تصدرت السعودية والإمارات دول الشرق الأوسط في جذب شركات رأس المال الجريء خلال النصف الأول من العام الجاري وفقاً لمنصة بيانات رأس المال الاستثماري “ماغنيت -Magnitt”.
وشهدت دول المنطقة في النصف الأول من 2024، زيادة 30% على أساس سنوي في العدد الإجمالي لمستثمري رأس المال الجريء إلى 262 مستثمراً، وبذلك أصبحت المنطقة هي “الوحيدة في أسواق المشاريع الناشئة التي تحقق مثل هذا النمو”، وفق التقرير، بما “يتناقض بشكل حاد مع ما حدث في جنوب شرق آسيا وأفريقيا، حيث شهدتا انخفاضاً بنسبة 2% و34% على التوالي”.
وسجلت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هذا الارتفاع مدفوعاً في المقام الأول بزيادة 75% على أساس سنوي في عدد المستثمرين الدوليين خلال نفس الفترة إلى 126 مستثمراً دولياً “مما يسلط الضوء على الاهتمام العالمي المتزايد بمنظومة الشركات الناشئة” لديها بحسب التقرير.
ووفقا للتقرير ارتفع عدد المستثمرين المحليين في المنطقة 8%، حيث شكلت الإمارات والسعودية 68% من تلك الفئة و”تؤكد هذه الزيادة على التركيز الإقليمي القوي على رعاية الشركات الناشئة المحلية”.
وبرز ذراع الاستثمار في الشركات الناشئة التابعة للصندوق السيادي السعودي، شركة “سنابل للاستثمارات”، كأكبر مستثمر حيث ضخ 57.3 مليون دولار في شركتين ناشئتين مقرهما في السعودية، بينما كانت شركة “500 غلوبال – 500 Global” المستثمر الأكثر نشاطاً من حيث عدد الصفقات، حيث أجرت 16 استثماراً.
رغم ارتفاع عدد المستثمرين في شركات رأس المال الجريء بالمنطقة، إلا أنها شهدت تراجعاً في إجمالي التمويل بنسبة 34% إلى 768 مليون دولار، وانخفض عدد الصفقات بنسبة 18% إلى 211 صفقة.
السعودية احتلت المرتبة الثانية، من حيث تمويل رأس المال الجريء على مستوى الأسواق الناشئة، بعد سنغافورة، وجمعت 412 مليون دولار في النصف الأول، تلتها الشركات الناشئة بالإمارات التي جمعت 225 مليون دولار، بحسب تقرير آخر صادر عن “ماغنيت”.
وخلال عام 2023، حصلت السعودية على استثمارات أكبر في رأس المال الجريء من الإمارات، أكبر منافسة لها على المستوى الإقليمي، في سابقة هي الأولى من نوعها، حيث عززت الصناديق المدعومة من الحكومة الإنفاق على هذا القطاع، وفق “بلومبرغ” في يناير الماضي.
وجمعت الشركات الناشئة في المملكة 1.4 مليار دولار، بزيادة قدرها 33% عن العام السابق، وما يزيد قليلاً عن نصف إجمالي تمويل رأس المال الاستثماري الذي تم جمعه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال عام 2023، حسب بيانات “ماغنيت”.
الدكتور نبيل بن عبدالقادر كوشك، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة الشركة السعودية للاستثمار الجريء (SVC)، أوضح أن محافظة المملكة على تصدر مشهد الاستثمار الجريء في المنطقة يأتي نتيجة الحراك الاقتصادي والاستثماري الذي تشهده المملكة بدعم الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده، من خلال إطلاق العديد من المبادرات الحكومية المحفزة لمنظومة الاستثمار الجريء والشركات الناشئة في إطار رؤية المملكة 2030، وتطوير البيئة التشريعية والتنظيمية للمنظومة، بالإضافة إلى ظهور أعداد متزايدة من المستثمرين الفاعلين من القطاع الخاص ورواد الأعمال المبتكرين .
وأعرب عن فخره كون إستراتيجية (SVC) أسهمت في تطوير منظومة الاستثمار الجريء في المملكة، مؤكداً التزامها بالاستمرار في قيادة تحفيز وتطوير القطاع من خلال تحفيز المستثمرين من القطاع الخاص لتوفير الدعم للشركات الناشئة والمنشآت الصغيرة والمتوسطة لتصبح قادرة على النمو السريع والكبير، مما يقود إلى تنويع الاقتصاد الوطني وتحقيق أهداف رؤية 2030.
اقرأ أيضاً: قطاع الرياضة السعودي يجذب ملايين الدولارات خلال 4 سنوات