في خطوة رائدة من الهيئة الملكية لمدينة الرياض تعكس رؤيتها المستقبلية الطموحة، أعلن مجلس إدارتها عن إطلاق مشروع «الحي الإبداعي» يوم الخميس الفائت، فما هو الحي الإبداعي وما هي أهدافه؟
الحي الإبداعي وأهدافه
اختير مركز الملك عبدالله المالي بالرياض «كافد» موقعاً للحي الإبداعي، ليكون نقطة انطلاق جديدة لعصر الابتكار والإبداع في المملكة، يضم هذا المشروع مساحات مكتبية تفوق 30 ألف متر مربع، ويسعى إلى خلق منصات تجريبية وتشكيل بيئات ملهمة تحفز على التفكير والإبداع، وبناء مجتمعات إبداعية تعزز القدرات الإنتاجية وتدعم القيمة المجتمعية للإبداع.
وكونه سيساهم بفاعلية في تعزيز الاقتصاد الإبداعي في المملكة، يطمح الحي الإبداعي إلى أن يصبح مركزاً رائداً في مجالي الإبداع والإعلام، من خلال تعزيز فرص التعاون بين المواهب والشركات المحلية والدولية، فمهمته تكمن في توثيق أهمية القطاع الإبداعي في تحقيق الأهداف الوطنية وزيادة مساهمته في الناتج المحلي، فضلاً عن دوره المحوري في توطين صناعة المحتوى المحلي، من خلال استقطاب الشركات وتعزيز الكفاءات الإبداعية والمواهب المحلية.
إذ يهيئ الحي بيئة مثالية لنجاح وتميز الشركات الناشئة، من خلال توفير الموارد اللازمة لنموها وازدهارها، ويركز على تحقيق تأثير مستدام وعميق في مستقبل الرياض والمملكة، ويسهم في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 عبر ترسيخ بيئة عمل إبداعية، تستقطب هذه البيئة المواهب السعودية، وتشجع على الابتكار، وتتبنى المشاريع الريادية التي تسهم في رفع جودة الحياة وتحقيق التنمية المستدامة.
اقرأ أيضاً: المأكولات الشعبية في السعودية استثمار واعد
اختيار كافد موقعاً للحي
وبمناسبة إطلاق الحي الإبداعي، أعرب معالي المهندس إبراهيم السلطان، الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض، عن شكره العميق إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، نظراً للدعم والرعاية الكريمة التي تحظى بها مشروعات الهيئة.
وأكد معاليه أن المشروع يهدف إلى أن يصبح جزءاً حيوياً من النسيج الثقافي لمدينة الرياض، من خلال التكامل مع باقة متنوعة من المشاريع الكبرى الساعية لتحويل العاصمة إلى مدينة عالمية رائدة، كما أشار إلى أن الحي يمثل خطوة مهمة في الجهود المستمرة لتعزيز الحيوية الاقتصادية والثقافية للمدينة، ويبرز الطموحات الكبيرة للمملكة في استقطاب الطاقات الإبداعية وتنمية مجتمع متنوع يجمع المبدعين من أنحاء العالم.
وقد تضمن الإعلان توقيع اتفاقية بين الهيئة الملكية لمدينة الرياض ومركز الملك عبدالله المالي «كافد»، الذي يستضيف المرحلة الحالية من المشروع، واختير المركز كحاضن للحي الإبداعي كونه وجهة رئيسية للأعمال وأسلوب الحياة العصرية في المنطقة، ولأنه يوفر بنية تحتية فائقة التطور وشبكة تواصل واسعة النطاق، ما يجعله مثالاً للبنية التحتية المتقدمة ووجهة رائدة في مجالات الاستدامة، فضلاً عن تقديمه مجموعة متنوعة من الحلول المبتكرة للمدن الذكية.
اقرأ أيضاً: السعودية الأولى عربياً في مؤشر البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة
الاقتصاد الإبداعي والاقتصاد البرتقالي
جدير بالإشارة أن الاقتصاد الإبداعي مهم في مرحلة التحول التي تعيشها الرياض، فهو تفاعل ديناميكي بين الإبداع البشري والتكنولوجيا والمعرفة، يُبنى هذا الاقتصاد على توليد وتسويق الأفكار الإبداعية، ويشمل قطاعات تعتمد على المهارات الفنية والفكرية لتحقيق القيمة الاقتصادية، مثل الفنون والتصميم والإعلانات والإعلام والبرمجيات.
وتتجه الأنظار نحو هذا القطاع لأنه أحد القطاعات الاقتصادية سريعة النمو على مستوى العالم، إذ يركز على تحويل الأفكار الإبداعية إلى منتجات وخدمات قابلة للتسويق. ويعتمد نجاحه على المواهب والإبداع،
أما بالنسبة للاقتصاد البرتقالي الذي يدعمه مشروع الحي الإبداعي، فهو مفهوم قائم على مساهمة وإمكانات الأصول الإبداعية في تعزيز النمو الاقتصادي والتنمية، يتداخل هذا الاقتصاد مع الجوانب الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، ويتفاعل مع التكنولوجيا والملكية الفكرية والأهداف السياحية.
وجاء اختيار اللون البرتقالي كونه يعكس في العديد من الثقافات والعصور معاني الإبداع والقيادة والتحول، ويعد كذلك محفزاً لاستيعاب الأفكار الجديدة، ما يجعل منه لوناً مناسباً للمبدعين وصانعي السياسات.
ويشمل هذا الاقتصاد الأنشطة المرتبطة بالمواهب والإبداع، ويمتد ليشمل التكنولوجيا الجديدة والثقافة، إضافة إلى الاتصالات والروبوتات والبرمجة، ويتنوع نطاقه ليشمل إنشاء المحتوى في مجالات مثل الأفلام والتلفزيون والراديو ومحتويات الهاتف المحمول، وكذلك الإنتاج السمعي البصري المستقل، ومحتويات الويب، وتصميم الألعاب الإلكترونية، والذكاء الاصطناعي، وأجهزة الحاسوب، والبرمجيات، والأمن السيبراني، والميتافيرس.
اقرأ أيضاً: سدايا تطلق منصة ديب فيست لرواد الذكاء الاصطناعي
الاقتصاد الإبداعي ورؤية 2030
يعد الاقتصاد الإبداعي جزءاً جوهرياً من رؤية المملكة 2030، إذ تهدف المملكة إلى تنويع اقتصادها وتعزيز التنمية المستدامة من خلال دعم القطاعات الإبداعية والثقافية، وتعكس المبادرات والمشاريع التي أطلِقت حتى يومنا هذا وستُطلق في المستقبل، التزام المملكة بتحقيق هذا الهدف، وخلق بيئة حاضنة للإبداع والابتكار، ما يمهد الطريق لمستقبل مزدهر ومليء بالفرص.