في فضاء لا يتوقف عن التحول، تتوجه المملكة العربية السعودية بخطى مدروسة نحو آفاق جديدة في عالم الطاقة، ولكن هذه المرة يدور الحديث عن الطاقة النووية بوصفها خيار بديل يتجاوز التحديات الراهنة.
وهنا، لابدّ من القول إن ما تطرحه المملكة من مشروع نووي الآن لا يعبر عن احتياجات سعودية حاضرة فقط، بل يأتي ضمن سياق عالمي، ويرقى ليكون جزءاً من حركة عالمية متصاعدة نحو عالم أخضر وأكثر استدامة؛ عالم يرسم ملامح جديدة لعلاقة الإنسان بالطاقة، والطبيعة
مؤخراً، وفي تصريح مثير للاهتمام، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، أن طموحات المملكة العربية السعودية في مجال الطاقة النووية مشروعة تماماً وتتماشى مع الضوابط الدولية.
وجاء هذا التصريح بعد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات التي أجراها غروسي مع مسؤولين سعوديين، حيث أبدى إعجابه بالتزام المملكة بالمعايير الدولية في هذا المجال.
كما أشار إلى أهمية استخدام الطاقة النووية السلمية كأداة لتحقيق مستقبل خالٍ من الكربون، وهو ما يتماشى مع أهداف السعودية في التحول إلى الطاقة النظيفة.
وسبق ذلك أن كشف وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، عن مشروع بناء أول محطة للطاقة النووية في المملكة، ما يؤكد التزام السعودية بتطوير بنيتها التحتية للطاقة النووية بما يتوافق مع الأهداف الدولية.
وحينها أوضح الوزير السعودي أن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعزز قدرة المملكة على استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، الأمر الذي يساهم في تحسين البيئة ودعم جهود مكافحة التغير المناخي.
اقرأ أيضاً: مشاريع الطاقة المتجددة في السعودية: مستقبل متقدم للمملكة!
يشار إلى أن هذه التصريحات تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة اهتماماً متزايداً بالطاقة النووية كجزء من الجهود المبذولة لتحقيق تنوع في مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وهذا الدعم الذي تتلقاه السعودية من الوكالة الدولية يعكس الثقة الدولية في النموذج الرقابي الذي تتبعه السعودية، والذي يؤهلها للبدء في برامجها النووية بجدية ومسؤولية.
وحول الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يذكر أنها الجهة الرئيسة في الإشراف على استخدام الطاقة النووية حول العالم، إذ تلتزم بضمان أن تكون هذه الاستخدامات محصورة في الأغراض السلمية فقط.
وتعمل الوكالة على تقديم الدعم الفني للدول التي تسعى إلى تطوير برامج نووية، مع الحرص على التأكد من التزامها بالمعايير والضوابط الدولية التي تمنع أي استخدام غير مشروع لهذه التكنولوجيا.
بالإضافة إلى ذلك، تقوم الوكالة بعمليات تفتيش دورية لمراقبة الأنشطة النووية، وتقديم تقارير توضح مدى التزام الدول بتعهداتها، ما يساهم في تعزيز الأمن النووي العالمي ومنع انتشار الأسلحة النووية.
اقرأ أيضاً: السعودية تؤسس لشراكة فاعلة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتضع الحليف الأمريكي أمام مسؤولياته