كشفت الحوادث المرورية في الرياض الأحياء الخطرة مرورياً والتحديات التي يواجهها مركز رصد الحوادث المروري التابع لأمانة الرياض، ودفع ذلك إلى القيام بعملية إحصاء وتنقيب عن أكثر الأحياء عُرضةَ للحوادث المرورية، فتبين أنه كلما تم الاتجاه نحو الشمال كان الشخص أقل عرضة للحوادث، وكلما اتجه إلى الشرق زادت نسبة الحوادث.
يعد حي الروضة شرق الرياض في المرتبة الأولى، إذ سجل 2170 إصابة في العامين الماضيين، ويعود سبب ارتفاع النسبة في هذا الحي وفقاً لمركز رصد الحوادث التابع لأمانة الرياض إلى السلوكيات الخاصة بسائقي المركبات بأنواعها وأحجامها، مثل الانحراف المفاجئة والانشغال عن القيادة.
في حين يأتي حي نمار الواقع في غرب العاصمة الرياض في المرتبة الثانية في قائمة أكثر مناطق الرياض عرضة للحوادث المرورية، بينما يعد حي الرمال شرقي العاصمة بالمرتبة الثالثة، إذ سجل 571 إصابة، بينما وقع حي طويق غرب العاصمة في المرتبة الرابعة بنحو 517 إصابة، وقد جاء حي العارض شمال الرياض في المرتبة الخامسة، إذ سجل 331 إصابة في العامين الماضيين، وعلى الرغم من ذلك فإن شوارع العاصمة في الشمال تعد الأقل تسجيلاً للحوادث، ويعود ذلك لقلة الكثافة المرورية فيها مقارنة بطرقات شرق العاصمة وغربها, وقد تبوء حي ظهرة لبن المرتبة السادسة في بنحو 299 إصابة خلال عامين الماضيين وصولاً إلى منتصف عامنا الحالي.
تعود معظم أسباب ارتفاع الحوادث في أحياء الرياض إلى عدم الالتزام بقواعد المرور والانشغال عن القيادة وعدم ترك مسافة آمنة بين السيارات، إضافةً إلى الانحراف المفاجئ والسرعة الزائدة.
اقرأ أيضاً: دليلك الشامل للجزاءات والمخالفات المرورية في السعودية: التدابير الاحترازية
وهناك أسباب أخرى لارتفاع معدل الحوادث المرورية في الرياض لا تتعلق بالسائق، مثل نقص اللوحات الإرشادية والدهانات الأرضية، والمشكلات المرورية، إذ بلغ إجمالي هذا النوع من الحوادث في الرياض بين عامي 2022\2024 حتى نهاية الشهر الماضي 10080 حادث، و12222 إصابة، 174 وفاة.
أكد المهندس عبد العزيز العوني، مدير مركز رصد الحوادث المرورية أن التقنيات المستخدمة في رصد الحوادث تعمل على تحليل أسباب وقوعها من أجل معالجتها، كما تعمل هذه التقنيات على تحديد مواقع الطرقات والشوارع المحتمل نمو فرص الخطر فيها بصفة كبيرة، ويتم وصفها بنقطة سوداء، ويتوافر في الرياض أكثر من خمسين نقطة سوداء.
يضيف العوني أن أهداف مركز رصد الحوادث المرورية هدفه رفع مستوى السلامة المرورية عند الحدائق، والمساجد، والمدارس، فضلاً عن تأمين الأرصفة، وتركيب اللوحات الإرشادية. وعلى الرغم من ذلك، فقد أحرزت المملكة العربية السعودية تقدماً كبيراً الفترة الماضية في السلامة المرورية، إذ حققت انخفاض في أعداد الوفيات بنسبة 50%، كما انخفضت نسبة الإصابات إلى 35%، بحسب نتائج منظمة الصحة العالمية للعام الماضي.
اقرأ أيضاً: الإشارات المرورية المصحوبة بعداد ثواني مثار جدل عند السعوديين.. ما السالفة؟
تم تدشين مركز رصد الحوادث المرورية في 7\8 من عامنا الحالي من قِبل الأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض، وبحضور الأمير الدكتور فيصل بن عبد العزيز بن عياف أمير منطقة الرياض، ويعد المركز من أهم القرارات المنبثقة عن اللجنة العليا للسلامة المرورية، التي تهدف لرصد الحوادث المرورية، والقيام بالإحصاءات السنوية للوفيات والإصابات وعدد الحوادث، إضافةً إلى القيام بالأبحاث اللازمة لتحليل أسباب الحوادث ومعالجتها، والقيام بمبادرات للتوعية بالسلامة المرورية.
ويضم المركز شاشات قيادة تدعم صناعة القرار، وتحوي كافة المؤشرات الإحصائية الناتجة عن جمع بيانات الحوادث المرورية وتحليلها، ويأتي هذا المركز ضمن تحقيق رؤية المملكة 2030 في تحسين جودة الحياة وتقليل نسب الوفيات نتيجة الحوادث وتحقيق أكبر قدر من السلامة والأمان للمواطنين.
اقرأ أيضاً: مؤشر جودة الطرق: السعودية في المرتبة الرابعة بين دول مجموعة العشرين