تحتضن محافظة تيماء أول مرزعة لزراعة الزعفران “الذهب الأحمر”، إذ نجح سعود محمد القايم بزراعة 25 ألف كورمة زعفران بدعم من المركز الوطني لأبحاث وتطوير الزراعة المستدامة، مما يعكس توجه وزارة الزراعة الجديد نحو تطوير إنتاج الذهب الأحمر” محلياً وتعزيز الزراعة المستدامة.
وفي التفاصيل، قال القايم لأحد الصحف السعودية: بدأت هذه التجربة كهواية وشغف شخصي، لكنها اليوم تتحول إلى مشروع زراعي واعد يحمل إمكانات كبيرة حيث نسعى من خلاله إلى نشر المعرفة حول زراعة الزعفران وتعريف المجتمع بكافة مراحله، بدءاً من الزراعة وحتى القطف وفصل الخيوط الحمراء.
وأضاف أن فعاليات المشروع شملت أنشطة عملية على أرض الواقع، حيث شارك الحاضرون من مزارعين وأبناء المدارس في تجربة قطف الزعفران وفصل خيوطه الحمراء بالإضافة إلى محاضرات يقدمها خبراء في الزراعة حول أساليب الإنتاج الفعّالة.
فيما أشار القايم أن هذا المشروع يعكس الإمكانيات الواعدة لمحافظة تيماء في إنتاج الذهب الأحمر” عالي الجودة، كما أكد إلى أهمية تطوير الزعفران السعودي” ليصبح علامة تجارية مميزة تساهم في تعزيز الاقتصاد الزراعي الوطني.
وختم قائلاً: “هدفنا لا يقتصر على إنتاج الزعفران، بل يمتد إلى إشراك المجتمع المحلي ونقل المعرفة ليصبح هذا المجال شغفاً ومصدراً مستداماً للرزق، مما يمهد الطريق لجعل المملكة من بين أبرز الدول المنتجة للزعفران عالمياً.
وكانت قدم أعلنت المملكة العربية السعودية سابقاً عن المبادرة الطموحة لإنتاج الزعفران “الذهب الأحمر”، إذ قدم المركز الوطني لبحوث وتطوير الزراعة المستدامة خطة شاملة لزراعة الزعفران في البلاد تستهدف المحافظات الإقليمية الرئيسة الأربع وهي الرياض والقصيم وتبوك والباحة، كما هدف مركز البحوث والتنمية الزراعية من خلال ذلك إلى توطين وزيادة زراعة وإنتاج الزعفران في البلاد.
بدأ المركز الوطني للبحث والتطوير الزراعي المستدام هذا المشروع كمحصول واعد اقتصاديا، وهو جزء من تعزیز استدامة الموارد الطبيعية وتطوير البحوث الزراعية التطبيقية في إطار المخطط الوطني للفلاحة.
اقرأ أيضاً: زراعة الورد في السعودية: إنتاج ملياري وردة بحلول2026
تعد المملكة أن الزعفران أحد أكثر المحاصيل الواعدة اقتصاديا، في الوقت الذي تسعى فيه الدولة جاهدة لمضاعفة إنتاجها، فإنها ترغب في إجراء العديد من الأبحاث والدراسات العلمية لدعم الزراعة وتحسينها وإدخالها في نظام الإنتاج الزراعي في البلاد، كما تندرج زراعة الزعفران في إطار جهود المركز الوطني للزراعة المستدامة لتطوير وتعزيز الحلول الزراعية المبتكرة جنبا إلى جنب مع التطورات الزراعية الحديثة، وسيقيم البحث أيضا آثار ملوحة التربة ومياه الري وتقنيات الزراعة المائية والعمودية على غلة المحاصيل.
كما أن دراسة وتقييم العوامل التي تؤثر سلبا على إنتاج الأزهار وتحديد أفضل مواعيد الزراعة لإنتاج الأزهار والسيقان واختيار الأسمدة المناسبة سيأتي في إطار هذا المشروع، كما سيتم تغطية كثافة النبات وعمق الزراعة وملوحة المياه والتربة والمحاليل الغذائية للزراعة المائية والعمودية لإنتاج الزعفران.
وعملية زراعة الزعفران كثيفة العمالة، فبراعم الزعفران التي تزرع موسميا، تبدأ في الإزهار في الخريف، وكل برعم منتج لمدة تصل إلى سبع سنوات، يزهر في البداية بعد عامين من الزراعة ويتكاثر في خمسة براعم إضافية، بهذه الطريقة، يتم الحصول على 4 كجم من التوابل من كتار واحد من نباتات الزعفران.
وبالعودة إلى الإحصائيات التي نشرتها وكالة الأنباء السعودية، فقد بلغت واردات السعودية لعام 2020 من الزعفران 125 طن، أي نحو ثلث الإنتاج العالمي، بقيمة تتجاوز 112 مليون ريال سعودي.
وفي الحديث عن زراعة الزعفران، فيرزع الذهب الأحمر في فصل الصيف، وتبدأ البراعم في التفتح بفصل الخريف، وقبل الشتاء تبدأ عملية الإزهار، وتبدأ بصيلات الزعفران في الإنتاج بعد سنتين من الزراعة، ويمكن استخدام الأرض لمدة تتراوح بين 7 و8 سنوات متتالية، وبعدها يجب أن تستبدل الأرض.
وتنتج بصيلات الزعفران المزروعة 5 بصيلات أخرى بعد فترة، ويتم نزعها وزراعتها في أماكن أخرى، وتنتج مساحة هكتار كامل الهكتار 10 آلاف متر مربع 4 كيلوغرامات فقط من الزعفران، والزعفران يتم استخراجه من زهرة صغيرة بنفسجية اللون، في وسطها توجد 3 خيوط على الأقل ذات لون برتقالي مائل للحمرة، يتم استخراجها من قبل أشخاص مدربين وتجفيفها، ويخرج من الكيلوغرام الواحد من الزهور البنفسجية اللون، في وسطها توجد 3 خيوط على الأقل ذات لون برتقالي مائل للحمرة، يتم استخراجها من قبل أشخاص مدربين وتجفيفها.
ويخرج من الكيلوغرام الواحد من الزهور البنفسجية المقطوفة من الحقول 10 غرامات فقط من الزعفران أي أن 1% من الزهور يباع على شكل زعفران، وتعد إيران أكبر منتج ومصدر للزعفران في العالم.
اقرأ أيضاً: مؤتمر اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر 2024