رغم تشابك المصالح وتصادم التوجهات، يبقى هنالك صوت لا يخفت في الدفاع عن الحق الإنساني والعدل، صوت يرفع راية القيم والمبادئ فوق حسابات اللحظة، فمن جديد، صدح هذا الصوت عبر كلمات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي جدّد تمسك السعودية بضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة، معتبراً ذلك حجر الأساس لأي علاقة دبلوماسية للمملكة مع الكيان الإسرائيلي.
وهذا الموقف، الذي يتجاوز الأبعاد الدبلوماسية ليحمل في طياته روح القضية الفلسطينية، يعيد إلى الواجهة قيم المملكة الراسخة في دعم الحقوق المشروعة للشعوب المضطهدة، ليظل الأمل معقوداً على يوم يتحقق فيه السلام العادل والشامل.
اقرأ أيضاً: غزة تتصدر ملفات اجتماع وزاري سعودي
وفي التفاصيل، فقد أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن المملكة العربية السعودية لن تقيم علاقات دبلوماسية مع الكيان الإسرائيلي دون قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وشدّد الأمير على ضرورة تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ورفضَ أي تطبيع قبل ذلك.
وأشار الأمير محمد بن سلمان خلال حديثه إلى أن المملكة لن تتوقف عن العمل الدؤوب من أجل قيام دولة فلسطينية، مشيداً بالدول التي اعترفت بفلسطين كدولة مستقلة، وحث المزيد من الدول على اتخاذ خطوات مماثلة.
كما كرر إدانة السعودية للجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، مشيراً إلى أن القضية الفلسطينية تتصدر أولويات المملكة.
اقرأ أيضاً: حل الدولتين محور لقاء سعودي إسباني بمدريد
ويأتي هذا التصريح في وقت تستمر فيه الجهود الدولية لحل الصراع القائم ما بين الفلسطينيين وكيان الاحتلال، فيما ترفض الحكومة الإسرائيلية اليمينية الحالية إقامة دولة فلسطينية على الرغم من الدعوات المتكررة من المجتمع الدولي لتحقيق حل شامل ومستدام لهذا النزاع المستمر منذ عقود.
وفي جلسته الأخيرة، كان قد شدّد مجلس الوزراء السعودي على أهمية وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وضرورة تفعيل الآليات الدولية لمحاسبة الأطراف المتورطة، إلى جانب تسهيل وصول المساعدات الإنسانية من أجل تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.
اقرأ أيضاً: حل الدولتين يعود للواجهة
وعبّر المجلس عن دعمه لما توصل إليه المجتمعون خلال الاجتماع الوزاري في مدريد قبل أيام، والذي تركز على التنسيق بشأن الوضع في غزة ومتابعة خطوات تنفيذ ما يسمى بـ «حل الدولتين».
وقبل ذلك، بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس تطورات الأوضاع في غزة، ودار النقاش من أجل تنسيق الجهود لتحقيق «حل الدولتين» كإطار لحلّ الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وهو الهدف الذي تسعى لتحقيقه كل من السعودية وإسبانيا بالتعاون مع المجتمع الدولي.
اقرأ أيضاً: السعودية تضاعف دعم عمليات الإغاثة في قطاع غزة
كما جدّد الطرفان تأكيد عزمهما على المشاركة في الاجتماع رفيع المستوى المزمع عقده على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في 26 أيلول/سبتمبر الجاري، وذلك بهدف متابعة خطوات تنفيذ الحل، وأشارا إلى أهمية التوصل إلى حلول سياسية تساهم في وقف تصاعد العنف وتحقيق الاستقرار في المنطقة.