شهد الدوري السعودي للمحترفين تطوراً كبيراً مؤخراً منذ فترة الثمانينات وتسعينات القرن العشرين التي مر عليها أسماء أسطورية، الفترة التي كان يعتمد فيه الدوري بشكل كبير على مواهب محلية، مثل ماجد العبدلله، النجم الكبير والقناص الملقب “بالعويران” وكان العويران واحداً من أبرز لاعبي تلك الفترة حيث سجل أكثر من 200 هدف وأصبح أسطورة لكرة القدم السعودية تاريخياً، ويعد واحداً من هدافي القارة الآسيوية لكرة القدم تاريخياً. وبعد انتهاء عصر العويران بدأ الدوري السعودي بجذب لاعبين أجانب من مستويات عالية مما ساهم في رفع مستوى المنافسة بشكل كبير.
سر نجاح الدوري السعودي للمحترفين تاريخياً مقارنة بالدوريات الأخرى!
شهدت العديد من الدوريات الآسيوية تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، لكن الدوري السعودي للمحترفين تميز بوتيرة أسرع وأكثر استدامة مقارنة بالدوري الصيني والقطري على سبيل المثال.
بدأ الدوري السعودي بجذب النجوم الأوروبيين والعالميين بشكل كبير أكثر من عام 2018، فالجميع يتذكر الأداء المذهل لأفعى الهلال بافاتيمبي غوميز وغيانيغي فيلجو. ومع وصول كريستيانو رونالدو في عام 2023 فتح هذا الوصول الباب أمام اللاعبين الأوروبيين أكثر بالإضافة لزيادة الاستثمارات الأوروبية الضخمة في البنية التحتية أيضاً.
على الرغم من أن الدوري الصيني شهد استثمارت واسعة مالياً بين عام 2016 و2019 وتمكن من جذب نجوم كثر لها تأثيرها في تاريخ كرة القدم الحديث مثل البرازيلي أوسكار، الأرجنتيني كارليس تيفيز أيضاً، وغيرهم الكثير. لكن هذه الاستثمارات لم تكن مستدامة وفرضت الحكومة الصينية قيوداً مالية كبيرة وصارمة على الأندية ما أدى إلى تراجع مستوى الدوري بشكل كبير.
اقرأ أيضاً: دي يونغ والدوري االسعودي: هل يتم الانتقال!
بالإضافة لذلك، لم يكن هناك تركيز كاف على تطوير المواهب المحلية، مما أضعف جودة المنافسة على المدى الطويل، ومن أهم أسباب نجاح الدوري هو أنه اعتمد على استثمارات مدروسة ومستدامة بينما واجه الدوري الصيني قيوداً مالية أدت إلى تراجعه، وتميز الدوري بخطط استراتيجية واضحة بينما افتقر الدوري الصيني إلى تنظيم طويل الأمد بالإضافة إلى التركيز على المواهب المحلية بحيث ركز الدوري السعودي على تطوير اللاعبين المحليين بينما أهمل الدوري الصيني هذا الجانب كثيراً.
التحديات التي ستواجه المشروع في السنوات القادمة
على الرغم من النجاح الكبير الذي حققه الدوري السعودي في جذب النجوم العالميين وزيادة شعبيته عالمياً، إلا أن هناك عدة تحديات قد تواجهه على المدى البعيد، وخاصةً في مجالات الاستدامة المالية وقوة المنافسة مع دوريات أخرى أيضاً.
أكبر التحديات التي قد تواجه الدوري السعودي هو ضمان استدامة الاستثمارات المالية الضخمة حالياً، تعتمد العديد من الأندية السعودية على الدعم الحكومي والاستثمارات الخاصة من خلال صندوق الاستثمارات العامة.
على الرغم من جذب الدوري السعودي للعديد من النجوم العالميين، إلا أن هناك خطراً من أن يصبح الدوري غير متوازن حيث تهيمن الأندية الكبيرة على المنافسة وهذا قد يؤدي إلى تراجع اهتمام الجماهير بالمباريات التي لا تشمل الفرق الكبيرة.
ختاماً، يمكن للدوري السعودي أن يتغلب على هذه التحديات من خلال تعزيز الاستدامة المالية وتعزيز قوة المنافسة بين كل الأندية.
اقرأ أيضاُ: هدافي الدوري السعودي، أرقام خرافية لبعض اللاعبين!