بينما يتشارك السوريون في المملكة وخارجها لحظات الفرح والامتنان، تتجدد مواقف السعودية الداعمة لسورية، ويترجم هذا على الأرض بنشاطات دبلوماسية معنية بالواقع السوري ما بعد سقوط السلطة السياسية…
وفي التفاصيل، ناقش وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية، غير بيدرسون، آخر التطورات المتعلقة بالوضع في سورية.
وأكدت الخارجية السعودية أن التصرفات التي قامت بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك الاستيلاء على المنطقة العازلة في هضبة الجولان واستهداف الأراضي السورية، تُعد انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي، وتعكس رغبة الكيان الإسرائيلي في تقويض جهود سورية لاستعادة الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة أراضيها.
ودعت السعودية المجتمع الدولي إلى إدانة هذه الانتهاكات الإسرائيلية، والتشديد على احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها، مع التأكيد على أن الجولان منطقة عربية سورية محتلة.
وفي سياق متصل، كان قد أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه سجل أكثر من 300 غارة جوية إسرائيلية على الأراضي السورية منذ سقوط السلطة السياسية في سورية، ووفقاً لمصادر أمنية، شملت هذه العمليات توغل القوات الإسرائيلية إلى مسافة تصل إلى 25 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة دمشق.
ووثّق المرصد أكثر من 320 غارة إسرائيلية أدت إلى تدمير مواقع عسكرية بارزة، من بينها مطارات ومستودعات أسلحة وأنظمة دفاع جوي، بالإضافة إلى منشآت عسكرية أخرى في مختلف أنحاء سورية، بما في ذلك ميناء اللاذقية، وشملت الغارات مراكز أبحاث علمية ومواقع للحرب الإلكترونية قرب دمشق.
وأكدت مصادر أمنية سورية وإقليمية أن القوات الإسرائيلية استهدفت قواعد جوية رئيسة في سورية، ما أسفر عن تدمير طائرات ومعدات عسكرية في أكبر حملة قصف على القواعد الجوية، بحسب وكالة رويترز، كما شنت إسرائيل ضربات على مراكز أبحاث علمية ومواقع عسكرية قرب السيدة زينب.
وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية السعودية عقب سقوط السلطة السورية، أكدت المملكة دعمها لاستقرار سورية وسيادتها، مع التركيز على تحقيق مصالح الشعب السوري وتوحيد صفوفه، كما دعت إلى تضامن الجهود الدولية لمساعدة سورية على تجاوز أزماتها، ومنع التدخلات الخارجية التي تسببت في معاناة شعبها.
وشددت المملكة على التزامها بدعم سورية في هذه المرحلة التاريخية، مؤكدة أهمية تعزيز الأمن والاستقرار، والحفاظ على سيادة البلاد ووحدة أراضيها، مع ضرورة تلبية تطلعات الشعب السوري نحو مستقبل أفضل.
ويشار إلى أن أجواء من الفرح والبهجة قد عمت منازل السوريين ومطاعمهم وأماكن تجمعهم في المملكة العربية السعودية، تعبيراً عن سعادتهم بهذا الحدث، وأعرب الكثيرون عن شكرهم وامتنانهم للمواقف السعودية التي دعمتهم واستضافتهم، سواء خلال العقود الماضية أو منذ بدء الأحداث في سورية عام 2011.
اقرأ أيضاً: رحيل الأسد يطلق العنان لأفراح السوريين في الرياض
وفي سبتمبر 2015، أوضحت وزارة الخارجية السعودية أن المملكة فضّلت التعامل مع الأزمة السورية من منطلق إنساني وديني بعيداً عن الاستعراض الإعلامي، وجاء هذا التوضيح كرد على تقارير إعلامية غير دقيقة، حيث أكد مصدر رسمي أن السعودية استقبلت منذ بداية الأزمة حوالي مليونين ونصف مليون سوري، دون تصنيفهم كلاجئين أو إيوائهم في معسكرات، بل سمحت لهم بحرية الحركة الكاملة ومعاملتهم بكرامة.
ووفقاً للبيانات الصادرة عن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، قدمت السعودية مساعدات متنوعة للسوريين، شملت التعليم والرعاية الصحية المجانية، بالإضافة إلى توفير فرص العمل ودعم الحياة الكريمة لهم داخل المملكة، وبلغت قيمة المساعدات الإجمالية أكثر من 6 مليارات دولار، منها ملياري دولار للقطاع الصحي و1.8 مليار دولار للتعليم، إلى جانب خدمات أخرى متنوعة.
وفي العاصمة الرياض، عبّر السوريون عن مشاعر الفرح ممزوجة بالشكر للمملكة على احتضانها لهم خلال سنوات الأزمة. وفي إحدى التجمعات، تحدث مهند أبو الخير، شاب من حلب وُلد في السعودية، عن الخدمات التي تلقاها السوريون في المملكة، مشيراً إلى الفارق الكبير في المعاملة مقارنة بدول أخرى.
كما شهدت الاحتفالات إعداد الولائم في المنازل والمطاعم السورية، حيث شارك الحاضرون أطباقاً تقليدية مثل «المليحي»، والتي تُعتبر من الأكلات الشعبية المميزة في منطقة حوران جنوب سورية، وترتبط بالمناسبات السعيدة، وقال فراس الخريبين إن والدته أعدت هذه الوجبة احتفالاً باليوم الذي وصفه بالسعيد، معبراً عن فرحته بمشاركة هذه اللحظات بين الأهل والأصدقاء.
اقرأ أيضاً: الخارجية السعودية: نقف مع الشعب السوري وخياراته