في أوائل الشهر الجاري، أصدرت منظمة التعاون الإسلامي بياناً أعربت فيه عن إدانتها القوية لتصريحات الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الذي دعا إلى إنشاء كنيس يهودي داخل مجمع المسجد الأقصى في القدس، واعتبرت المنظمة أن هذه الدعوة تشكل انتهاكاً صارخاً لحرمة المسجد الأقصى، وتؤدي إلى استفزاز مشاعر المسلمين في مختلف أنحاء العالم.
الآن، ومع تصاعد التوترات في غزّة ولبنان، تعود المنظمة لتؤكد التزامها الثابت بدعم القضية الفلسطينية؛ فقد حثت جميع الدول على المشاركة في المبادرة السياسية التي أطلقتها المملكة العربية السعودية، والتي تهدف إلى إقامة دولة فلسطينية عبر ما بات يعرف بمسار «حل الدولتين».
ووصفت المنظمة هذه المبادرة بأنها «توفر مظلة سياسية لحماية رؤية «حل الدولتين» وفقاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقراراتها»، كما تعكس «التزاماً بتعزيز الجهود المبذولة لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وتحقيق السلام الشامل والدائم في المنطقة».
اقرا أيضاً:حل الدولتين يعود للواجهة
وأكّد الأمين العام للمنظمة، حسين إبراهيم طه، أهمية هذه المبادرة، التي أُطلقت بالتعاون مع شركاء دوليين، خلال اجتماع رفيع المستوى عُقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 79 بمدينة نيويورك.
وشدّد طه على ضرورة انضمام الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى المجتمع الدولي الذي يعترف بها، والذي يضم 149 دولة، موضحاً أن الاعتراف بفلسطين يسهم في تعزيز شرعيتها السياسية والقانونية، ويدعم حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة، بما في ذلك حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967، وعاصمتها القدس.
يشار إلى أنه كان قد أعلن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، عن إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين» خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، فيما ضم هذا التحالف دولاً عربية وإسلامية وشركاء من أوروبا، ويهدف إلى دعم تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وفي حديثه أشار الأمير فيصل إلى الوضع الإنساني المتفاقم في غزة، نتيجة الحرب والانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، مؤكداً أن «حق الدفاع عن النفس لا يمكن أن يُستخدم كذريعة لقتل المدنيين والتدمير الواسع والتهجير القسري واستخدام الحصار كأداة حرب».
وحذر الوزير السعودي من تصاعد التوترات في المنطقة، وخاصة فيما يتعلق بالأزمة في لبنان، ودعا إلى وقف فوري للأعمال العدائية لتجنب اندلاع حرب إقليمية تهدد استقرار المنطقة والعالم.
اقرا أيضاً: السعودية تعلن إطلاق تحالف دولي لإقامة الدولة الفلسطينية
وذكر أن جذور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تعود إلى مطلع القرن العشرين، عندما بدأت الهجرة اليهودية إلى فلسطين بدعم من بعض القوى الدولية، وتفاقم الوضع مع إعلان قيام إسرائيل كدولة عام 1948، ما أدى إلى تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين ونشوء ما يُعرف بالنكبة.
ومنذ ذلك الحين، باتت القضية الفلسطينية محوراً أساسياً في السياسة الإقليمية والدولية، إذ تعدّدت الحروب والمواجهات، وتوالت محاولات السلام التي غالباً ما كانت تُقابل بالتعثر والتراجع بسبب تعنّت الأطراف المعنية والتوترات المتصاعدة.
ومع مرور السنوات، ظهر ما يعرف بـ «حل الدولتين» كأحد المقترحات لإنهاء الصراع ضمن «مبادرة السلام العربية» التي أطلقتها السعودية في قمة بيروت للجامعة العربية في العام 2002، وهو ينص على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود 1967 على أن تكون القدس الشرقية عاصمة هذه الدولة.
اقرأ أيضاً: السعودية تؤكد شرطها الحازم لأي تطبيع مع إسرائيل