خلال جلسة حوارية بعنوان “مستقبل النمو” في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2025، المقام في دافوس السويسرية، أشار وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، فيصل الإبراهيم إلى أن التحول الاقتصادي وتحقيق النمو يتطلبان قيادة جريئة وشمولية ورؤية طويلة المدى، موضحاً أن “رؤية 2030 هي مثال يُحتذى به في التخطيط وضرورة تقليل الاعتماد على النفط وتنويع المحفظة الاستثمارية”.
وكشف الإبراهيم أن رؤية 2030، تسير على المسار الصحيح، وبزخم قوي لإعادة هيكلة الاقتصاد على المدى الطويل، موضحاً أن الاقتصاد غير النفطي ينمو، والمصادر الجديدة للنمو تزداد مثل السياحة، والثقافة، والترفيه، والرياضة، وأيضاً القطاعات طويلة المدى مثل التعدين والصناعات، ومنها صناعة السفن والسيارات، وكل هذه القطاعات تُظهر قوة التنوع.
وقال وزير الاقتصاد السعودي، إن المملكة تستهدف نمو الاقتصاد غير النفطي في العام الجاري بـ4.8% ثم 6.2% في 2026، مشيراً إلى أن المملكة تركز أيضاً على الاستثمار في رأس المال البشري الذي هو استثمار بعيد المدى.
وأكد أهمية بناء القدرات المؤسسية الصحيحة والاستثمار في رأس المال البشري بصفتهما من العوامل الأساسية لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، مشدداً على أن هذه العنصرين ضروريان لأي استراتيجية اقتصادية ناجحة.
ولفت إلى أن بناء المزيد من رأس المال البشري، واحد من أبرز مستهدفات البلاد، إضافة إلى تعزيز النمو القائم على الإنسان.
اقرأ أيضاً: تسارع ارتفاع أسعار العقارات في السعودية
السعودية.. قوة استثمارية عالمية
وأكد وزير الاقتصاد السعودي أن السعودية هي قوة استثمارية عالمية، إذ إنها تشهد تحولاً في هذا المجال، موضحاً أن الناس يبحثون عن رأس المال الذكي القادم من المملكة التي تمتلك صندوقاً سيادياً قوياً، يستثمر أيضاً محلياً لبدء قطاعات جديدة، وهذا يجذب الكثير من المستثمرين.
وقال إن “أولويات المملكة في رؤية 2030 تركز على تنويع الاقتصاد والتخطيط بثقة والتنفيذ بتفاؤل، مما يعني الاستفادة المثلى من كافة الأصول والقدرات المتاحة، ولكن الأهم من ذلك هو إدارة الأمور بحذر، وهي عملية مستمرة”.
وذكر الإبراهيم أن معدلات نمو الاقتصاد العالمي الآن هي بين 3.2% و3.3%، وهي “أقل بكثير من المتوسط التاريخي البالغ 4%”.
وفيما يخص السياسات الاقتصادية الأميركية، كشف الوزير أنها لن تؤثر بشكل فوري على الاقتصاد العالمي، لافتاً إلى أن الأمر يتعلق بإعادة هيكلة طويلة المدى، مشيراً إلى أن “لدى المملكة علاقات جيدة مع أميركا”.
وعلى هامش اليوم الأول من الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي، أكد الإبراهيم، أن المملكة تتطلع إلى تعزيز التعاون مع إدارة ترامب الثانية، كما فعلت مع الإدارات السابقة، في معالجة قضايا مهمة، بما في ذلك التحديات التي يواجهها الاقتصاد الدولي، مثل تعزيز نمو التجارة العالمية، مشدداً على أهمية أن يكون استقرار منطقة الشرق الأوسط عاملاً حيوياً في دفع النمو العالمي، بحسب تلفزيون “بلومبيرغ”.
وقال الإبراهيم، إن السعودية وأميركا تربطهما علاقة قوية وطويلة تمتد على مدار ثمانية عقود، وقد تميزت هذه العلاقة بالمتانة تحت أي إدارة كانت في السلطة.
وشدّد على أهمية أن يكون استقرار منطقة الشرق الأوسط عاملاً حيوياً في دفع النمو العالمي، موضحاً أن كل خطوة نحو السلام تمثل تقدماً إيجابياً، مضيفاً: “نحن هنا اليوم لمناقشة هذا الموضوع والعمل معاً لتحقيق الازدهار العالمي”.
وأشار إلى أن المملكة تركز دائماً على تعزيز الحوار العالمي، موضحاً: “لقد تمت دعوتنا للانضمام إلى مجموعة (بريكس)، كما تمت دعوتنا إلى العديد من المنصات متعددة الأطراف الأخرى في الماضي، ونعمل على تقييم العديد من جوانب هذه الدعوات قبل اتخاذ أي قرار، ونحن الآن في وسط هذا التقييم”.
اقرأ أيضاً: معياراً عالمياً للمدن الصناعية في دافوس 2025