أصبح مفهوم التكافل الاجتماعي جزءاً من نسيج المملكة الأهلي، انطلاقاً من القناعة الراسخة لدى الجهات المعنية وكافة أفراد المجتمع بأنّ الحياة الكريمة حق يجب أن يحصل عليه المواطنون كافة، وهو ما يتحقق من خلال تضافر جهود أنظمة الرعاية الاجتماعية، بما يدعم توجه المملكة الحالي في إطار رؤية 2030 التي تحرص على التأسيس لجودة الحياة المثالية بالنسبة للمواطن السعودي.
وتتنوع الخدمات التي يضمنها نظام التكافل الاجتماعي الذي تعمل في إطاره عدد من المؤسسات في السعودية، ومن أبرز الأنشطة في هذا الإطار، رعاية الأيتام والأحداث والمسنين، إلى جانب تمويل برامج دعم العاطلين عن العمل في رحلتهم للبحث عن عمل، كذلك من وجوه التكافل الاجتماعي تأمين التمويل اللازم لرعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، ليس لناحية تأمين مستلزماتهم فحسب، وإنما من خلال العمل على تطوير قدراتهم حتى يكونوا عناصر فاعلة في المجتمع.
ومن خدمات وأنشطة التكافل الاجتماعي التي تنشط بها عدد من المؤسسات والجمعيات الخيرية، تزويج الأيتام وتقديم الإعانات المالية للأسر المحتاجة، إضافة لتقديم قرض السكن، والخدمات الأخرى المتصلة بحماية الأسرة ودعم المتقاعدين.
وتهدف جهود التكافل الاجتماعي المدعومة من قبل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في السعودية إلى بناء مجتمع سليم قادر، من خلال توفير عوامل تمكينه بما يحقق لهم الاستقرار ويحسن جودة حياتهم، على المستويات كافة، سواءاً الاقتصادية أم الاجتماعية وحتى النفسية.
وتشمل برامج التكافل في المملكة شقين منها ما هو علاجي يستجيب لحالات الحاجة، وآخر وقائي يرعى الفئات التي قد تقع فريسة العوز أو عدم التمكين، لتحقيق هدف رئيس وهو ضمان التوازن لدى أفراد المجتمع، ودعم إحساسهم بالجدارة مهما كانت الظروف، وأن يكونوا على بينة بالحلول الممكنة.
اقرأ أيضاً: أكبر ملتقى للموارد البشرية يبدأ في الرياض
وتعتبر فئات الأرامل والمطلقات والأشخاص ذوي الإعاقة، والمسنين، والأيتام ومجهولي النسب والعاطلين عن العمل والفقراء والمحتاجين والمتأثرين بالكوارث والجوائح، الفئات الأساسية التي تتعامل معها برامج التكافل الاجتماعي، وتشمل الخدمات الاجتماعية فئات الأطفال والأيتام والأحداث والمسنين، والعمل على مكافحة التسول وتقديم الرعاية اللازمة لذوي الإعاقة، أمّا برامج الحماية الاجتماعية للباحثين عن العمل فتقدم خدمات من قبيل صرف مستحقات مالية للتعطل عن العمل، وتقديم خدمات التدريب والتأهيل لسوق العمل، بما في ذلك التدريب الميداني في المؤسسات الحكومية بحسب الاختصاص الجامعي للباحث عن عمل، كما تعمل بعض البرامج على إعداد قادة لتولي إدارة منشآت القطاع العام والخاص، وهناك مساق آخر يتعلق بالوظائف والمهن من خلال العمل على توطينها.
وبالنسبة لبرامج الدعم والتمويل فتشمل تقديم الإعانات الإجتماعية للزواج وكفالة اليتيم وكراسي ذوي الإعاقة، وغيرها من وجوه الإعانة المالية والأسرية، وتشمل خدمات الدعم السكني توفير المسكن للمحتاجين عبر عدد من البرامج التي تشمل فئات مختلفة، وصولاً إلى التمليك، وتشمل البرامج صغار السن والمسنين على حد سواء وفق اشتراطات يحددها البرنامج المتبع، بما في ذلك القبول في دور رعاية المسنين.
وتتميز برامج التكافل الاجتماعي بمواكبتها للمستجدات التي تطرأ على المجتمع، فمع انتشار جائحة كوفيد 19 برز صندوق مجتمعي يضم عدداً من المبادرات المجتمعية لدعم المتأثرين بالجائحة، ومن خدمات التقاعد صرف المستحقات التقاعدية، ومتابعة حصولهم على المزايا التي يستحقونها بعد التقاعد، وهناك شق من الحماية المجتمعية يحصل عليها المصابون في العمل.
وتحظى الأسرة باهتمام خاص في المفهوم السعودي للتكافل الاجتماعي، كالحصول على تعويض بديل حليب الأم وضمان حصول المرأة العاملة على إجازة الأمومة، وتهيئة رياض الأطفال المناسبة وتقديم الدعم المالي للأسر المحتاجة حتى تتمكن من رعاية أبنائها بالشكل اللائق، والخدمات آنفة الذكر تتضمن العديد من التفاصيل والمنصات الإلكترونية والتطبيقات التي تضمن الوصول لكافة فئات المجتمع بمنتهى اليسر والسهولة، بما يضمن عدالة الحصول على الخدمات.
وفي سياق مواز تحرص المملكة على أنسنة المدن من خلال دعم الأسر المنتجة، عبر توفير أسباب الدعم الاقتصادي الذي يسمح لها افتتاح مشروعها الخاص ومواكبتها في المراحل كافة لحين بلوغ السوق وبيع منتجاتها، إيماناً من القائمين على هذا الحراك بأهمية تشجيع المهن في بيئة الأعمال الأسرية، انطلاقاً من الإيمان بضرورة تحقيق سكان السعودية لطموحاتهم بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة التي تعتبر حجر الزاوية في رؤية المملكة 2030.
اقرأ أيضاً: بطاقة معان: خدمة مميزة للمواطنين ذوي الظروف الخاصة في مكة المكرمة