في مشهد ينسج خيوط تحالف عتيق، وأواصر تتعزز بمرور الزمن، احتضنت الرياض لقاءً استثنائياً بين قيادة المملكة ونظيرتها الباكستانية، حيث تناغمت الرؤى وتلاقى الطموح لتعزيز شراكة كبرى بين البلدين.. إليكم التفاصيل!
التقى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، مع قائد الجيش الباكستاني الفريق أول عاصم منير، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، خاصة في المجال العسكري، وجرى اللقاء في مكتب ولي العهد بالرياض، حيث ناقشا العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
شهد اللقاء حضور شخصيات بارزة من الجانب السعودي، مثل الأمير خالد بن سلمان، وزير الدفاع، والدكتور مساعد العيبان، وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء ومستشار الأمن الوطني، وخالد الحميدان، رئيس الاستخبارات العامة، إلى جانب محمد التويجري المستشار بالديوان الملكي، والفريق أول ركن فياض الرويلي، رئيس هيئة الأركان العامة، ونواف المالكي، السفير لدى باكستان.
ومن الجانب الباكستاني، حضر اللقاء السفير أحمد فاروق والعميد محمد عاصم، الملحق العسكري بالسفارة في الرياض.
اقرأ أيضاً: الشراكة السعودية الباكستانية: مرتكز أساسي في تحقيق الاستقرار والسلام في العالم
وبالتوازي، عقد وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، اجتماعاً منفصلاً مع قائد الجيش الباكستاني، حيث استعرضا علاقات الصداقة التاريخية بين السعودية وباكستان، وناقشا سبل تعزيز التعاون الاستراتيجي في المجالين العسكري والدفاعي، بالإضافة إلى مناقشة عدد من القضايا المشتركة.
وشارك في اللقاء من الجانب السعودي صاحب السمو الأمير عبد الرحمن بن محمد بن عياف، نائب وزير الدفاع، ومعالي الفريق الأول الركن فياض بن حامد الرويلي، رئيس هيئة الأركان العامة، ومعالي المهندس طلال بن عبد الله العتيبي، مساعد وزير الدفاع، إلى جانب هشام بن عبد العزيز بن سيف، مدير عام مكتب وزير الدفاع.
أمّا من الجانب الباكستاني، فحضر اللقاء أحمد فاروق، سفير جمهورية باكستان الإسلامية لدى المملكة، واللواء محمد جواد طارق، سكرتير معالي قائد الجيش، بالإضافة إلى العميد محمد عاصم، الملحق العسكري في السفارة الباكستانية لدى المملكة.
اقرأ أيضاً: جدولُ أعمالٍ كثيف على طاولة مجلس الوزراء السعودي
يشار إلى أن العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية تمتد لعقود طويلة، وتتميز بالتعاون الوثيق على عدة مستويات سياسية، اقتصادية، عسكرية وثقافية، إذ بدأت هذه العلاقة بشكل رسمي بعد استقلال باكستان عن الهند في عام 1947، ثم تطورت العلاقات بسرعة نتيجة التشابه في الهوية الإسلامية والدعم المتبادل في القضايا الإقليمية والدولية، حيث وقفت كل من المملكة وباكستان بجانب بعضهما في عدة أحداث سياسية وعسكرية.
ومنذ خمسينيات القرن الماضي، كانت هناك زيارات متبادلة بين قادة البلدين، وتم توقيع اتفاقيات تجارية واقتصادية لتعزيز التعاون المشترك، وفي السبعينيات، زادت العلاقات قوة مع تنامي الحضور السعودي في المشروعات الباكستانية، بما في ذلك تمويل بناء البنية التحتية ودعم الاقتصاد الباكستاني، كما قامت باكستان بإرسال قوات عسكرية إلى المملكة لدعم أمنها الداخلي.
كذلك، شهدت العلاقات العسكرية تطوراً كبيراً، حيث عملت باكستان على تدريب قوات الحرس الوطني السعودي، في حين زودت السعودية باكستان بالمساعدات المالية والتعاون في مجالات الأمن والدفاع، إذ يعتبر التعاون العسكري أحد أبرز مظاهر الشراكة بين البلدين، حيث أجريت تدريبات مشتركة، وجرى تبادل الخبرات، وشاركت قوات باكستانية في حماية المنشآت الحساسة في المملكة.
وفي الجانب الاقتصادي، استثمرت السعودية في عدة مشروعات بباكستان، خاصة في قطاعات الطاقة والزراعة والبنية التحتية، وفي المقابل، تعتبر المملكة أحد أكبر أسواق العمالة للباكستانيين، وهم يسهمون في دعم الاقتصاد الباكستاني عبر تحويلاتهم المالية.
هذا ووقفت السعودية وباكستان جنباً إلى جنب في قضايا إقليمية ودولية مهمة، ودعمت المملكة موقف باكستان في قضايا كشمير، بينما ساندت باكستان المملكة في قضايا إقليمية مثل النزاع في اليمن، كما ساندت باكستان المبادرات السعودية في منظمة التعاون الإسلامي، مما يعكس التوافق الكبير بين الدولتين.
وفي العام الجاري 2024، شهدت العلاقات السعودية الباكستانية مزيداً من التطور عبر زيارات ولقاءات بين قادة البلدين، وأسفرت اللقاءات عن توقيع عدة اتفاقيات تعاون في مجالات النقل والطاقة والأمن، حيث تعمل الدولتان على تعزيز روابطهما الاقتصادية في إطار رؤية المملكة 2030 واستراتيجية باكستان لتحسين بنيتها التحتية الاقتصادية.