يعتمد المطبخ السعودي على عدد من المكونات الطبيعية التي تمنح الجسد الغذاء اللازم له، وهو ما ينطبق على طبق الخويضة السعودية التي يدخل في تركيبها عدد من المكونات البسيطة أبرزها حبوب الدخن والسمن والتمر، ما يمنح الجسد الغذاء اللازم له، والطاقة اللازمة لا سيما في فصل الشتاء.
وتحرص العوائل في المملكة على تحضير الخويضة السعودية لما لها من فوائد مذهلة، أبرزها الحفاظ على صحة القلب، والتقليل من الإصابة بمرض السكري، إلى جانب قدرة الدخن الذي يعتبر المكون الأساسي للطبق على تخفيض كوليسترول الدم، وتحسين وظائف الجهاز الهضمي، إلى جانب تعزيز وظائف الكبد والكلى ومنع الإصابة بفقر الدم.
ومن العناصر الغذائية التي يحتوي عليها طبق الخويضة السعودية الألياف والفيتامينات والمعادن، ومنها الحديد والفسفور والمغنزيوم.
اقرأ أيضاً: شوكولاتة البدو ما هي طريقة التحضير؟
وفي ذات السياق يتضح أن طبق الخويضة السعودية الواحد، يحتوي على حوالي 400 سعرة حرارية، وإثنا عشر غراماً من البروتين، وأربعة جرامات من الألياف وأقل من جرامين من الدهون.
ويندرج طبق الخويضة المحبوب والصحي إلى جانب عدد من الأكلات التراثية السعودية، والتي يعتبر الدخن المكون الرئيس فيها، وهو ما يجلب لها نفس الجمهور من الراغبين بمذاقاتها اللذيذة، وفوائدها الصحية، ومن أمثلة هذه الأطباق، طبق المصابيب التي تقترب في طريقة تحضيرها من عجينة الكريب، وتقدم وفق خيارين المالح والحلو.
كذلك خبز الدخن، والذي يدخل في تحضيره البيض مع دقيق الشوفان والحليب السائل والتوابل مثل بهارات البيتزا وهو من أنواع المخبوزات الشهية والتي يعتمد عليها الأشخاص المقبلون على اتباع حمية غذائية لإنقاص وزنهم.
وهناك أيضاً فتة الدخن، والتي يعتمد عليها كغذاء سريع التحضير ومليء بالقيم الغذائية، ويتضمن الطبق الشهير في المملكة إعداد أرغفة من دقيق الدخن العضوي، ومن ثم تقسيمها في قدر وطبخها مع الحليب والسكر وإضافة السمن البقري على وجهها عند التقديم وهي ساخنة.
اقرأ أيضاً: كل حنيذ واتحلى بالمشغوثة من أكلات جنوب السعودية
ومن الأكلات التي تقترب في مكوناتها من الخويضة السعودية عريكة الدخن، والتي تعتمد على إدخال نكهات الزنجبيل والقرفة والهيل، ما يعطيها طابعاً استثنائياً وقيماً غذائية عالية.
ومن الحلى السعودية المشهورة الدخن المخلوط مع التمر، والذي يتم به تحضيره بمنتهى السهولة ليكون الأساس في صناعة المعمول والكعك، والمعصوب الذي يدخل في تحضيره الموز مع الحليب والدقيق ذو الحبة الكاملة، بالإضافة إلى العصيدة والتي يتم تحضيرها لتكون حلوة أو مالحة، ومن أبرز مكوناتها الزعفران، وتحضر عادة من طحين الدخن والسمن، مع وضع الفلفل الأسود والهيل وماء الورد والزبدة العربية.
وفي العموم تحرص هيئة فنون الطهي التابعة لوزارة الثقافة السعودية على تكريس تراث المطبخ السعودي في مختلف أنشطتها وفعالياتها التجارية، وأبرزها مقهى ورث، الذي يلتزم بتقديم الوصفات التراثية السعودية، ودعم الطهاة السعوديين، ليكونوا بمثابة جواز سفر للمملكة بين شعوب العالم أجمع.
اقرأ أيضاً: التراث السعودي يزين ميلان الإيطالية
وفي سياق مواز، يجدر بالذكر أنّ السعودية تعتني بمحصول الدخن لديها، والذي تبدأ زراعته عادة مع نهاية فصل الربيع وبداية فصل الصيف، وتتركز زراعته في مناطق المملكة الغربية والجنوبية، والتي تبدأ من المدينة المنورة شمالاً وتمر عبر مكة المكرمة وجازان والباحة وعسير وصولاً إلى الحدود الجنوبية.
أيضاً الدخن هو أحد أكثر المحاصيل تكيفاً مع الظروف المناخية في المملكة، إلى جانب خواصه المميزة في تحسين التربة، ويتجاوز طول شجرة الدخن المتر الواحد، وتنتج حوالي عشرة عذوق بأحجام متفاوتة، وتطلب شجرة الدخن خلال الفترات الأولى من نموها درجات حرارة معتدلة لا تتجاوز الأربعين درجة مئوية، وتعتبر درجة حرارة ثلاثين مثالية لنضوج أكواز الدخن، وتنمو أشجار الدخن عادة في التربة الرملية والطينية، وهو نبات مقاوم للجفاف ومحب للأجواء الرطبة.
وفي الختام لابد من الإشارة إلى أن موسم أشجار الدخن، الذي يعتبر محصوله المكون الرئيس في عدد من الأطباق التراثية في المملكة لا سيما الخويضة السعودية يكون عند نهاية الصيف وبداية فصل الخريف، ما يجعله محصولاً سريع الوصول، ولكن من المهم لدى الطهاة المحترفين ومحبي الغذاء الصحي أن يعرفوا أي نوع من الدخن يرغبون بالحصول عليه، لأن كل نوع من المحاصيل له خصائصه المميزة، فهناك اللؤلؤي وذيل الثعلب والبروسو والدخن الصغير، ولكل نوع منها جمهوره الخاص، وأطباقه المميزة.