في إطار تعزيز العلاقات الدولية وبناء شراكات استراتيجية، شهدت العاصمة الكورية الجنوبية سيول لقاءً بارزاً بين الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول ووزير الحرس الوطني السعودي الأمير عبد الله بن بندر، ومثل اللقاء خطوة جديدة نحو توطيد التعاون بين البلدين في مجالات متعددة، حيث جسد التزامهما المستمر بتطوير أطر الشراكة الدفاعية والتقنية بما يتماشى مع التحديات العالمية المستقبلية.
وفي التفاصيل، بحث الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول مع وزير الحرس الوطني السعودي، الأمير عبد الله بن بندر، سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وخلال الاجتماع الذي عقد في المقر الرئاسي في سيول، نقل الأمير عبد الله تحيات القيادة السعودية وتمنياتها للرئيس يون سوك يول والشعب الكوري بمزيد من التقدم والازدهار.
كما أعرب الرئيس يون عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وكان وزير الحرس الوطني السعودي قد وصل إلى كوريا الجنوبية في زيارة رسمية تلبية لدعوة من وزير الدفاع الكوري كيم يونغ هيون، حيث جرى تنظيم مراسم استقبال رسمية له في مقر الوزارة.
وخلال اجتماع ثنائي، ناقش الوزيران تعزيز التعاون في عدة مجالات، بما في ذلك التدريب وتبادل الخبرات والتسليح، إضافة إلى خطط التوطين والتطوير المشترك لمواجهة التحديات المستقبلية.
اقرا أيضاً: الثقافة الكورية في ضيافة موسم الرياض عبر إكسبو كوريا
لاحقاً، حضر الأمير عبد الله بن بندر عرضاً لأنظمة وأسلحة وزارة الدفاع الكورية وقدراتها القتالية، في إطار تعزيز الشراكة الدفاعية الثنائية، كما تجول في المعرض المصاحب للعرض، حيث اطلع على الآليات والأنظمة وفرص التطوير المشترك.
ورافق الأمير عبد الله في هذه الزيارة اللواء الركن صالح الحربي، رئيس الجهاز العسكري المكلّف، وناصر آل مهنا، المشرف العام على مكتب الوزير، والدكتور مشعل المسعد، المدير العام التنفيذي لبرنامج تطوير وزارة الحرس الوطني.
يشار إلى أن العلاقات بين المملكة العربية السعودية وكوريا الجنوبية تعود إلى أكثر من خمسة عقود، حيث بدأت في عام 1962 عندما جرى افتتاح أول بعثة دبلوماسية سعودية في سيول، ليُعزز ذلك التواصل بين البلدين في المجالات الاقتصادية والثقافية، لكن العلاقات بين البلدين شهدت تحولاً كبيراً في السنوات الأخيرة، وخاصة مع بداية القرن الحادي والعشرين، حيث أصبح التعاون بينهما أكثر تنوعاً وتعمقاً.
في عام 2017، وقعت «مذكرة التفاهم السعودية-الكورية لرؤية 2030»، ما أتاح لكوريا الجنوبية دوراً رئيسياً في دعم رؤية السعودية للتحول الاقتصادي والاجتماعي، وفي السنوات التالية، وُقعت العديد من الاتفاقيات التي تغطي مجالات متعددة مثل الطاقة، والتكنولوجيا، والتعليم، والنقل، والتعاون العسكري، حيث لعبت كوريا الجنوبية دوراً محورياً في مشاريع ضخمة مثل مدينة نيوم.
زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى كوريا الجنوبية في عام 2019 كانت من المحطات البارزة في تاريخ العلاقات بين البلدين، حيث أسفرت عن توقيع أكثر من 20 اتفاقية في مجالات التكنولوجيا والطاقة والتطوير العمراني.
اقرا أيضاً: السعودية وكوريا الجنوبية.. العلاقات التجارية والاقتصادية تنتقل نحو مرحلة استراتيجية جديدة
ومنذ ذلك الحين، شهدت العلاقات السعودية-الكورية تطوراً ملحوظاً في مختلف الأصعدة، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، مع استمرار التعاون في العديد من المشاريع الاستراتيجية المشتركة.
وشهدت العلاقات في عام 2024 تطوراً كبيراً، خصوصاً في مجالات الاقتصاد والثقافة والتعاون الاستراتيجي، وكان من أبرز هذه التطورات زيارة الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، للمملكة في أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن تأسيس «مجلس الشراكة الاستراتيجية» بين البلدين، بالإضافة إلى توقيع العديد من الاتفاقيات التي تهدف إلى تعزيز التعاون بينهما.
لاحقاً لذلك، وخلال هذا العام، جرى تدشين «مجلس الأعمال السعودي الكوري»، ما يعكس التركيز المتزايد على تعزيز التعاون بين القطاع الخاص في كلا البلدين، خاصة في مجالات مثل البنية التحتية، التكنولوجيا، الرعاية الصحية، والطاقة.
اقرا أيضاً: فتح باب الابتعاث لدراسة الماجستير في اللغة الصينية