كشفت وسائل إعلام سعودية نقلاً عن الأمين العام لمؤسسة المنتدى السعودي للأبنية الخضراء، فيصل الفضل، أن المملكة تتجه إلى إلزام القطاعات التجارية والسكنية والحكومية، بتجربة المباني الخضراء عند البناء، شاملة التصميم والتنفيذ والتشغيل.
وبحسب الفضل، تعمل السعودية حالياً على نقل تجربة مشاريع المباني الخضراء ذات الحياد الكربوني إلى المستثمر الصغير والمتوسط، مشيراً إلى أن: المشاريع الكبرى في السعودية مثل، نيوم والبحر الأحمر والمربع قائمة على مشاريع الأبنية الخضراء، بما ينسجم مع مشاريع رؤية 2030 السعودية.
وأضاف الأمين العام لمؤسسة المنتدى السعودي للأبنية الخضراء، أن السعودية تستهدف خلال 2060، بأن تكون نسبة المباني الخضراء بها 100 %، لافتاً إلى أن حصة السعودية من مشاريع الأبنية الخضراء المنفذة في العالم العربي بلغت نحو 40 % من إجمالي 5000 مشروع.
وأوضح، أن وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان تعمل بدور التمكين والتوطين لمشاريع الأبنية الخضراء، لتحفيز ودعم هذا النوع من المشاريع، كما تعمل مؤسسة المنتدى السعودية للأبنية الخضراء مع الجهات الحكومية التي تتقاطع معها في العمل بحسب اختصاص كل جهة، وفق البرامج الخاصة لهذه المشاريع.
من جهته، أوضح وزير البلديات والإسكان السعودي، ماجد بن عبدالله الحقيل أن المملكة شهدت تطوراً في مجال الأبنية الخضراء، حيث سجلت عدداً من المنجزات منها تسجيل 2000 مشروع من أصل 5000 مشروع في العالم العربي، وهو ما يعكس التزام المملكة بتنفيذ الأبنية الخضراء وإحداث نقلة نوعية في كيفية بناء المدن والمجتمعات، ورفع كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، إضافة إلى تقليل انبعاثات الكربون وخلق بيئات حضرية صحية وآمنة.
وخلال كلمته في حفل افتتاح النسخة الرابعة عشرة للمنتدى السعودي للأبنية الخضراء (SGBF)، أشار الحقيل إلى أن المملكة وضعت أهدافاً طموحة لجعل المدن السعودية أكثر استدامة، وذلك من خلال تحسين جودة الحياة وتقليل الأثر البيئي لمشاريع التطوير العمراني.
اقرأ أيضاً: المنتدى اللوجستي العالمي 2024
سمات المباني الخضراء
وترجع أهمية المباني الخضراء إلى توظيف الخامات ومواد البناء الخضراء الصديقة للبيئة واستغلال الطاقات المتجددة كالطاقة الشمسية، واستخدام التكنولوجيا لتقليل استهلاك الطاقة الكهربائية.
وتستهدف المباني الخضراء ترشيد استخدام الطاقة والمياه وغيرها من الموارد الطبيعية، وخفض تكاليف الصيانة والتشغيل وإعادة تدوير المياه ومواد البناء، وتوفير أنظمة الإنارة والتهوية الجيدة.
تعتمد المباني الخضراء على استخدام المياه والكهرباء بكفاءة عالية، وتستخدم تقنيات التحكم الذكي لإدارة استهلاك الطاقة و المياه بشكل فعال، بما يقلل من الاستهلاك الزائد، ومن الأمثلة على ذلك، توجيه النوافذ للاستفادة من الإضاءة الطبيعية و استخدام أنظمة التدفئة و التبريد الفعالة.
وتشجع المباني الخضراء على استخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح لتوليد الكهرباء، كذلك في المباني الخضراء، يتم اختيار المواد البنائية التي تكون صديقة للبيئة وغالباً معادة التدوير، بالإضافة إلى استخدام زجاج عازل للنوافذ و الأبواب لمنع فقدان الحرارة.
كما تساهم المباني الخضراء في تقليل إنتاج النفايات البنائية و إعادة تدويرها، وتهتم المباني الخضراء بجودة الهواء الداخلي من خلال نظام تداول الهواء و التخلص من الشوائب.
وتشهد السعودية في السنوات الأخيرة تزايداً ملحوظاً في الاهتمام بالمباني الخضراء، ويأتي هذا الاهتمام المتزايد بالمباني الخضراء نتيجة للتحديات البيئية التي نواجهها و ضرورة الحفاظ على البيئة و تقليل الأثر البيئي السلبي، حيث تتعامل المباني الخضراء مع هذه التحديات بطرق مبتكرة تجمع بين الحفاظ على البيئة و تحقيق الربح الاقتصادي.
والسعودية تولي اهتماماً كبيراً لتحقيق الاستدامة في سوق العقارات ضمن إطار مبادرة السعودية الخضراء، من خلال العديد من المبادرات التي تهدف إلى خلق مستقبل أكثر استدامة وأفضل للعقارات مما يؤدي إلى تحسين جودة الحياة والبيئة وتعزيز الاقتصاد المحلي، فقد طبقت الحكومة السعودية التشريعات واللوائح البيئية وفرضت الضرائب على انبعاثات الكربون، مما يشجع على استخدام التكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة.
وتعرض المملكة العديد من المشاريع العقارية المستدامة التي تعد فرصاً استثمارية مثيرة للمستثمرين الذين يسعون إلى دعم التنمية المستدامة والاستدامة البيئية، بل وتشجع الحكومة السعودية على تنفيذ مشروعات عمرانية مستدامة في مختلف المدن والمناطق، تهدف إلى توفير مجتمعات سكنية وتجارية تتميز بالاستدامة البيئية، بما في ذلك، مشروع مدينة الملك عبدالله الاقتصادية
اقرأ أيضاً: السعودية ترخص أول مشروع زراعي بتقنية الأيروبونيك