يواصل مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث تحقيق إنجازات متتالية في القطاع الطبي عبر استخدام أحداث الآليات ووسائل التقنية التي تعزز من رحلة العلاج، وبالفعل نجح مستشفى الملك فيصل التخصصي في إجراء أول عملية زراعة كبد روبوتية بالكامل من متبرع حي باستخدام الفص الأيسر، وذلك لمريض سعودي في العقد السادس من العمر عانى من الكبد الدهني غير الكحولي (NASH) وسرطان الخلايا الكبدية (HCC).
ما زاد هذا الإنجاز فخرا للمملكة أنه تم إنقاذ مريضتين في العقد الثالث وأخرى في الخامس من العمر بفضل هذه التقنية المستحدثة، إذ عانت إحداهما من التهاب الكبد المناعي الذاتي، والأخرى من تليف المرارة الأولى، ليعيد هذا الإنجاز الأمل أمام أكبر عدد من المرضى الذين وقفت أمامهم عملية زراعة الكبد من أجل استكمال رحلة علاجهم.
وأظهر الإجراء الطبي المبتكر، الذي نفذ بقيادة الرئيس التنفيذي لمركز التميز لزراعة الأعضاء البروفسور ديتر برورينج ، تحسناً كبيرا في تدفق الدم وتقليل الإجهاد على كل من المريضتين والمتبرعين بفضل الدقة العالية للنظام الروبوتي، التي مكنت الفريق الطبي من تحقيق رؤية جراحية أكثر وضوحاً، وسجلت الحالتان فقدانا طفيفا للدم، بالإضافة إلى إقامة قصيرة في وحدة العناية المركزة استمرت ما بين يومين وأربعة أيام، ما يسلط الضوء على أهمية الإنجاز الطبي في تحسين إجراءات ونتائج زراعة الأعضاء، مما يفتح آفاقاً جديدة لعلاج المرضى بشكل أكثر أماناً وكفاءة.
وأوضح قائد الفريق الطبي المنفذ للعملية والمدير التنفيذي لمركز التميز لزراعة الأعضاء البروفسور ديتر برورينج، أن هذا الإنجاز النوعي يؤكد التزام ” مستشفى الملك فيصل التخصصي” بالابتكار الطبي وتعزيز جودة خدمات الرعاية الصحية المقدمة للمرضى في جميع أنحاء العالم”: مشيراً إلى أن النجاح المتحقق لعمليات زراعة الكبد الروبوتية بالكامل يمثل نقلة محورية في تاريخ زراعة الأعضاء، تؤكد مكانة مستشفى الملك فيصل التخصصي” كمركز رائد عالميا في هذا المجال، وتفرد ” مستشفى الملك فيصل التخصصي عالميا بتنفيذه عملية زراعة كبد كاملة الروبوت في مرحلتي الاستئصال والزراعة؛ وذلك بعد أن كان يعتمد نهجاً يجمع بين الجراحتين التقليدية والروبوتية في تنفيذ عملية الزراعة، ويعتمد كليا منذ العام 2018 على الجراحة الروبوتية في استئصال الكبد جزئيا من المتبرعين الأحياء.
وكانت عمليات زراعة الكبد باستخدام الروبوت تقتصر على استخدام الفص الأيمن فقط، حيث كانت القيود التشريحية والموانع الطبية تحول دون إمكانية استخدام الفص الأيسر، إلا أن هذا الإجراء الطبي المبتكر المتمثل في استخدام الروبوت الزراعة الفص الأيسر، يمهد الطريق لعلاج حالات معقدة كانت مستبعدة سابقاً من الزراعة.
وتتميز زراعة الكبد الروبوتية بالكامل عن غيرها، بإحداث شقوق أصغر في جسم المريض، وتقليل مدة الشفاء، كما تقلل احتمالية حدوث المضاعفات وذلك على خلاف زراعة الكبد التقليدية أو النهج الهجين الذي يتضمن إحداث شق في جسد المريض يصل طوله إلى 15 سم مما يؤدي إلى حدوث مضاعفات قد تصيب 50% من الحالات، وتستوجب مدة إقامة أطول في المستشفى. ويمثل هذا المنجز تحولاً في الخدمات التي يقدمها “التخصصي” للمتخصصين في زراعة الأعضاء؛ إذ يُعد المستشفى مركزاً تدريبيا متخصصا في جراحة زراعة الأعضاء الروبوتية، يتعاون من خلاله مع المؤسسات الطبية الأخرى؛ لتبادل المعرفة وتعزيز الفهم العالمي الإجراءات زراعة الأعضاء طفيفة التوغل.
كما يأتي هذا الإنجاز، في إطار مساعي “التخصصي” الدائمة لتسخير جميع الإمكانات، وجلب أحدث التقنيات لتحسين النتائج، وكفاءة التشغيل، ليكون الخيار الأمثل لكل مريض في مجال تقديم الرعاية الصحية التخصصية، ولإتاحة خدماته لشريحة أوسع من المستفيدين، والجدير بالذكر أن مستشفى الملك فيصل التخصصي قام بزراعة أول كبد روبوتية بالعالم بالكامل عام 2023، وتبعه 31 عملية زراعة لكبد باستخدام الفص الأيمن.
ولم يقف مستشفى الملك فيصل التخصصي عند هذا الحد، ففي عام 2024 عاد مجدداً ليحتل صدارة الأخبار بإجراء أول عملية زرع قلب روبوتية بالكامل في العالم، مؤكداً بذلك ريادته المستمرة في تقديم حلول طبية مبتكرة تتماشى مع أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا الطبية الحديثة.
يُذكر أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث صنف الأول في الشرق الأوسط وإفريقيا والـ 20 عالميا، للسنة الثانية على التوالي، ضمن قائمة أفضل 250 مؤسسة رعاية صحية أكاديمية حول العالم والعلامة التجارية الصحية الأعلى قيمة في المملكة والشرق الأوسط، وذلك بحسب براند فاینانس (Finance Brand) لعام 2024، كما أدرج ضمن قائمة أفضل المستشفيات الذكية في العالم لعام 2025 من قبل مجلة نيوزويك (Newsweek).
اقرأ أيضاً:القلب النابض إنجاز طبي على مستوى منطقة جازان