أعربت السعودية عن إدانتها واستنكارها للاستهداف العسكري الذي تعرضت له إيران، والذي يعد انتهاكاً لسيادتها ومخالفة للقوانين والأعراف الدولية.
وأكدت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، على موقفها الثابت في رفضها لاستمرار التصعيد في المنطقة، وتوسع رقعة الصراع الذي يهدد أمن واستقرار دول المنطقة وشعوبها.
وجاء في البيان “تحث المملكة كافة الأطراف على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس وخفض التصعيد، محذرة من عواقب استمرار الصراعات العسكرية في المنطقة”.
ودعت الوزارة “المجتمع الدولي والأطراف المؤثرة والفاعلة للاضطلاع بأدوارهم ومسؤولياتهم تجاه خفض التصعيد وإنهاء الصراعات في المنطقة”.
كما نقلت “رويترز”، السبت، عن مسؤول سعودي أن المجال الجوي للمملكة لم يُستخدم خلال الضربات الجوية الإسرائيلية على إيران فجر السبت.
بدوره، أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “قلقه البالغ لاستمرار التصعيد في الشرق الأوسط”، بعد الضربات الإسرائيلية على إيران، وفق ما أعلن متحدث باسمه السبت في بيان.
وأضاف المتحدث أن “الأمين العام يكرر نداءه الملح لجميع الأطراف ليوقفوا كل الأعمال العسكرية، بما في ذلك في غزة ولبنان، ويبذلوا كل الجهود الممكنة لمنع حرب إقليمية شاملة ويعودوا الى نهج الدبلوماسية”.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أمس السبت، أنه هاجم نحو 20 هدفاً في الداخل الإيراني بمشاركة أكثر من 100 طائرة ومسيّرة، بينها منشآت تصنيع صواريخ، ومنظومات دفاعية وغيرها.
وقال مسؤول إسرائيلي إن بلاده استهدفت غالبية قدرات إيران على إنتاج صواريخ سطح سطح في الهجوم الذي تم شنه فجر السبت.
وأضاف المسؤول في تصريحات صحافية، أن الهجوم كان يهدف لمنع إنتاج المزيد من الصواريخ” وشبه التأثير بتدمير خط إنتاج الصواريخ بشركة “رفائيل”، في إشارة إلى شركة تكنولوجيا الدفاع الكبرى في إسرائيل.
بدوره، كشف مصدر إيراني أن “استهداف 20 موقعاً” أمر مبالغ فيه، وأن هذا يصب في خانة “الحرب النفسية”.
كما نفى المصدر أن تكون 100 طائرة شاركت في الهجوم، مشيراً إلى أن الهجمات تم تنفيذها من خارج الحدود الإيرانية.
في حين أكد الدفاع الجوي الإيراني أن الأضرار كانت محدودة، بعد نجاح الدفاعات الجوية في إحباط الهجوم الإسرائيلي، كما أوضح أن الضربات طالت محافظات طهران ووعيلام والأهواز.
وقالت القوات المسلحة الإيرانية، السبت، إن الأضرار الناتجة من الضربات الإسرائيلية على أهداف عسكرية داخل البلاد اقتصرت على “أنظمة رادار”.
وأوضحت هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية في بيان نقله التلفزيون الرسمي أنه “بفضل أداء الدفاع الجوي للبلاد في الوقت المناسب، تسببت الهجمات بخسائر محدودة ولم تتضرر سوى بعض أنظمة الرادار”.
وأضافت هيئة الأركان العامة أنه: “تم اعتراض عدد كبير من الصواريخ، ومنع طائرات العدو من دخول المجال الجوي للبلاد”.
وكشفت أن الطائرات الإسرائيلية استخدمت المجال الجوي العراقي المتاح للجيش الأميركي “لإطلاق عدد من الصواريخ المحمولة جواً البعيدة المدى والمجهزة برؤوس حربية خفيفة للغاية”.
وأعلنت وسائل إعلام إيرانية رسمية ارتفاع حصيلة قتلى الغارات الإسرائيلية إلى 4، جميعهم من سلاح الدفاع الجوي الإيراني، من دون تحديد مكان مقتلهم.
التوتر بين إيران وإسرائيل
يشار إلى أن تلك الضربات الإسرائيلية أتت بعد 26 يوماً على تبادل التهديدات بين طهران وتل أبيب منذ مطلع الشهر الحالي، حين شنت إيران هجوماً بأكثر من 180 صاروخاً على قواعد عسكرية إسرائيلية.
وأدى خطر اندلاع حرب أوسع نطاقا بين إسرائيل وإيران إلى توتر في المنطقة التي تشهد تصعيداً بالفعل في ظل حربي غزة ولبنان
وتصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل منذ أن نفذت حركة حماس، هجوماً على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، وهو ما أثار مخاوف من نشوب صراع أوسع في المنطقة قد تنجر إليه قوى عالمية وتعريض إمدادات الطاقة العالمية للخطر
وفي وقت سابق، أعربت السعودية عن قلقها من تصاعد التوترات العالمية، وكان قد أشار وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إلى أن استمرار العدوان الإسرائيلي يشكل تهديداً خطيراً للأمن الإقليمي والدولي، لافتاً إلى أن التصعيد الحالي قد امتد ليشمل الجمهورية اللبنانية، محذراً من أن استمرار هذا النزاع من شأنه مفاقمة الأوضاع في المنطقة، مشدداً على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وتقديم المساعدات الإنسانية دون عوائق، والإفراج عن الرهائن، والالتزام الجاد بتحقيق سلام دائم.
اقرأ أيضاً: بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله.. أي دور ينتظر السعودية في لبنان؟