطاعات الطاقة والتعدين والصناعة والخدمات اللوجستية.
ورغم أن المملكة مزود النفط الأول للعالم، إلا أنها تسىعى بشكل مستمر للاستثمار في الطاقة المتجددة واستخراج كنوزها من المعادن التي تقدر قيمتها بـ9.4 تريليونات ريال سعودي، ومن هنا جاء دور برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية في تطوير التشريعات واللوائح اللازمة للارتقاء بالمملكة لتكون دولة رائدة عالمياً في مجال التعدين.
أما الإستراتيجية الوطنية للصناعة التي أطلقتها الممكلة عام 2022، تهدف إلى تحقيق اقتصاد صناعي جاذب للاستثمار يسهم في تحقيق التنوع الاقتصادي، وتنمية الناتج المحلي والصادرات غير النفطية، وصولاً حتى تصبح السعودية قوة صناعية رائدة تسهم في تأمين سلاسل الإمداد العالمية، وتصدير المنتجات عالية التقنية إلى العالم.
يذكر أن المملكة العربية السعودية تضم أكثر من 1500 مصنع للأغذية بحجم استثمارات يتجاوز 88 مليار ريال، حيث بلغت صادرات السعودية من الأغذية العام الماضي 20 مليار ريال، في حين قدم صندوق التنمية الصناعية السعودي قروضاً للمصانع الغذائية بقيمة 700 مليون ريال، كما قدم بنك التصدير والاستيراد السعودي أكثر من 3 مليارات لدعم صادرات الأغذية خلال العام نفسه.
اقرأ أيضاً: تعرّف على الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية ودورها في توطين الصناعات الغذائية