لولا الجناح السعودي في اليابان 2025 لخيم البرود والحزن على الجناح العربي المشارك في إكسبو اليابان، بسبب الوضع المحزن الذي تعيشه المنطقة من صراعات وتهالك، وغياب دول عربية عديدة، وحضور دول أخرى. فلقد غاب كل من: لبنان، وسوريا، والسودان، والعراق، وجاء تمثيل اليمن خجولاً، على الرغم من تميز اليمن، ضمن أحد (البافيونات-pavilions) المشتركة، مع أن معروضاته تستحق مساحة أكبر. أما الحضور الفلسطيني، فكان رمزياً للغاية واقتصر على بعض الصور والمنشورات.
وما أنقذ ضعف الحضور العربي هو الحضور السعودي البارز والمتألق والمتنوع حيث تنوع الجناح السعودي بالخضرة وأشجار النخيل التي تعد أحد الرموز السعودية وركز على عرض بعض مناطقه، فكان جناح المملكة جاذباً للحضور وما عزز تألق هذا الجناح هو عرضه لرؤية 2030 على شاشات عملاقة وجرى تسليط الضوء على حماسة الشباب وامكانياتهم الإبداعية.
نشأة معرض الإكسبو
جرى عقد أول نسخة لمعرض إكسبو الدولي في منتصف القرن التاسع عشر في العاصمة البريطانية لندن، وذلك بغية إيجاد منصة لاستعراض أهم الابتكارات التي قامت برسم ملامح العالم الذي نشاهده اليوم.
الهدف من المعرض هو عرض ما أنجزته الثورة الصناعية في ذلك الوقت، وهي فعالية كانت تقام كلما سمح الأمر بذلك. مع الوقت باتت معارض “إكسبو” من أبرز و أهم الفعاليات العالمية، والتي تتسابق إلى استضافتها الدول وتقدم أفضل ما لديها من أجل الفوز بها.
أول معرض “إكسبو” دولي أقيم في قصر الكريستال في لندن في العام 1851، وذلك لعرض أبرز ابتكارات الثورة الصناعية، كذلك أقيم أول مرة في حديقة “هايد بارك” في لندن لاحتضان المعرض العالمي، الذي تجمع فيه ما يزيد عن 14 ألف عارض من مختلف أنحاء العالم في مساحة تبلغ 990 ألف قدم مربع. ومع نجاح معرض “إكسبو” في لندن جرت في باريس عام 1855 فعاليات النسخة الثانية، وتم تخصيصها لمنتجات الزراعة والصناعة والفنون الجميلة، وكان ذلك العرض الأول لماكينة خياطة في التاريخ، وتتابعت بعد ذلك النسخ المتعاقبة من المعرض وازدادت قيمتها .
تقوم فكرة معارض “إكسبو” على جمع الشركات حول العالم لكي تعرض مقتنياتها وابتكاراتها الحديثة في مختلف المجالات، وهذا يؤدي إلى انتشار تلك التقنيات الحديثة والمبتكرة، وهذا ما يتيح للشركات توقيع عقود لبيع تقنياتها الجديدة، ومن ثم انتشارها في العالم ، فـ”إكسبو” يعتبر المنصة الأهم في العالم للكشف عن كل ما هو جديد ومبتكر.
اقرأ أيضاً: وزير الثقافة يزور جناح المملكة في إكسبو 2025
الجناح السعودي في اليابان 2025
قد سلطت السعودية الضوء على ثقافتها وعراقتها وتقاليدها وأصالتها التي تشكل أساس الهوية السعودية، وذلك عبر مشاركتها في معرض إكسبو 2025 في أوساكا اليابان، مواصلة تحقيق نجاح جناحها في إكسبو دبي 2020، الذي نتج عنه تتويج الجناح بجائزة أفضل جناح مشارك، تبعاً لذلك جرى استقبال ما يقارب الـ5 ملايين زائر، أي ما يعادل 24 في المائة من إجمالي الزيارات إلى إكسبو 2020.
إكسبو 2025 فتح أبوابه في 13 أبريل المنصرم من العام الحالي. ويستمر 6 أشهر أي على مدى 184 يوم، استطاعت السعودية منذ الافتتاح عرض روحها الديناميكية وطاقتها المتجددة وإظهار عراقة ماضيها وتألق حاضرها، وطرح رؤيتها للمستقبل التي تقود نحو فرص أكبر للمجتمعات والشعوب.
حيث قدم الجناح السعودي، العديد من اكتشافات جديدة بسلسلة مترابطة، فهناك ما يزيد على 700 فعالية، إضافة إلى عروض يومية تشمل الأزياء، والموسيقى، والأفلام، منحت الزوار فرصة فريدة للتعرف على التقاليد الغنية والطموحات المستقبلية.
ويضمن الجناح لمرتاديه، التمتع بتجربة كبيرة عبر 7 قاعات مصممة بدقة، تتناول موضوعات متعددة منها الفضاء، وتعرض ضمن استوديوهات ثقافية، مع تقديم تجارب مبتكرة تظهر إرث السعودية للأجيال القادمة، وتعكس تأثير المملكة العالمي، سواء عبر المدن المتطورة، أو البحار المستدامة، أو عرض الإمكانات البشرية غير المحدودة، أو قمم الابتكار.
وجسد تصميم جناح المملكة المشارك في إكسبو 2025 أوساكا الذي أنجزته شركة (فوستر بارتنرز Foster + Partners) المعمارية الرائدة، البيئة الطبيعية للمملكة، عبر عرض مزيج التشكيلات الصحراوية مع عناصر معمارية حديثة في إشارة إلى الصلة الوثيقة بين التراث التاريخي والتطور المستقبلي، وهذا التصميم المستوحى من مفهوم المسؤولية البيئية، ويحتوي على نظام إضاءة موفر للطاقة، إلى جانب توظيفه تقنيات جمع مياه الأمطار، مع التزويد بألواح طاقة شمسية لإنتاج طاقة نظيفة.
في خطوة لافتة وبراقة للمملكة ،قامت في يناير الماضي، أي قبل شهرين من الافتتاح الرسمي للمعرض العالمي بجولة غنية تحت عنوان (الجولات السعودية في اليابان)، وذلك من أجل تمكين التفاعل الثقافي وتعزيزه بين شعبي البلدين الصديقين، حيث جابت هذه الجولات 7 مدن يابانية، سمحت لليابانيين بالتعرف على السعوديين والالتقاء بهم، والاطلاع على ثقافتهم، ومعرفه تقاليدهم قبل افتتاح الجناح.
اقرأ أيضاً: معرض سعودي ساينيج إكسبو 2025
من الجناح السعودي 2025 نحو إكسبو الرياض 2030: استشراف المستقبل
إكسبو الرياض 2030 عبارة عن معرض من معارض إكسبو الدولي، التي فازت باستضافته المملكة بتاريخ 28 نوفمبر من عام 2023. حيث سيقام من 1 أكتوبر 2030 وحتى 31 مارس 2031 في العاصمة السعودية الرياض، وموضوعه الرئيسي “حقبة التغيير: معاً نستشرف المستقبل”.
سيشكل المعرض منصة فريدة يطرح فيها أبرز الابتكارات والتقنيات الحديثة في المملكة، ويعرض اسهاماها في تذليل العقبات التي تواجه العالم في مجالاته المختلفة. حيث من المتوقع مشاركة 246مشارك من دول ومنظمات عالمية ومشاركين غير رسميين على مساحه أكثر من سته ملايين متر مربع.
ختاماً، الجناح السعودي 2025 في اليابان. ما هو إلا امتداد للنجاحات السعودية في مختلف الميادين العالمية، وتتويج الجهود السعودية سيكون في إكسبو الرياض 2030، ففي المملكة “معاً نستشرف المستقبل”.
اقرأ أيضاً: كل ما تريد معرفته عن استضافة الرياض لمعرض إكسبو 2030