مسارات عظيمة قادتها المرأة السعودية في الكثير من القطاعات، ومنها قطاع التدريس الذي شكلت فيه المرأة السعودية اللبنة الأساسية لقوامه وتطوره، وبعد أن قطعت شوطاً كبيراً في طريق التقدم في هذا المجال كان لابد من تكريم صناع هذا النجاح، والإتيان على ذكرهم في مقال يلقي بظلاله على بعض من منجزاتهم التي لا يمكن حصرها.
ولا ننسى رؤية المملكة 2030 التي نهضت بكافة القطاعات، وعلى وجه الخصوص أعطت للمرأة السعودية مكانة بالغة الاحترام والتقدير، وأفسحت المجال لها للمنافسة في كافة المسارات، حتى أضحت مثالاً تتحدث عنه الأمم في المحافل الدولية، كاليوم العالمي للتعليم.
ومن هنا يمكن الحديث عن الدكتورة عهود بنت عبد الله الفارس التي تشغل منصب مستشارة لوزير التدريس لشؤون الجامعات منذ عام 2023، بعد أن تقلدت منصب نائب وزير ووكيل مكلف للتدريس العام في الوزارة لعام 2022، كما سبقت وشغلت منصب مدير عام للتدريس الإلكتروني والتدريس عن بعد ما بين 2020 و 2022، ومستشارة لدى الوزارة منذ أبريل 2019.
درست الدكتورة عهود بكالوريوس في الرياضيات وعلوم الحاسوب في جامعة برونيل البريطانية، لتكمل تحصيلها الدراسي وتحصل على الماجستير في هندسة البيانات عام 1997 من “جامعة كيلي” في المملكة المتحدة، وتعاود دراسة الدكتوراة في علم الحوسبة ونظم المعلومات من جامعة برونيل البريطانية عام 2010.
وأدارت الدكتورة عهود كلية علوم الحاسب والمعلومات في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن” خلال الفترة ما بين 2017 و 2019، وشغلت منصب عميدة للتدريس الإلكتروني والتعلم عن بعد في الجامعة ذاتها ما بين عامي 2015 و 2017، وكانت باحثة في “جامعة برونيل” في لندن، كما أنها عضوة في مجموعة إيوان البحثية”، ومعهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات” في الولايات المتحدة الأميركية، و”جمعية الحاسبات السعودية”.
دعمت الدكتورة عهود الفارس العديد من المهارات التدريسية وشجعت على تبنيها كمهارات حديثة، وذلك خلال حفل إطلاق تقرير مبادرة القدرات البشرية 2024 الذي غردت فيه قائلة: مع تطور المعرفة، يجب علينا تزويد الطلاب بالتفكير النقدي ومهارات حل المشكلات وفرص التعلم مدى الحياة للتفوق في سوق العمل”.
يمكن الاكتشاف بسهولة الشخصية التي تتمتع بها الدكتورة عهود الفارس، من الشغف وحب العلم، والمتبنية للنماذج التدريسية الجديدة والمشجعة على الريادة في مجالها، فقد حصلت على الاعتماد من قبل مجلس الاعتماد الأكاديمي للهندسة والتكنولوجيا ABET، وهو المجلس المعتمد في الولايات المتحدة لاعتماد برامج الكليات والجامعات في العلوم التطبيقية، والحوسبة، والهندسة والتكنولوجيا.
اقرأ ايضاً: التعليم لكل العالم عبر منصة فيزيكسوالا في السعودية
أما الدكتورة لينا الطعيمي فتشغل منصب وكيلة وزارة التدريس” للإبتعاث للمرة الثانية، وقد تولت عدة مناصب منها وكيل الوزارة المكلف للتعليم العالي الأهلي، ومستشارة في الوزارة في الفترة ما بين ديسمبر 2018 و يونيو 2019، وأستاذ مساعد في كلية علوم الحاسب والمعلومات في جامعة الملك سعود، وعضو مجلس الإدارة في شركة تطوير للتقنيات التعليمية (TETCO)، ومديرة مشاريع في “مجموعة سامبا المالية بين عامي 2005 و 2010.
ترى الدكتورة لينا أن التدريس في السعودية يبلغ ذروته في ظل الانفتاح الكبير الذي تشهده المملكة على الخبرات الدولية، كما وصفت العصر الحالي للمملكة بالعهد الزاهر، وأضافت في كلمة لها لموقع الوزارة أن “التنمية التي تشهدها المملكة في كافة المجالات أصبحت رقماً صعباً في قائمة معدلات التنمية.
الدكتورة شريفة الراجحي حاصلة على درجة الدكتوراه في الإحصاء التطبيقي من جامعة ولاية فلوريدا في الولايات المتحدة الأميركية، وماجستير في الإحصاء الحيوي، وماجستير في الإحصاء الرياضي، وشهادة في برمجة وتحليل البيانات SAS من الجامعة ذاتها، وبكالوريوس في الإحصاء من “جامعة الملك عبد العزيز”.
أول سعودية تولت منصب المديرة العامة لمركز إحصاءات التعليم ودعم القرار في “الوزارة”، هذا المنصب الذي يعد مركز صنع القرارات الاستراتيجية التي تقود العملية التعليمية في المملكة، ابتداءً من بناء الهيكلية التعليمية وصولاً إلى اعتماد السياسات العامة للتعليم.
إنجازات الدكتورة شريفة الراجحي كثيرة، وقد بنيت عليها قرارات كبيرة، منها تزويد المنظمات الوطنية والدولية بالإحصاءات والمؤشرات من القطاع والعمل على مشاريع متعددة داخل الوزارة، إضافة إلى العديد من المبادرات التي قدمت فيها بيانات حول التدريس وتعزيز جودته ضمن رؤية المملكة 2030، وتفعيل عدد من البرامج والمبادرات ضمن الهيئة العامة للإحصاء، مثل برنامج المعرفة الإحصائية الذي طبقته وزارة التعليم بالتعاون مع الهيئة العامة للإحصاء.
دخلت الدكتورة شريفة الراجحي في العديد من الوزارات، إذ كانت عضوة في لجان وزارة الاقتصاد والتخطيط، ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ووزارة الاتصالات تكنولوجيا المعلومات، وأيضاً عضوية كل من الجمعية السعودية للعلوم الإحصائية، وجمعية الإحصائيين الأميركية، والجمعية العالمية للإحصائيين، والجمعية الفخرية العالمية المفتاح الذهبي، وجمعية تمكين المرأة في علوم الرياضيات والهندسة والإحصاء.
باختصار، هذا جزء صغير من الإنجازات الكثيرة التي وصلت لها المرأة السعودية خلال أعوام قليلة في مجال التدريس، والمستقبل الواعد الذي يفتح الآفاق أمامها للريادة العالمية وليس المحلية فقط.
اقرأ أيضاً: المؤتمر الدولي لعلوم التدريس والتعليم 2025