تترقب المملكة العربية السعودية وصول أول أسطول من السفن الكهربائية الطائرة الخالية من الانبعاثات والموفرة للطاقة لصالح شركة البحر الأحمر العالمية السعودية “نيوم”.
فقد كشفت شركة “كانديلا” السويدية، عن تلقيها أكبر طلب في تاريخها، لتوريد أسطول من السفن الكهربائية “كانديلا بي-12” (Candela P-12) إلى مشروع “نيوم” في السعودية، على أن تبدأ عمليات التسليم في عام 2025.
وقالت الشركة في بيان: “يسعدنا أن نعلن أن شركة كانديلا ستوفر أسطولاً من السفن الكهربائية ذات المحركات المائية من طراز كانديلا بي-12 لمشروع نيوم في السعودية، حيث تبدأ عمليات التسليم في عام 2025”.
وأضافت: “سيعمل هذا الأسطول الخالي من الانبعاثات على إعادة تعريف النقل البحري من خلال الرحلات المتكررة والسرعات العالية وتكاليف الطاقة المنخفضة. يمثل أكبر طلب نعلن عنه حتى الآن خطوة كبيرة في رحلة النمو الهائل لشركة كانديلا”.
وكانديلا بي-12 يبلغ وزنها 10 أطنان وطولها 12 متراً، وتعتمد على أجنحة تحت الماء موجهة بالحاسوب للتحليق فوق الأمواج، وتسير بسرعة 30 ميلاً في الساعة، وتستخدم طاقة أقل بنسبة 80% من السفن التقليدية.
قالت الشركة التي يقع مقرها في ستوكهولم إنها سفينة “صامتة وسريعة وخالية من الانبعاثات. ببساطة، نحن نحدث ثورة في السفر عبر الماء”.
وتتميز كانديلا بي-12 بـ”انخفاض تكاليف الوقود ومتطلبات الصيانة البسيطة، مما يترجم إلى ربحية أعلى”.
من جهته، قال غوستاف هاسلسكوغ، الرئيس التنفيذي ومؤسس الشركة: “تم تصميمها لإنشاء أنظمة نقل مائي خالية من الانبعاثات التي تتمتع بتحسينات كبيرة مقارنة بالتنقل المائي التقليدي”.
وأضاف: “على عكس الأنظمة القديمة مثل العبارات التقليدية الكبيرة والبطيئة وغير الموفرة للطاقة، فإن كانديلا بي-12 أصغر وأسرع، مما يسمح برحلات أكثر تكراراً وأسرع. ستكون جميع الضروريات والخدمات اليومية على بعد مسافة قصيرة بالقارب”.
ومن المتوقع أن تحصل المملكة على الدفعة الأولى من أسطول السفن الكهربائية الطائرة، المكونة من 8 سفن في العام 2025، ومطلع العام 2026.
وتصنّف هذه السفن كأول سفينة كهربائية ذات أجنحة شراعية في العالم، وقد تم الكشف عنها للمرة الأولى في العام 2023.
ومن المتوقع أن تكون تجربتها الأولى مع وسائل النقل العام المائي في ستوكهولم، في خريف العام 2024.
ونظراً لنظامها المتطور والمبتكر، يمكن لهذه السفينة أن تحلق فوق الأمواج على أجنحة تحت الماء، يتم توجيهها من خلال الحاسوب.
وهذا ما يجعلها أول سفينة كهربائية تجمع بين المدى الطويل والسرعة العالية، مع قدرة تحمّل تصل إلى الساعتين.
وأبرز ما تتميز به سفن كانديلا بي-12 أنها أسرع وأطول سفن ركاب كهربائية حتى الآن.
وسفن كانديلا الجديدة هي وحدات صغيرة، تتسع لـ 20- 30 شخصاً فقط، على خلاف السفن التقليدية الضخمة، وهذا ما يجعلها أكثر فعالية في تنظيم الرحلات للركاب بوتيرة أسرع.
كما يقوم نظام التحكم الرقمي في الطيران بإجراء تعديلات 100 مرة في الثانية، مما يضمن استقرار السفينة حتى في ظروف الرياح والأمواج.
وعبر ركوب هذه السفن، سيحلّق الركاب فوق مياه البحر الأحمر بسلاسة بفضل نظامها القادر على ضبط زاوية دفع الأجنحة المائية، والحفاظ عليها مستقرة خلال التحليق.
بدورها، أفادت مصادر سعودية بأن هذا الأسطول من السفن الكهربائية الطائرة، سيكون الأول من نوعه في العالم، وسيساهم في تقديم خدمات نقل متطورة في المملكة.
ويتطلب تنفيذ هذه الصفقة نجاح تطوير بنية تحتية متقدمة تدعم تشغيل وصيانة السفن الكهربائية الطائرة، وهذا يشمل بناء محطات شحن كهربائي، وتطوير مسارات بحرية وجوية مخصصة لهذه السفن.
ومن خلال هذه الصفقة تؤكد السعودية التزامها بتبني أحدث التقنيات التي تلبي احتياجات المستقبل، وتسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ومدينة نيوم، التي تقع في تبوك شمال غربي المملكة، تأتي ضمن مسعى ولي العهد، محمد بن سلمان، لتنويع اقتصاد المملكة بعيداً عن النفط.
وأعلن محمد بن سلمان عن فكرة المدينة عام 2017، مبشراً بأنها ستحمل أفكاراً معمارية وتقنية شديدة الابتكار.
اقرأ أيضاً: شركة فلاي ناو الأسترالية تنشئ مركز لتصنيع الطائرات الكهربائية في السعودية