أعلنت وزارة الخارجية السعودية، أن المملكة تتابع بقلقٍ بالغ تطورات الأحداث الأمنية الجارية في الأراضي اللبنانية، وتجدد تحذيرها من خطورة اتساع رقعة العنف في المنطقة، والانعكاسات الخطيرة للتصعيد على أمن المنطقة واستقرارها.
وحسب ما أفاد بيان الخارجية، فإن السعودية تحث الأطراف كافة للتحلي بأقصى درجات ضبط النفس والنأي بالمنطقة وشعوبها عن مخاطر الحروب، وتدعو المجتمع الدولي والأطراف المؤثرة والفاعلة للاضطلاع بأدوارهم ومسؤولياتهم لإنهاء الصراعات في المنطقة، وتؤكد المملكة في الوقت ذاته على أهمية الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته بما يتوافق مع القانون الدولي.
ويأتي البيان السعودي بالتزامن مع ما يشهده لبنان من غارات إسرائيلية تعد الأعنف منذ تفجر الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، بلغت نحو 300 على بلدات في الجنوب والبقاع (شرق البلاد).
ونفذت إسرائيل سلسلة غارات صباحية، اليوم الثلاثاء، على البقاع اللبنانية طالت قرى قضاء بعلبك و شملت النبي الشيت ودورس وشعت والهرمل بعد ليل تهجيري ودموي طويل ترافق مع أوسع اجتياح جوي إسرائيلي منذ حرب 2006.
وأعلنت إسرائيل، اليوم، أنها قصفت عشرات الأهداف العائدة لحزب الله خلال الليل في العديد من مناطق جنوب لبنان، وقال الجيش في بيان “خلال الليل.. ضرب سلاح الجو الإسرائيلي عشرات الأهداف التابعة لحزب الله في مناطق عدة في جنوب لبنان”، مضيفاً أن مدفعيته ودباباته ضربت أيضاً “أهدافاً” إضافية في منطقة عيتا الشعب ورامية.
فيما أعلن حزب الله عبر إعلامه استهداف مصنع متفجرات بعمق 60 كلم داخل الحدود الإسرائيلية، وشن الطيران الحربي الإسرائيلي مئات الغارات منذ ساعات الصباح الأولى من يوم أمس إلى ساعات الليل المتقدمة لم تستثني أي قرية وبلدة في الجنوب والبقاع الشمالي والبقاع الغربي وتمددت حتى جرود جبيل ولاسا وكسروان قبل أن تضرب الضاحية الجنوبية مجدداً في محاولة لاغتيال علي كركي المسؤول عن جبهة الجنوب في حزب الله ليعلن الحزب فيما بعد نجاته ونقله إلى مكان آمن.
كل ذلك ترافق مع موجة نزوح كبيرة من الجنوب باتجاه بيروت حبست الآلاف في سياراتهم حتى منتصف الليل.
حزب الله بدوره توسع في رده الصاروخي الذي طال مواقع وقواعد إسرائيلية من مستوطنات الشمال وصولاً إلى طبريا والجولان والعفولة وصفد وحيفا والعديد من مدن ومستوطنات الجبهة الإسرائيلية الداخلية وصولاً إلى عمق 120 كيلومتراً عن الحدود مستهدفاً مستوطنات في الضفة الغربية إلى الشرق من تل أبيب للمرة الأولى.
وخلّفت مئات الغارات الإسرائيلية على أهداف لحزب الله في مناطق عديدة في لبنان 492 شهيداً، بينهم 35 طفلاً، وفق السلطات اللبنانية، في أعنف قصف جوي على الإطلاق يستهدف هذا البلد منذ بدء تبادل إطلاق النار على جانبي الحدود قبل نحو عام على خلفية الحرب في غزة.
على صعيد متصل يعقد مجلس الوزراء اللبناني اليوم جلسة طارئة لبحث الوضع الطارئ على ضوء وصول الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت عصر أمس الذي استهلها بزيارة قائد الجيش العماد جوزف عون في اليرزة، على أن يلتقي تباعاً في الساعات المقبلة رئيسي مجلس النواب والوزراء نبيه بري ونجيب ميقاتي والبطريرك الراعي إلى عدد من الزعماء السياسيين.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “قلق بالغ” إزاء التصعيد” والعدد الكبير للضحايا المدنيين” في لبنان.
بدوره، قال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي يوم الاثنين إن التصعيد بين إسرائيل وجماعة حزب الله في لبنان هو تقريباً حرب شاملة. وقال بوريل للصحفيين “الموقف خطير ومقلق للغاية. بوسعي القول إننا أمام حرب شاملة تقريباً”.
اقرأ أيضاً: ما السبب وراء لهجة ولي العهد السعودي “الشديدة” حول إسرائيل؟